ميلاد لعنه

السادس من اكتوبر سنه 96 إنتقلت هدي لتعيش مع خالتها 'بعد انا توفيت اسرتها في حادثه غامضه ' لم تشعر هدي يوما بفقدانها لوالديها فالحنان الذي كانت تشعر به من خالتها قد أغناها عن اي شئ او ربما صغر سنها وعدم رؤيتها لوالديها لم يجعلها تشعر بالإشتياف اليهم ولكن مع تقدم سنها واتساع ادراكها للعالم من حولها بدأت الطفله تكبر وكان من الطبيعي ان تسأل عن والديها , والتي كانت تجهل ما حدث لهم ' وكان هذا التساؤل منافيا لرغبة خالتها فهي لا تريد ان تفتح دفاتر الماضي وتتحدث عن تلك الجريمه الغامضه !

ولكنها كانت تقدر تلك الحاله التي وصلت اليها هدي فمن الطبيعي ان تسأل عن والديها ....بل ليس من الطبيعي عدم سؤالها وهي تري الجميع يتحدثون عما حدث في هذا اليوم والامر لا يعنيهم في شئ

ولكن كيف لطفله في الخامسه عشره من عمرها ان تتحمل امر كهذا 'ضممتها وحاولت ان اجعلها تنسي بكل الطرق

الا انها كانت تصر... فكانت كل يوم تأتي وتسألني نفس السؤال وانا اماطل وابعدها عن تلك الذكريات الكئيبه حتي جائت تلك اللحظه وانفجرت ،

كانت المره الاولي التي يعلو صوتها 'مطالبه بأن تعرف ما حدث لأبويها

وانا رايت ان هذا من حقها وامام هذا الاصرار لم يكن امامي خيار اخر غير الموافقه

................................

ولكني انا اضعف من ان اجعل قلب تلك الطفل المسكينه حزين انها كانت كل شئ بالنسبه لي

بعد تلك الحادثه التي اضطر فيها الاطباء الي ازالة الرحم وعدم مقدرتي علي ان اكون ام كانت هدي هديه من الله قد قدمها الي لاشعر كيف تكون الامومه وقد كرست حياتي لاجلها

فكيف اخبرها بما يدخل الحزن الي اعماق قلبها الصغير والطاهر

لم يكن امامي خيار اخر غير ان استعين بصديق ليساعدني بهذا انه الوحيد الذي يمتلك القدره علي نجاتي من هذا الموقف لانه كان المحقق في تلك الحادثه الغريبه

اخبرت طفلتي هدي بأني سوف اتصل بالشخص الوحيد الذي يستطيع ان يعلمها ما حدث في هذا اليوم بالتفصيل

لم يرفض صديقي القديم دعوتي علي العشاء ,وعندما قابلته شرحت له حقيقه الامر طلبت منه ان يساعدني

هو لم يمانع ولكنه كان مثلي يشفق علي تلك المسكينه بأن تعلم ما حدث في هذا اليوم

ولكني اخبرته بأنها رغبتها ولابد ان يساعدني في هذا الامر ,اخبرته اني لا استطيع ان اخدعها اكثر يجب ان تعلم هدي كل شي عن والديها

وافق صديقي وحدد لي معادا ليزور منزلنا ويحكي لطفلتي كل ما حدث

واتفقنا ان يزورني يوم الاربعاء وتأتي المصادفه