الفصل السادس

5.6K 232 6
                                    


دخلت المطعم بخطوات متسرعة تبحث عنه لتتهلل أساريرها ما أن وجدته يباشر عمله بغسل الأطباق لتهتف في مرح وهى تنقر بإصبعها على كتفه :
- أنت يا باش مهندس كدة تسيبني أجي لوحدي

التفت لها نصف التفاتة وقال بفتور :
- نعم

أذدرقت لعابها ببطء عندما وجدت ملامحه متجهمة يكسوها البرود على غير عادته لتخبره ببسمة بسيطة :
- أنا أستنيتك عل......

- تستنيني ليه هو أنتِ طفلة صغيرة و هتوهي

وئدت بسمتها وأحتل مكانها
الحزن وهى تسأله  :

- "يوسف" بتكلمني ليه كدة هو أنا زعلتك في حاجة ؟؟

أجابها بنبرة باردة أصابت قلبها بالصقيع :
- أظن أنا عملت اللي عليا معاكِ وشوية زيادة كمان ياريت بقى تحلي عن سماية وتسبيني أشوف شغلي

هدر بكلماته القاسية  التي أوجعت قلبها وباشر عمله دون أن يعطي لها حتى فرصة لتستفهم ما حل به لتهمس بنبرة مختنقة على وشك البكاء وهى تنظر لظهره :
- أنا أسفة لو كنت بتطفل عليك
وشكرًا على مساعدتك ليا وأوعدك كل "يورو" صرفته هرده ليك في أقرب وقت

تساقطت دمعاتها أثناء حديثها ووضعت الحقيبة التي بها ملابس "كرستين"  بجانبه دون أن تتفوه بكلمة أخرى وتوجهت لبدء عملها الشاق
أما عنه قد تيبست كل خلية بجسده وهو ينظر لأثارها وغامت عينه بحزن بَين فنبرتها تلك قطعت نياط قلبه لكنه جاهد ليكون صامد أمامها  حتى أنه لم يشعر بضغطه على أحد الأكواب أثناء حديثه وتهشمها بين يديه، نفض يده من تناثر الزجاج ولولآ أنه كان يرتدي قفاذ الجلي لكانت تراشقت بيده  ليلعن تحت أنفاسه ويقنع نفسه أن ذلك هو الصواب له و صديقه محق لابد من وئد مشاعره ليتمكن من الأستمرار
-----------------
في المساء داخل تلك الشركة التي يتخذونها ستار لأعمالهم المشبوة
دخل " وليد "مكتب خاله بخطوات غاضبة ليتأهب "شكري " ظنًا منه أنه يحمل أخبار عن أبنته الهاربة
ولكن هدمت كل أماله عندما هتف "وليد ":
- واحد من رجالة " انطونيو "
كلمني الصبح وبيقول أن المسؤل عن شحنة السلاح بتاعت البرازيل أعتذر عن أستلامها وكلفني أنا بالمهمة دي

أومأ له "شكري" بتفهم وظل على سكوته ليباغته "وليد "بحدة :
- الصفقة دي بأسمي أنا ولصالحي بعيد عنك أنا بس قولتك علشان تمشي شغلك بنفسك الفترة دي

-  يعني خلاص بتخرج عن طوعي يا"وليد "  و بتشتغل لحسابك
حانت من وليد بسمة هازئة وأخبره بسخط :
- أنا خدمتك كتير ونوبت مكانك في صفقات كتير وكان أيه جزاتي غير أنك بتديني الفرافيت وحتى بنتك اللي وعدتني تجوزهالي هربت وخلتني فورجة قدام الناس
حل "شكري" رابطة عنقه وقال وهو يحاول أن يستعطفه :
- بس أنا خالك وخيري عليك و"لين" مصيرها ترجع وكل حاجة ترجع زي الأول
توحشت عين "وليد"  الرمادية بالغضب وهدر بإصرار:
-  أكيد هترجع و وقتها لينا كلام تاني وعلى فكرة أنا بلغت  كل المطارات بأسمها علشان لو فكرت تسافر وتهرب من البلد

تيراميسو (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن