الأحلام عبارة عن رسائل يرسلها لنا العقل الباطني، وهي دائمًا ما تعكس الضغوطات اليومية التي يتعرض لها الشخص ويعجز عن حلها، أو أمنية يتمناها الشخص ويعجز عن تحقيقها؛ لأن الأحلام ترتبط بشكل وثيق بما يخزنه العقل الباطني.
🔹
الرؤيا بالطبع لا تاتي لإنسان عادي مثل أن ترى الرسول ﷺ في المنام، وقـد أختص الله مَن يرى تلك الرؤيا بسمات معينة، وغالبًا ما تكون الرؤيا بعد صلاة الفجر مباشرة.
🔹
الكوابيس هي ناتجة عن الضغوطات النفسية التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية. والكابوس هو محاولة من عقلك الباطني لهزك وإجـبارك، وتوجـيه انتباهك إلى ناحية ما من نواحي حياتك، وهـذه الاحلام التي تتكرر، فهي أخبار تحاول الوصول إليك، فتقوم بانعكاس الضغوطات اليومية على العقل البطني في الأحلام، وتعمل على تغير مجرى حياتك في الواقع.
🔹
وما يعلم الغيب إلا الله، معنى يقيني مسلم به أنه لا يمكن لأحد من خلقه أن يعلم الغيب، ولكـن هناك سؤال يطرح نفسه، حول انعكاس الضغوطات اليومية على العقل الباطني في الأحلام وعلاقتها بما يحدث في المستقبل؟ ربمـا الداعي لهذا السـؤال هو أن هناك الكثير من الناس تحققت لهم بعض الأحلام بما سوف يحدث لهم في المستقبل.ولكن هي ليست قاعدة، لأن هناك ارتباط وثيق بين العقل الباطني، والبـيئة المحيطة بالإنسان، فالعقل الباطني دائمًا ما يتأثر بالأحـداث العامة المحيطة بالإنسان، وفي الغالب قد تكون الضغوطات النفسية، والانفعالات مثل شعور الإنسان بالخوف، أو القـلق، أو الاكتـئاب وراء الأحداث التي يحتوي عليها الحلم.
وغالبًا ما يكون العقل الباطني مختزن تلك المشاعر من قبل، من خلال ما يتعرض له الإنسان في حياته اليومية، فيعمل العقل الباطني على جعل الإنسان يتمنى تحقيق مالا يستطيع تحقيقه في الواقع، وما يتمنى أن يحدث في المستقبل يجعله يحدث في أحلامه، أما كونه يتحقق بالفعل فهذه تعتبر رؤيا، وقد ذكرنا فيما سبق أن الرؤيا لا تأتي إلا لأشخاص ذو سمات معينة، وفي أوقات معينة.
فالأحلام هي ظاهرة صحية شأنها الاحتفاظ بالتوازن العقلي والصحة النفسية، فكل ما عليك هو تحافظ على هدوئك، وكن قريب من الله قدر المستطاع؛ ولا تحاول التشاؤم من الأحلام المزعجة، ولا التفاؤل من الأحلام السعيدة، وعليك التركيز في حياتك الواقعية فقط، فنحن ليس في يدينا شيء سوى ذلك.
🔷
الحد من الضغط النفسي للإنسان:
~ أعلم أن قوة الشخصية تنبع من قوة التفكير، فلا تنظر بالنظرة الدونية إلى نفـسك، وعليك التفكير بأنك شخص رائع؛ لأن هذا التفكير الايجابي يكسبك الثقة بالنفس، ويجعل كل من يحيطون بك يفكرون عنك بنفس الطريقة، فانطباعك الذي تظهره للغير عن نفسك هو غالبًا انطباعهم عنك.~ عليك بمحاولة تحديد كل الايجابيات التي تتمتع بها، ثم أحرص على تنميتها تنمية صحيحة؛ لأن كل من حولك يستطـيع التعرف على طباعك بمجرد التعامل معك؛ لذا كن ايجابيا بقدر ما تستطيع.
~ حاول التخلص من كل الصفات السلبية التي تميل إليها مهما كلفك الأمر.
~ عليك التحلي بالصدق، والشجاعة، والأبداع؛ ستجد أن الطريقة التي تحقق بـها أهدافك أصبحت أسهل.
~ إذا كنت غير راضي عن حياتك، أو تشعر بفقد شيءٌ ما فيها فلا تفكر في هذا، ربما ما تفتقده هو نفسك، وأعلم أن جميع من حولك يمر بظروف حياتية صعبة، وقاسية، ربما يتجاوزن تلك الصعوبات بنجاح لكنها تبقى محفورة فـي أذهانهم.
🔹
وأخيرًا فأن انعكاس الضغوطات اليومية على العقل الباطني في الأحلام ما هي إلا عدم القدرة منك على التكيف مع مجريات حياتك، فحياتنا قصيرة ومليئة بالمسؤوليات، والواجبات، ومن فرط هذه المتطلبات أقرب إلى أن تكون مؤلمة، فجميعنا نمر بتلك الظروف.فالحياة بكل ما بها من مصاعب وضغوطات أنت وحدك من يستطيع الحكم ما إذا كنت تريد أن تتفاعل معها، أم تـبقى جامدا على هامش تلك الحيَاة، لذا حاول أن تغير من نفسك حتى لا تسمح للضغط النفسي أن يتسلل إليك، فتتراكم عليك الضغوطات اليومية حتى تصل إلى طريق مسدود.
وقد قال الله - تعالى اسمه - في كتابه الكريم: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11]، فلا تكن ضعيفًا؛ لأن فقدان الثقة بالنفس يقودك إلى الفشل؛ فتجد نفسك قد وصلت إلى عـالم مجهول، عـالم العقل الباطن، عالم اللاوعي.
أنت تقرأ
💠 العقل الباطن | Subconscious mind 💠
De Todoيتحدّث البعض من علماء النفس عن العقل الباطن باعتبار أنّها لؤلؤةٌ مدفونةٌ داخل النفس البشرية تحتاج إلى من يكتشفها.. فقد طلب الفيلسوف سقراط من الإنسان الغوص في أعماق نفسه البشرية؛ ليَعرِف ذاته بنفسه دون الرجوع إلى نظريةٍ معينةٍ أو قانونٍ ما، فذاته ه...