حين نصل للنجوم

937 42 135
                                    

جميع الحقوق تعود لـ jeonsfm

إنها الرابعة فجرًا وهو يبحث في صوت حبيبته المبتهج قسرًا عن ضحكة يريد أن يسمعها ليهنأ في نومه ولا يجد، يتسللون كما كل ليلة إلى السطح لمراقبة النجوم، يونغي ليس مهتمًا بعلم النجوم كما حبيبته، لكنه يحب كيف تسطع مجملة السماء وعيون مينا المحدقة بها، هو ببساطة يحب النجوم لا العلم المعقد المرتبط بها، هو يحب النجوم لكنه يحب مينا أكثر.

على سطح المستشفى يستلقي يونغي على ذراعه بينما يعير مينا ذراعه الأخرى لتستلقي عليها، هذه الليلة هادئة جدًا سماؤها مملوئة بالنجوم، ويونغي يحادث مينا من الهاتف رغم استلقائها في القرب من قلبه، يريد الاحتفاظ بذكرى منهم للعالم ليثبت أنهما كانا موجودان هنا حقًا.

قبل ثلاثة أعوام عندما دخل يونغي المستشفى ظنت عائلته بأنه كان يحتضر وقتها، لكن ها هو ذا لا يزال هنا إلى الآن. لا علاج له، وقت ذهابه يقترب وهو يمضي كل ثانية يكافح كي يحصل على المزيد من الوقت، بعد أسبوعان من مكوثه هناك، حين يقول بأنه سقط بقوة ليتلطخ بالحب، هو يعني ذلك ولا يمزح. لقد رأى وقتها أجمل ملاك في حياته، الملاك الذي جعله مصرًا على المقاومة ليعيش أكثر، ليكون أقوى ويجعل ذلك الملاك حبيبته. وأخذ الأمر شهرًا كي يستجمع قوته ليحادث مينا للمرة الأولى على السطح، وعلى ذات ذلك السطح وافقت مينا على أن يكونان أحباء.

ذلك جعل السطح مكانه المفضل، مكانهما المفضل. "مينا، لماذا تحبين هذا المكان كثيرًا؟" سأل يونغي وهو يحتضنها واضعًا رأسها على كتفه.

"لأنني رأيتك هنا أول مرة، كان الوقت عند منتصف الليل، في واحدة من تلك الليالي التي عجزت فيها عن النوم، فالنوم لا يداوي، لأن الحياة تغدو أكثر إيلامًا عندما نستيقظ، كنت أعيش أيامًا باهتة ورمادية موحشة، وكنت أعلم أنها لن تنتهي رغم مرورها فوق روحي، لم أرد شيئًا حينها إلا أن أضع حدا للأمر كي أتوقف عن الاستيقاظ صباحًا وأبقى مكبلة في سريري إلى الأبد."

للناس أسباب تجعلهم قادرين على النهوض كل يوم من جديد، أما هو فقد أسبابه وتمتلكه طاقة هائلة من اليأس، شعر وقتها بالإنطفاء تجاه كل شيء، بأن روحه شارفت على النهاية وأن عيناه لم تعد تطيق الطريق، وأنه لم يعد جيدًا تجاه كل شيء.

بابتسامة التفت لمينا ليبتسم لها ويرفع يده مطبطبًا على جفون عينيها التي تجمعت فيها الدموع. "لكنني وحين فتحت باب السطح، سمعت عزفًا، سمعتك تعزف. في ذلك الوقت توقف عالمي، لونت سوادي وأضفت ألوانًا له، أضفت نجومًا لسمائي. أغلقت الباب وتبعت الصوت وحين رأيتك وقعت لك عميقًا واجتاحتني رغبة عارمة في البقاء، أنت سبب بقائي، وسبب حبي الكبير لهذا المكان. ولا زلت أختار أن أحبك، رغم تعبي هذه الأيام، رغم رغبتي في الصمت والانهزام والانعزال عن كل شيء، رغم أن الحياة لم يعد فيها ما يدهشني ورغم كل الأشياء التي فقدت بريقها في عيني ما زلت أحبك دون تردد."

oneshots ʸᵒᵒⁿᵍⁱحيث تعيش القصص. اكتشف الآن