شعلة حوار

124 22 9
                                    


وفَانا سؤَالٌ من الجميلة  JESSICA_RAN«لا أستطيع دمج السرد والحوار مع بعضهما كما أنني سألت عن الأمر لكن لم يستطع أحد أن يفهمني أحتاج إلى مثال من أجل الأمر، لا أستطيعُ وصف ما يقوله الشخص في داخله أثناء الحوار مع أحد.»

ما هو الحوار بدايةً؟ هو الكلام الذي يُقال، وهو عرض أفكار الشخصيات على ألسنتهم!

الحوار هو أحد مركبات السرد الذي يجعله منه حيًا ويمكننا الشعور به يتحرك، كمَا أنه من يعطي الروح للشخصيات.

توجد أهميّة كبير للحوار في الكشف عن الجانب الخُلقي-الأخلاقي- للشخصيات، كذلك جانبها النفسي.

إذا كيف أكتب حوارًا سليمًا؟
بدايةً لنرى مثالًا عن حوارٍ عادي

-أهذا كل شيء؟

-هذا كل شيء...

حوارٌ بسيط صحيح؟ لكن لا نفهم سبب القول أو المشاعر التي استخدمتها الشخصيات عندما قالت حوارها.
لذا فإنّ وجود حوارٍ حسّي مرتبط بالحوار يساعد على فهم المشاعر، وسبب قول الحوار.

فلنغيّر قليلًا في المثال السابق ولنرى النتيجة.

«تحّدث جمال بينما يُلقي بنظرةٍ حانقةٍ نحو دِيما، فهي قد أساءت له جدًا بفعلتها تلك: أهذا كل شيء؟

وَصل السؤال إلى مسامع دِيما شديدًا، لتسقط من عينيها دمعةٌ بينما تقضم شفتيها نادمةً على فعلتها: هذا كل شيء...»

تغيّر الحوار قليلًا وأصبح مفهومًا قليلًا، والتمسنا مشاعر الشخصيات آن ذاك ومشاعرها حين قالت الحوار.

لنأخذ مثالًا آخر كاملًا مع وجود حوارٍ حسّي.

« -ماذا تفعلين يا مريم؟
سألتهَا وقد استغربتُ كيفَ لهَا أن تتماسك بعدما قد تم إهانتها بتلك الطريقة، إنّ وضعها غريب قليلًا، كُنت ابتسم بداخلي بعدما تلقّت تلك الإهانة، لكن ردّ فعلها هذا قد جعلني أتردد لحظةً، فمَ الذي يحدث هنا؟»

دمجُ المشاعر مع الحوار ليست بالأمر الصعب كثيرًا، تلبّسي روح شخصيتك، وتخيلي أنك هي، ثم فكري بماذا سوف تشعرين عند ذلك الموقف لو كنتِ مكان شخصيتك؟ هل ردّ فعلك سوف يشابه تركيب الشخصية؟ اكتبي ما فكرتّي به وشعرتي به بموقف مشابه مثلًا. وهكذا سوف تحصلين على حوار متكامل.

فالسرّ ليس بصعوبة كتابة مشاعر الشخصيات، وإنما عندما نقرأ حوارًا خالٍ منها، فإننا لا نفهم شيئًا، فتلك المشاعر التي نصفها هي ذاتها نبرةُ الصوت التي تخرج منا في الواقع، بدونها لن نفهم حوارات بعضنا.

وقد يكون الحوار الذي تريدين به وصف مشاعر الشخصيات الداخلية هو حوار داخلي -مونولوج- فربما تقول الشخصية كلمةَ آسف وقد ظهرت عليها ملامح الندم، لكن في داخلها فهي تخطط لترد الصاع صاعين.

كيف نكتب حوارًا داخليًا؟
في المثال الأخير الذي أعطيته، جملة «كنتُ ابتسم بداخلي بعدما تلقّت الإهانة...» هذا حوارٌ داخلي، وربما تقولين أن كتابته سهلة لأن الراوي هو الراوي الشخصية والذي يعرض ما تفجر به الشخصيات بسهولة!

لذا لنغيّر الراوي نحو الراوي العليم بكل شيء ولكن مع ذات المثال: « سَألت نجوى مريم وقد بدت ملامح الاستغراب والصدمة على وجهها، فكيف لمريم أن تصمد بعد تلقي تلك الإهانة؟ هذا ما فكرت به نجوى، فقد أُفسدت فرحتها بإهانة مريم.»

وُجد هنا الحوار الداخلي منقولًا بصيغةٍ غير مباشرة على لسان الراوي.

آملُ أن تكوني قد استفدتي، يحتاج إتقان كتابة حوار متكامل تدريبًا، فتابعي المحاولة باستمرار، دمتِ بود🖤

فريق النقد دومًا بالجوار، العضو جود✨

المصادر: «٣٨خطأ في الكتابة القصصية، وكتاب الحوار القصصي».

اسأل السارد الماردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن