لعنة الثأر

ساعدني |2|

                                                                                              ريماس

استيقظت فزعة على صوت ارتطام شيء على الأرض ، فالتفت لأجد مكان إلياس فارغا ،و ما زادني رعبا هي عبارة "ساعدني" التي خطت على الحائط المقابل لي باللون الاحمر القاتم ، لم أستوعب بعد هل أنا في الواقع أم فقط أتوهم ، أشعر برعشة خفيفة تسري في أطرافي ،كأن الوقت توقف ليشهد عن الملحمة التي دقت ناقوس بداية حرب شعواء داخلي ، كل ما استطعت فعله مناداة إلياس بصوت أقرب للهمس، و كلما ازداد صوت الرياح وتحرك الستائر بقوة ازداد ارتفاع صوتي، كأنه يجاري الطبيعة في غضبها وفي لحظة استجمعت فيها طاقاتي ،ونزلت للدور الأول لأجد إلياس ملقى على الأرض وبركة صغيرة من الدم قد تجمعت حول رأسه .

الساعة قاربت الثالثة فجرا ولازال رأسي مصاب بالدوار، بحثت في كومة الأدوية عن ضمادات وأحضرت بعض الثلج و حاولت جاهدة إيقاظه ،ولم أفلح في وقف شلال الدماء ذاك ، بعد برهة بدأ يستعيد وعيه ، ولكنه لا ينطق بشيء ، نظر في أعيني ولمح دموعي التي تجمعت معلنة تضامنها مع الحدث ، فمسح عن خدي بعض القطرات التي تمردت و هربت عنوة عن رفيقاتها وأشار للباب ، فنظرت باتجاهه ولمحت نفس الصندوق بسلاسل برونزية ، فما كدت أنهض لاكتشاف محتواه حتى اختفى ، كدت أفقد ما تبقى لي من عقلي فكمية الأحداث المريبة التي تحصل لنا في هذه البلدة غير طبيعية ، أكملت طريقي نحو الخارج فلم أجد أثرا لأحد بالجوار ما عدا بعض البوم المتراص على أشجار الارز المقابل لكوخنا ، همست داخلي هذا الذي ينقصنا بعض الشؤم كي تكتمل حكاية "ماما الغولة "

دخلت وأول ما هممت بفعله هو جمع ما يلزمنا لنرحل، قبل الفجر من هذه القرية ، لكن صوت إلياس استوقفني :" كيف سنستطيع الخروج منها وأين سنذهب يا ريماس ألا ترين أنها أبعد القرى عن أهلك ، الذي أشك أنهم السبب حول هذه اللعنة التي تصيبنا كل يوم منذ هروبنا منهم "

رمقته بنظرة حادة واستطرد بتلعثم :

_"أأأه رأسي ي.. يبدو أنني فقدت قواي العقلية على إثر هذه الوقعة يبدو أن الأمر لن ينتهي عند إرسال طرود مجهولة المصدر لا والأنسة ريماس كانت تود العمل عند ساحرها الذي يبدو جليا عليه من وصفك له .. "

_ " أرجوك لا تلمني على خطئي المتهور فقد فعلت ذلك من باب تقديم المساعدة لك ليس إلا ، ولو كنت أعلم أنه مشعوذ حسب ظنونك ما كنت لأبرح مكاني قط ، فإيجاد عمل لك هنا سيكون صعبا ووحدك لن تستطيع ذلك ..."

_"حرفتي فالحدادة ستكون مساعدا لي ، حاول أن ينهض فلم يستطع وأكمل وسط تأوهه الخفيف ، وأنا لا أريد خسارتك أيضا فيكفي حجم الخسارات التي مررنا بها .."