الفصل الأول ch1 حادث لم يدون

1.3K 16 0
                                    

تصاعد صوت قطرات المطر الصغيرة المتضاربة فوق الزجاج البارد مخترقه صمت الحجرة المظلمة إلا من خيط ضعيف من الضوء يرسله القمر ليسبح بهدوء فوق الجسد النائم دون حراك
علا صوت ضربات الماء الصافي فوق الزجاج أكثر قليلا فتحرك النائم ليصبح علي جانبه الأيمن في مواجهه النافذة الزجاجية المغلقة .
تفتحت عيناه الناعستان ببطء في مواجهه الضوء المتسلل علي استحياء , حدق نحو المشهد الضبابي خارج النافذة من مكانه . لم يكن يري القمر لكن بقعه ضوء واضحة بالسماء فوق النافذة تماما أشارت إلي وجوده رغم الغيوم و الأمطار المتتابعة .
استدار بهدوء ليعتدل جالساً , حرك يده اليسري فوق كتفه الأيمن ضاغطاً عليه ليزيل الشعور بالتيبس منه ثم أنزل قدميه الحافيتان إلي الأرض الخشبية الباردة و تحرك نحو النافذة .
اتسعت دائرة الضوء الزرقاء الشفافة لتغمره بالكامل عندما وقف أمام الزجاج مباشره و عيناه تبحثان ببطء عن القرص البلوري بالسماء
لكم هو نقي , شفاف , بشكل ما كان يمتلك ذاك الشعور بأن القمر لا ينتمي إلي هذا العالم
رافعاً الإطار الخشبي تناثرت قطرات المطر إلي داخل الحجرة لتضرب الأرض المظلمة و جسده الدافئ .
هل مر كل هذا الوقت بالفعل ؟ .. منذ متي وأنا هنا ؟ , لَم يعد يذكر . بدا له أنه نزيل هذه الحجرة و هذه المدينة منذ الأبد , فجوه ضبابية صغيره فقط بعقله هي ما يذكره بماضيه , تلاشي كل شئ فلم تبقي سوي هذه الفجوة
تلاعبت الأشعة الفضية بعيناه لتصنع ذاك المزيج الكريستالي المتوهج بينما هو لا يزال في شروده .
لَم يكن يري المشهد أمامه تماماً , فقط عملت السماء السوداء و الشارع الفارغ الممتد نحو الأسفل كمرآه تعكس خواطره الخاصة .. البرج الحجري الضخم و الغابات المتشابكة من بعيد مٌطلة علي بحيرة صافيه ضخمه ., يبدو كل شئ كقطعه من حلم ينتمي لشخص أخر .تلاعبت الخواطر أكثر بعقله لكنه استطاع بشكل ما إبعادها مؤقتاً عن تفكيره كان علي وشك أن يعود للداخل عندما تحركت عيناه تلقائياً نحو أحد أعمده الإنارة بالشارع حيث يقف شخص ما بمعطفه الأحمر الداكن مستندا إلي عامود الإنارة بالأسفل و عيناه نحو الأعلى , ضيق عيناه للحظات ناظراً نحو نفس المكان بثبات .
لا شك في هذا , الرجل بالأسفل يحدق نحو غرفته بثبات ودون أن يحرك إصبعاً واحداً
منذ متي وهو هنا ؟
لحظات قليله حتى استدار ذلك الرجل واختفى مع نهايه الشارع

هل هي محظ صدفه أن قابلته بنظري لذا بقي ينظر نحوي , لكن لا .. لا شك أنه كان يراقب منذ البداية , ربما حتى قبل أن أتحرك لأقف أمام النافذة .
قطع حبل أفكاره طرقات على الباب الأمامي للشقة .
أنزل يده من فوق جبهته ناظراً بتوجس نحو الساعة علي الحائط أمامه , الواحدة بعد منتصف الليل
توقفت الطرقات لذا نهض جالساً فقط و لَم يغادر مكانه .
عادت الطرقات من جديد لكنها اقوي قليلا هذه المرة لذا تحرك بتؤدة عبر الحجرة شبه المظلمة ملتقطاً سكين صغير ملقي بإهمال من فوق المنضدة و اتجه نحو الباب .

مم من من ؟¡¡"
قالها بخوف ..منتظراً الرد على سؤاله .

"اممم الم يخبرك والدك ....انا حارسك الشخصي "
تردد الاخر ..هل يفتح الباب ام لا
لقد اخبره والده بأمر الحارس الشخصي لكن لم يعطيه اي اسم او مواصفات له ¡¡

الزبون الأخير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن