الجزء الثاني

2 0 0
                                    

حبيتك بالحرب الجزء الثاني
رحلوا والدموع في عيون الجميع، وما إن غادروا وسارت بهم العربة حتى اختفت عن الأنظار حتى حملت “سوزان” نفسها ودخلت بحجرة بمنزل عمتها، وأغلقت عليها الباب وشرعت في تهدئة حالها بإخراج كافة الدموع المحبوسة بداخلها.

ركضت عمتها “أحلام” خلفها….


العمة أحلام: “أتوسل إليكِ يا حبيبتي ألا تفعلي بنفسكِ هكذا، إنهم مجبورين فالتمسي لهم عذرا يا صغيرتي، وإنكِ معي في أيد أمينة، أستحلفك بالله لتخرجي يا صغيرتي أريد التحدث إليكِ ليس إلا”.

سوزان بصوت مخنوق من شدة البكاء: “حسنا عمتي ثواني وسأخرج، أمهليني بعض الوقت حتى أهدأ وتقر عيني”.

أحلام: “لا تتأخري سنجهز طعام العشاء”.

سوزان: “همتي لا أشعر بالجوع على الإطلاق، تناولوه بالهناء والشفاء”.

أحلام: “لن أسمح لأحد بتناول الطعام إلا إذا قدمتِ، تحملي ذنوبنا جميعا، فنحن جميعا لم نأكل شيئا من الصباح”.

وأجهشت “سوزان” بالبكاء ولكنها سرعان ما استجمعت قواها وعزمت على أن تكون قوية، وأن ضعفها لن ينفعها بشيء بل سيضرها كليا.

خرجت “سوزان” من الحجرة التي أوصدتها على نفسها بعدما جففت دموعها، كانت أسرة عمتها الأرملة تتألف من أربعة أشخاص، ثلاثة أبناء وابنة وحيدة.

الابن الأكبر “مهند” متزوج من فتاة تدعى “ميساء” والتي كانت تحمل بقلبها حقدا وحسدا وكراهية لسوزان لأنها تتفوق عليهن جميعا في الجمال، فكانت شديدة الخوف على زوجها وكانت تتظاهر بمعاملتها بطريقة حسنة أمامهم جميعا ولكنها تكن لها بقلبها كل السوء، “علاء” الابن الأوسط وهو مسافر خارج البلاد، “منير” وهو الابن الأصغر، و”دلع” وهي الابنة الصغرى الوحيدة والتي تبلغ من العمر ستة عشرة عاما.

خرجت بابتسامة خفيفة على وجهها الجميل، نالت اهتماما بالغا نابعا من داخل قلوبهم جميعا، رأت بأعينهم جميعا الفرحة بخروجها إليهم وتناول الطعام، كانت “سوزان” تشعر بإحساس مختلط من الحزن الذي يشوبه بعض الفرحة.

وبعد الانتهاء من تناول الطعام…

أحلام: “لقد جهزت غرفة نوم ابن عمتكِ علاء، بإمكانكِ أن تكوني على راحتكِ يا صغيرتي، هيا لتنالي قسطا من الراحة، ولا تتعبي نفسكِ كثيرا بكثرة التفكير، ما بالكِ؟!، إنها مجرد عدة أيام قصيرات وبعدها يلتم ويلتئم شملكِ بعائلتكِ من جديد، ببلاد يشرق بها النور وتزهر بها الخضرة ولا يعم بها سوى السلام”.

سوزان: “أعجز عن شكركِ يا عمتي”.

أحلام: “لا تتفوهي ثانية بهذه الترهات حبيبتي، يعلم الله وحده سبحانه وتعالى مدى محبتكِ بقلبي، إنكِ مثل ابنتي دلع”.

ذهبت “سوزان” للغرفة التي جهزتها عمتها، حاولت أن تنام وعلى الرغم من التعب والإرهاق لأيام طوال إلا إنها لم تستطع النوم لعدم قدرتها على التخلص من مشاعرها الجياشة تجه إخوتها ووالديها والتفكير في كل اللحظات التي عاشتها معهم، لقد تذكرت كل شيء بحلوه ومره، وما أتعبت سوى نفسها لم تستطع تجاوز إحساسها بأن لأول ليلة ستنام بعيدا عن حضن عائلتها الدافئ.

قضت طوال الليل تتقلب يمينا ويسارا ولم يغمض لها جفن، وبالصباح الباكر كانت أول شخص يستيقظ بالمنزل بأكمله، خرجت تنظر للسماء قبيل امتلائها بنور الشمس المشع، في هذه الأحيان كانت عمتها قد خرجت من غرفتها بعد صلاتها للفجر لتعد طعام الإفطار لابنها الأكبر “مهند” قبل ذهابه لعمله.

وبعدما تناول فطاره وذهب شعرت بوجود “سوزان” على عكس سوزان التي كانت غارقة في التفكير والهموم التي لا تنجلي من قلبها…

أحلام: “لماذا استيقظتِ باكرا؟!”

سوزان: “إنني لم أنم في الأساس”.

أحلام: “قلقة على ألهكِ أم مشتاقة لهم؟!”

سوزان: “الاثنان معا، ولكن في الوقت الحالي قلقي أصبح يزداد بمرور الوقت دون اتصال منهم”.

أحلام: “تعالي لنحكي سويا وأقصر عليكِ وقت الانتظار”.

سوزان: “لا أريد إلا أن تبرد نار الانتظار التي بداخلي يا عمتي”.

وبعدها بقليل استيقظت “دلع” الابنة الدلوعة بمعنى الكلمة، وجدت والدتها وسوزان يجلسان سويا ويتبادلان أطراف الحديث….

دلع: “هلا قدمتِ معي نتسامر سويا بغرفة ميساء، فجميعنا متقاربين في السن ويمكننا الحديث في كل الأشياء”….

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 14, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الحب في الحرب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن