الجزء الاول

6 0 0
                                    

ميترو.....

على أرض باردة وضعت جسدي الهزيل، ارطتم رأسي بالحائط من شدة التعب ، قدماي متجمدة و كذا يداي ، استرحت في محطة ميترو قديمة ، مظلمة بعض الشيء ، منعزلة ، انتظرت لهنيهات قبل أن يأتي المترو مزعزعا بدني النعسان ، و كتلة من البشر غيري تنتظره ، واقفون ، بعضهم يلتفت لي ، صدقوني لست متشردا و لا متسولا أنا فقط متعب ! نظراتهم تثير الاشمئزاز ، مظاهرهم مختلفة ، منهم حسن المظهر و منهم أصحاب المظهر الغريب ...
كل منهم يملك وجهة مختلفة لكن الوسيلة وحيدة ، انتابني شعور غريب حيال رجل طاعن في السن ، يقف بعيدا عنهم و يركز عينيه بالأرض بغرابة ، يبدو كأنه تائه ...، أتى الميترو و فتح أبوابه و الناس مزدحمون أمامه يدخلون و يخرجون ، و يد فتاة في مقتبل العمر تمسك بيد الرجل العجوز ، يدخلان ، و أنا في مكاني لا أستطيع الوقوف حتى ، هل انتظر هنا أكثر ؟ أم أستجمع قواي ؟ تبا لقد نال التعب مني ...
ببطئ شديد وقفت مترنحا رجلاي تأبى الوقوف باستقامة ، اتجهت نحو الميترو بخفة أكثر ، انتظرني أنا أستجمع قواي ، وصلت بعد مسير متعب ، كانني أصعد جبلا صارخا في العلو ، ليست سوى أمتار ، لكن جسدي متعب حقا و عضلاتي تسبب لي ألما فظيعا ، وضعت رجلي اليمنى على أرضية الميترو بصعوبة ثم وضعت الأخرى و إذ بيد تمد نحوي ، ترى من استهواه ضعفي ؟ رجل في منتصف العمر أراد مساعدتي ، شكرا لك اخي ! لكن أستطيع الاعتماد على نفسي ... جلست في مكان شاغر بأريحية الكثير من البشر ، يبدو المكان مزدحما قليلا ، كم أكره البقاء مع الحشود ، على يميني امرأة عجوز مالذي يجعلها تخرج في وقت كهذا ؟ و على يساري فتى شاب مظهره غريب قليلا ، ملابسه ملونة و تسريحة شعره لم تعجبني البتة ، يبدو عليه العبث و الامبالاة ، إنها الموضى الجديدة هذه الأيام ، هنالك فضول غريب بداخلي يجعلني أتسائل عن قصص هؤلاء الغرباء لماذا و كيف هم هنا ؟ ما حكايتهم ؟ يبدو الوصول الى المحطة القادمة سيأخذ وقتا ، قيلولة هي كل ما أحتاجه الان ربما أستعيد القليل من نشاطي ، بالفعل أسندت رأسي و وضعت يداي في جيوبي و غمضت عيناي ...

ميتروWhere stories live. Discover now