Part I

411 25 17
                                    

مرحبا... اعتذر عن التأخير و الان اخيرا اصبحت القصة جاهزة و اليوم اعرض عليكم الجزء الاول من القصة الجديدة و الذي على غير العادة سيكون قصيرا ، اتمنى منكم ابداء رأيكم بكل صراحة و انتظار الجزء الثاني القادم قريبا جدا و الذي سيكون بكل تاكيد اكبر من الجزء الحالي. و استمرو بدعم الموهوبة في روايتها الموجودة في قائمتي (العودة الى عرين الشيطان) و شكرا❤.
_______________________________________

البشر جزارون بطبيعتهم فهم يقتلون احلام من يقابلوهم بدم بارد...                                            هم يدافعون عن مبدأ الحرية بدون ان يفهموا معنى الحرية الحقيقي.                                                 الفترة الوحيدة التي ستحصلون فيها على حريتكم الشخصية هي في الحقيقة خارج هذه الحياة التي نضحي في سبيلها كل يوم و التي تنحصر في فترتين ، الاولى قبل الولادة في رحم امكم و الثانية بعد الموت... هاتين الفترتين و ان كنا لا نعي ما قد يحصل فيهما لكنهما يخلوان من اي هموم او مشاكل معلقة !                                                            عند الولادة و لحظتها نبكي و نصرخ في اول ظهور لنا على كوكب الارض ، تحملنا الام و هي تذرف الدموع من وجعها و فرحتها بمولودها و لكن هنا تكمن المشكلة الاولى حيث فرضت علينا امنا ، فنحن لا نستطيع اختيار اهلنا للاسف. عندها يصل ابونا و هو يحمل اوراق التسجيل ، ينظر لابنه و يبكي من فرحته ثم يتوجه للمختار لكي يسجل دخولنا للحياة ، وهنا تظهر المشكلة الثانية ، فقد فرض علينا اهلنا اسمنا و عائلتنا و العشيرة التي نتبعها ، ثم ديننا و مذهبنا ، فتطبع هويتنا و نحصل على جنسيتنا حيث ولدنا و هنا تبدأ حياتنا بسجن الحياة هذا... يستغل البشر صغر سننا و ضعف عقلنا و يبدأون بالتحكم بحياتنا متذرعين بعدم قدرتنا على مجاراة الحياة بنفسنا. لكن لحظة من الذي اخبركم بانني اريد الانتماء اليكم و العيش معكم ، لماذا لم تسلموني لجمعية لتربيني مؤقتا كي اكبر و استطيع اختيار عرقي و ديني و حتى ابسط شيء و هو اسمي ! مرحبا... للاسف انا ادعى "باستيان غونتر" اعتقد انكم لاحظتم اشمئزازي من اسمي و حتى عائلتي التي انتمي اليها ، لكن ما رايئكم هل اسمي جميل؟ اوه لا نسيت انكم غير قادرين على الكلام (يضحك) . اسمي هو ابسط همومي بالتاكيد لكن اكبرها قد يجبركم على الانتحار حاليا ! تنهد باستيان و وقف ثم قال : نعم هذا هو الواقع لقد ولدت و ترعرعت مع امي و ابي مثلكم هنا ، كنت اعشقهما كانا عشق حياتي امتلك عددا لا يحصى من الذكريات الجميلة معهم في اماكن و مواقف لا تذهب من بالي ، و لكنها ذكريات كاذبة ، حياة كاذبة خادعة ، لو كنا نعلم نهايتها من الاول لكنا رفضنا ان نعيش فيها ولو لحظة واحدة ، لكن ما قيمة هذه الحياة ان كنا نعلم نهايتها فنحن نملك دائما ذلك النوع من الحماس و التشويق نحو المستقبل و ما هية حياتنا المستقبلية و ان كنا سنعيش مطولا و متى و اين و كيف سنموت و من هو شريك عمرنا و الكثير من الاسئلة التي لا تحصى... انا لم اهتم يوما بمعرفة مستقبلي بل كنت اتمنى بان اعود للحظة ولادتي و ارفض عندها ان اتنفس فاموت قبل ان انضم لمعسكر الحياة ! تقدم باستيان للامام حيث كان يوجد اربعة كراسي يجلس عليها فتاتان و صبيان مربطين بالكراسي و ملصقي الفم ، نزع باستيان عن افواههم الشريط اللاصق و قال : مرحبا بكم في "لعبة الانتحار" !

لعبة الانتحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن