ها تخطيت حاجز خوفي من رؤية نفسي في هذه الأسطر القادمة لشدة تصادم أفكاري و نفاقي مع كل " الأنا " المتصارعة في عقلي الفائر و الثائر .
سأكتب ما يحلو لي دون قيود أو مراعاة لمشاعر أي مني ، فهيا لإجتماع طارئ .
هنا " المشاهد " يتكلم : هل تظن أنك ستحل مشكلة بكتابتك هذه ، و قد حذرتك من هذه المصيبة فتصور نفسك دوننا ماذا ستكون أو هل ستكون و من أنت أصلاً حتى أكلمك و هل أنت من كتب تلك المقدمة التافهة المظحكة و أنت تريد إظهار انفصالك وابتعادك عنا و تحميلنا المسؤلية ، أنت يا من تكتب ، من تكون ؟ هل أنت أنا ؟ أم أنك تسمعني و تنقل ما أقول ؟ أو ما أوحي لك ؟ أم أنك تتقمص دور إله متذمر ضعيف ؟ و أقصد إلهاً داخليا و هو أبعد ما يمكن أن تكون ؟ أنت لا تسيرنا حتى فنحن من يساعدك و نظهر عند الحاجة و نخرجك من صورة الإنسان العادي المتوازن ذو الثوابت ونزعزعك لنخلق أفكاراً و تخيلات تبعدك عن تفكير هاته الكائنات البسيطة الدنيئة و نمدك بكل الأقنعة اللازمة لاستمرارك في الحضور و التخفي في هذه البقعة ، نحن من يكشف أكاذيب هؤلاء الحمقى و نجعلهم يرون فوزهم الزائف .
" الكاتب " يتكلم : ولكن لماذا لا أكون بسيطاً لماذا لا أكون أنا واحد و أنعم براحة النوم العادي ، لماذا هي 5:31 صباحاً و أنا في كامل النشاط الفكري أو الغليان ، لماذا لا تتوحدن و نصبح انسان مع تفارق لازم في قواكم أو حدة أصواتكم فأنا أحيانا لا أقدر حتى على استيعابكم فانهكني الشك و العاطفة و القسوة و الخبث و الذكاء و الثقة و الخوف و الأمانة و الصدق و الأقنعة و العطاء و المساعدة و سوء النية و الرغبة في القتل و الغضب و التقدير ، لم أذكر الحب لأني لم أعرفه و لم أجد تعريفاً له و لا أقصي إمكانية احساسي به و لكن من الممكن أن كبريائي هو من يغيبه أو يخفيه و لكن نظرتي الأولية للحب هي مزيج بين التقدير وإعتراف بالجميل وإعجاب و عدم الإستقلالية وخوف من فراق أو أذى قد يلحق بالضفة الاخرى و من الأصح أن أقول أنه عاصفة من هذه الأوصاف و هذا ما فهمته أيضاً أنه لا يصح لغير الوالدين و الإخوة مبدئيا .
" الخبيث " يتكلم : أو تظن أنك دوننا ستتمكن من أرجحة نفسك بين كل هذه الشخصيات حسب الطلب فتتصرف حسب الإطار المكاني و الزماني و الانسان الأخر فتكسب هؤلاء الحمقى و تحللهم و تستغل تجاربهم لتنمية مهارتك . صحيح أني تركت لك قليلاً من ما يسمى بالقيم و هذا كان مقاومة منك و خوفا من إزدهارك و اكراما لوالديك و لكن لا يستحق هذا العالم مثل تلك القيم فهم لا يريدون إلا الازدهار والمظاهر و التكاثر و في هذا الباب يمكن أن أقول لك أن تكاثرهم ليس لهدف أسمى من أن يكون نشوة و إثباتا لفحولة و خصوبة والتكفل بالكائن الجديد لإثبات صلوحيتهم الزائفة في هذه الحياة و إرضاء لأناس آخرين و هل رأيت أغبى من هذه حياة ؟