الفصل الثانى

1.1K 103 21
                                    

الفصل الثانى من عملالي روشة بقلمى ساره مجدى
- ازيكم ... طبعا ملحقتوش تنسونى و انا مش هفكركم بيا لانى فى الاساس كاريزمتى عاليه و مش سهل اتنسى ... خلونى اكملكم كلامى و انا نازل على السلم رايح لدكتور عبد الظيم
- حسبى الله و نعم الوكيل
- مش انا اللى قولت كده ده صوت دكتور عبد العظيم يا جماعه متخافوش هو ديما كده بيحب يذكر الله ... المهم خلينى اكمل معاكم حكايت انا شغال هنا بقالى سنتين و كان شغلى مع العياده و لما الحالات الى بحولها للمستشفى زادت و قررت اقفل العياده و من وقتها مفيش و لا حاله انا ماسكها و الدكتور عبد العظيم كمان ديما يبعدنى عن المرضى
- يا همى الكبير ... يا اكبر مشكله فى حياتى
اخذت نفس عميق و انا اخطوا اخر خطواتى فى اتجاه دكتور عبد العظيم الذى قال بصوت عالى
- انت كنت فين ياللى محسوب علينا دكتور بالغلط
- شوفتوا ..... ده دكتور عبد العظيم مش قولت ليكم هو قد ايه بيحبنى
نظرت اليه بابتسامه جذابه كعادتى
- يا دكتور ده وقت البريك بتاعى
رفع الدكتور عبد العظيم يديه يمسك بها شعره بجانب راسه و جذبهم بقوه ثم انزل يديه و بين اصابعه مجموعه كبيره من خصلات شعره و هو يقول
- نفسى اعرف عملت ايه غلط فى دنيتى علشان انت تكون موجود فى حياتى ... للدرجه دى ربنا غضبان عليا ... ده انا لو كافر مش هيكون عقابى بالشكل ده
كنت انظر اليه باندهاش و انا الوى فمى بضيق و افكر
(( هو ليه اوفر كده ... مالى يعنى انا دكتور قد الدنيا و ملو هدومى و وسيم و دمى خفيف و شاطر فى شغلى ... يبقا ليه الاوفر ده ... ناس منفسنه ))
اخذت نفس عميق و قلت بهدوء
- هو حضرتك كنت عايزنى فى أيه ؟
ابتسمت حين ضرب دكتور عبد العظيم مقدمه راسه و هو يقول
- لما بشوفك الدنيا كلها بتسود فى وشى و بنسى كل حاجه
- انا مفيش منى اتنين بس انتوا اللى مش مقدرين النعمه يا دكتور اعمل ايه ؟
(( هو رافع حواجبه كده ليه ))
لأندهش من جديد و هو يرفع يديه مره اخرى لشعره و جذب بعض الخصلات مره اخرى ثم قال
- تصدق فى حاله طلباك بالاسم و الحقيقه انا مش عارف هى طلباك انت بالتحديد على انهى اساس بس اهو ده اللى حصل .. و لولا كده انت عمرك ما كنت اتعاملت مع اي مريض تانى و كفايه اوووى ماهر ، وجمال وهويدا
ثم رفع اصبعه امام وجهى و قال بتحذير و من بين اسنانه
- على فكره يا مالك دى اخر فرصه ليك هنا فى المستشفى يتعالج الحاله دى يا قسماً بشرفى همسح اسمك من نقابه الاطباء و هخليك حتى متعرفش تبقا حقنه
ايه الجنان ده ... اشتغل حقنه ازاى يعنى اخذت نفس عميق و انا افكر بعمق من الواضح ان دكتور عيد العظيم يعانى من بعض الاضطرابات النفسيه و العصبيه فلديه حاله عصبيه واضحه و ايضا بعض الاعراض التى تدل على بدايه الجنان
- يلا هو طيب و يستاهل ... اكيد طبعا عايزين تعرفوا ايه حكايه هويدا ... تعالوا احكيلكم و انا فى طريقى
اخذت نفس عميق و انا اتذكر ذلك اليوم
- شوفوا بقا هويدا دى بنت رقيقه جدا جت يوم العياده و هى منهاره و بتقول انها هتموت نفسها علشان حبيبها سابها و اتجوز امها و طبعا هى كانت مصدومه جدا و ساعتها نصحتها تتجوز ابوه منها تقهره لانها بشبابها و جمالها هتقدر تضحك عليه و تاخد منه كل ثروته و كمان تقهر امها لانها هتكون اغنى منها ... لمًا دكتور عبد العظيم عرف قال عنى انى قادر و فاجر مش عارف ليه رغم انها خفت و بقت كويسه و يمكن هى الوحيده اللى مدخلتش المستشفى يعنى هى اتعالجت شوفتوا بقا انى مش فاشل زى ما هما بيقولوا عليا
و صلت الى مكتبى و وقفت بجانب الباب انظر الى من بداخل و انا اشعر بالفخر ها هى حاله تاتى لى انا ... حاله تطلب مساعدتى انا ... اذا فليصمت الجميع عن تلك التراهات بأننى طبيب فاشل
وضعت يدى فى جيب معطفى الابيض بفخر و تفاخر و رفعت راسى الى الاعلى بخيلاء (( حلوه خيلاء دى يا ست الكاتبه ))
- حلوه يا مالك بدات تتعلم منى اهو شاطر
اشحت بيدى من جديد و انا اقول لها
- يا شيخه روحى كده ده على اساس انك كاتبه بجد و حق وحقيقى ده احنى بنجاملك
دخلت مكتبى لاجد سيده وقوره فى اواخر الاربعينات تجلس بتوتر و قلق ابتسمت ابتسامتى الجذابه و انا ارحب بها
- اهلا يا فندم ... اقدر اساعدك بأيه ؟
(( هى بتبصلى باندهاش كده ليه ... مالها دى ))
- انت دكتور مالك اللى بيقولوا عليه ؟
ليكون الاندهاش من نصيبى انا تلك المره
- ايوه انا .. و بعدين ايه اللى بيقوله عليا ؟
وقفت السيده و اقتربت منى و هى تقول بصدمه
- دكتور مالك المجنون يبقا انت ؟
و اشارت باصبعها عليا باحتقار لأردد خلفها باندهاش
- مالك المجنون ... ده اللى بيقوله عليا ؟ المهم انتِ عايزه ايه
- بنتى ؟
- اشمعنا
قطبت جبينها بضيق و قالت
- انت هتدخلى قفيه و لا ايه
- انا اسف كملى (( قفوشه اوووى ))
عادت لتجلس من جديد و قالت
- بنتى تعبانه من وقت كبير اوووى و محدش عارف مالها و رفضه انها تروح لاى دكتور و فى يوم رجعت من بره متبهدله زى ما تكون مضروبه و لما حاولت افهم منها ايه اللى حصل متكلمتش جبتلها اكبر دكاتره فى البلد و محدش فهم عندها ايه و لا ايه علاجها
كنت بسمعها و أنا بحاول افهم اى حاجه بس الحقيقه مش عارف استوعب المهم هى مخدتش بالها من انى مش فاهم و كملت
- من يومين واحد معرفه قالنا عليك انك بتعالج بطريقه غريبه و ان انت اللى ممكن تخليها تتكلم
فضلت ساكت اصل الحقيقه مش عارف اقول ايه بس تقمصت شخصيه الفاهم و المستوعب و قولت
- طيب حضرتك هتجبيها هنا امتى علشان ابدء معاها العلاج
(( معرفش انا قولت ايه خلاها تتعصب و تتنرفز كده )) لكنها وقفت و ضربت سطح المكتب بيديها بغضب و قالت
- انت غبى و لا بتستعيط بقولك رافضه اى حاجه و كل حاجه و مش راضيه تتكلم اجبهالك هنا ازاى
رفعت يدى علامه الاستسلام و ابتسمت ابتسامه صغيره و قلت
- طيب شوفى حضرتك انا هجيلها النهارده الساعه ثمانيه مناسب
وقفت على قدميها و قالت من بين اسنانها
- مناسب
و غادرت سريعا و كأنها كانت تجلس معى دون ايرادتها اخذت نفس عميق و انا افكر
(( فرصتك يا مالك فرصتك انك تثبت للكل ان هما اللى مجانين و انك دكتور شاطر ))
انتبهت من افكاره على صوت خطوات نسائيه كنت اظن انها عادت من جديد لكن حين رفعت عينى و جد ماهر يقترب منى و هو يتمايل بميوعيه و هو يقول
- ما تيجى و نجيب مليجى
وقفت و انا انظر اليه بابتسامه واسعه فى الحقيقه لا استطيع التوقف عن الضحك حين يقترب منى اى شخص منهم بتلك الحاله التى اصبحوا عليها
ليقترب ماهر اكثر و هو يتمايل يمينا و يسارا و يحرك شعره ايضا كالنساء لاضحك بصوت عالى حين اقترب ماهر منى بقوه و بدء يتحسس جسدى لاضحك بصوت عالى و لكننى كتمت ضحكاتى
حين حضر دكتور عبد العظيم و امسك بماهر و هو ينظر الى بشر و طوال الوقت يقول (( حسبى الله و نعم الوكيل فى اللى كان السبب
- طيب انا مالى ... انا مالى اذا كان ماهر شخص ميوله شمال انا مالى
اخذت نفس عميق و انا اعود لاجلس على كرسى مكتبى باسترخاء
- طبعا كلكم مستنين تعرفوا انا هعمل ايه مع المريضه الجديده ... و انا كمان الحقيقه عايز اعرف انا هعمل معاها آيه بس اكيد مش دلوقتى لانى هروح ارتاح شويه و اجمع كل طاقتى الطبيه علشان اقدر اكون دكتور شاطر و لا انتوا عندكم شك ... سلام

عملالي روشة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن