في غُرفته قبعَ حيث دوَى صوتُ منبهه قائماً بعمله، وفزّ جرمهُ حينها يتلفتُ حولهُ كالأخوت، شعرهُ أشعثٌ وعينيهِ محمّرة، نعم لقد بكى في الليلة الماضية
أطفأ المنبه معتدلاً بوقفتهِ متجهاً إلى دورةِ المياه قاصداً إياها، يترنحُ حاكّاً ظهرهُ من أسفل كنزتِه
هوَ لم يكن في أفضل حال لذلكَ تعجّل بتنظيف أسنانه ودعكَ وجههُ بدلاً من غسله، هكذا كان يُعبر عن عجزه
لم يأخذهُ إرتداء ملابسه إلا بضعة دقائق ولم يأبه برشّ عطرٍ أو حتى ترطيب شفاهه، كُل ما فعلهُ كان تمشيط شعرهِ ورفعُ أكمام قميصه
ثُم نظر إلى مكتبه بعدما التقط حقيبته، إبتسم بوسعٍ عندما لمحه، ظرفهُ الأزرق الذي حضرهُ في اليوم السابق، حملهُ برفقٍ ووضعهُ في جيبِ بدلته، ظرفهُ ذاك كان الحسنة الوحيدة في يومه
"أتمنى أن تصلكَ مشاعري يا محبوبي" قال لظرفهِ بهمسٍ وطبع قُبلةً عليه بينما يرتسمُ على محياه إبتسامةٌ حلوة كالعسلِ
——
وفي الآنِ ذاته كان ثلاثةٌ من الرفقة يمضونَ في طريقهم قاصدينَ مدرستهم، إثنين علت أصواتهم وأخيرهُم كان يمشي ببُطئٍ مبتسمُ
يتحاشى بمُقلتيه وجوه العابرين؛ لا يُريد أن يُبالي بأي شيءٍ حتى لو كان ضئيلُ المقدارِ
"هي هيونغ!" صاح أصغرهُما ملتفتاً للمعنيّ يلوحُ بيدهِ ناحيته، كان يطلبُ إنتباهه بإنزعاجٍ مرسوم على معالمهِ الأرنبية
"هيونغ أنت لا تبدو على مايرام هل إلتقطت برداً أم شيءٌ من هذا القبيل؟" تساءل والأخر ضحكَ بخفوت، يحسبونه مريضاً وهو محبّ، شيء مضحك أليس كذلك؟
"أنا فقط تعبٌ قليلاً، تعلم أني لا أحب أن أستيقظ في وضحِ النهار أليس كذلك؟" أردف بإبتسامةٍ ضئيلة داعكاً رقبتهُ بخفة والأصغر أجاب بـ"نعم أرى ذلك.."
استأنفوا طريقهم وعادتِ الأصواتُ تتعالى، وعادَ بطلُنا يُفكر بعمقٍ سارحاً بتفكيره، يغضّ طرف عينهِ متحاشياً باقي الأنامِ
أو بعبارةٍ أخرى كان يتجنبُ النظر إلى الناسِ.
لم يعي سبب فعلتهِ ولكنهُ أحبّ سعادتهُ تلك لدرجةِ الغيرةِ عليها، كان يُريد ذاتهُ أن تسعد لوحدها دونَ القلقِ من عابرينَ السبيل هؤلاءِ
أنت تقرأ
Misery | N'J
Short Story- 'ماذا لو أخبرتُك بأن الحديثَ معك شيئاً يشبه إحتضان ألف غيمة، يُضاهي وقت تأمُلي لقمري وأصبحتُ أتأملكُ عِوضاً عن ذلك' - namjin love story - the cover by; @imsaypriiss , gave her all love please!