I

4 1 0
                                    

الأَحدِ - ١/١/٢٠١٨

"البَحرُ جَميلٌ"
هَذِهِ كَانت أَولُ جُملة أَقولُها بَعدَ ان ذَهبْتُ للشّاطئِ.

حَسنًا بِدَايةً سَأُعرفُ عَن نَفسِي.. إِسمي أُومي.. وَ معنَاه البَحرِ بِاللّغة اليابانِية. أُمي أَسْمتني بِهذا الإِسم لِشدة حُبّها لِلبحر، و أنا أيضًا أصْبحتُ مِثلُها.. أُحبُ البَحر.
لَكن و لِلأسفِ لَا أَستَطيع لَمسهُ أَوْ حَتّىٰ السّباحة بِه.. لِأن و بِبساطة لَا أحَد يَستطِيعُ لمسِي أَوْ رُؤيَتي حَتّىٰ...
سَوفَ تَسأَلونَني "كَيْفَ أكلُ أَوْ أشربُ" أعْتَقد أَنني شَبح.. لِذا لَا أَحتاجُ لِلطّعامِ أَوْ الشّراب. لَا أدْري كَيْفَ أَصبَحتُ شَبحًا، لَكن لَدي إِعتقادٌ وَاحد..عِندما كُنتُ فتَاةً عادِية كُنتُ أَتمنَى أن لَا أكُونَ مرئِية لِأحد لأَنني كُنتُ أَكرهُ وَجهي و كَانَ أَلأغلب يَتنَمرُ علي، وَ لَمْ يَكنْ لِي أَي أحدٍ.. وَ كُنتُ خائِفة مِن إِخبارِ وَالداي.. لَا أدْرِي لِمَ
وَ لا أَدرِي مَتى سأَختَفي.. كُلّ مَا عَلي هُوَ الإِنتظار صَحيح ؟

"أَكرهُ نَفسِي، أَكرهُ وَجهِي"
إِلتَفَتُ لِلخلفِ لِأرَى فَتىٰ يأَتي لِلمَكان الّذِي أَنا فِيه. أَظنْ أَننا بِنفسِ العُمرِ. ١٢. كَانَ يَبكي.. مُغمَض العيْنينِ، يَضَعُ قُبعَة عَلَى رأسِه، و كَانَ هُناكَ بَعضَ خُصل شَعرهِ السّوداء تَقع أَمام وَجهِه. فَتَحَ عَيناهُ وَ كَانتْ لَونَها اللّون الكِرسْتَالي..

"جَميل"
هَمسُتُ مِن دوُنَ وَعي.. و نَظرَ بإِتجَاهِي، تَحدِيدًا بعينَاي !

"شُكرًا ؟"
إِبتسَم. لَحظَة هَلْ يَراني ؟ وَقفتُ وَ بَدأتُ المَشِي ذَهاباً و إِياباً لِأرى إِذَا كَانَ حَقاً بِإستِطاعَتِهِ رُؤيَتي. عَينَاهُ كَانت تُلاحُقني بِكُل مَرةٍ أَذهبُ و أَعود.. لِذا إنّه حقاً يَستطيعُ رُؤيَتي !

"مَاللذِي تَفعَلينَه"
بَدأَ بِالضحكُ، الآن أدرَكتُ أنني كُنتُ أَفعل أَشياءٌ غَريبَةٌ. و بَدأتُ بِالضحكِ أنَا الأُخرى.

لَنْ أَنساكِ.. أَبدًا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن