سأكون موجودًا من أجلك

872 42 342
                                    

عملية إغواء وسرقة نقود تقوم بها من أنجبته ووغد ما الآن، فهي مثال لما تكون عليه العاهرات. لقد رآها تُضرب لمرات عديدة من رجل مارس معها الجنس بوحشية، وعنفت من آخر لأنها أخذت أكثر من نصيبها بحصة هيروين؛ جسدها مشوه لكثرة الإبر التي تغرس فيه.

دائمًا ما كان يجلس في حوض الاستحمام مختبئ حين يحصل أي من هذا، يهز جسده إيابًا وذهابًا لساعات حتى يسود الصمت وتكون تلك الإشارة ليخرج وينام قليلاً.

كانت تلك الحال على الدوام، إلى أن دخل أحدهم الحمام ذات مرة لاستخدام المرحاض وحينما رآه اقترب بابتسامة مغثة من جسده الذي ارتجف خوفًا وقتها لا بردًا. ظل يقترب ويقترب وكأنه لا يصدق وجوده، كان يبدو وكأنه عثر على كنز. خاف الطفل وقتها لدرجة البكاء لكنه لم يفعل، فمن شدة خوفه والبرد تبول على نفسه، وبعدها بكى.

يبدو أن أمه كانت قد نسيت وجوده، فحالما سمعت بكائه، أتت وطلبت من الرجل المغادرة وحين فعل بدون اعتراض ومماطلة، وبلا أن تتفوه بكلمة واحدة أو اعتذار، غسلت جسد طفلها والبسته ثيابًا أخرى ثم ذهبا للنوم.

كان يخاف من الذهاب للخارج، وظن بأنه سيكون بأمان طالما تواجد بالقرب من والدته، لكن وبعد تلك الحادثة بيوم قرر بأنه سيلعب خارجًا ريثما تنتهي ثم سيعود، ربما أقلها يكوّن صداقة لأول مرة، وفعل.

أو هذا ما ظنه، فالأصدقاء يتقاربون فيما بينهم بالأعمار عادة لكن صديقه أو من اعتبره كذلك كان رجلاً بالغًا. صُدم الرجل حين رآه أول مرة وظنه انتقل حديثًا، وصُدم أكثر وقتما أخبره بأنه ابن المرأة التي انتقلت للعيش بالغرفة المجاورة قبل خمسة أشهر.

لم يكن يتحدث كثيرًا وغرفته كانت تمامًا كما خاصته وأمه، صغيرة بحمام ملحق بها، لكنها نظيفة، رائحتها جميلة ودافئة.. دافئة جدًا. كان ممتنًا له لأنه كان يسمح له بالبقاء معه حتى مغادرة "أصدقاء والدته" ومع أنهما لم يخوضان حديثًا أبدا بجانب سؤال الرجل عن أحوال الفتى، إلا أن الفتى فضل صحبته ودفء غرفته على برودة حوض الاستحمام.

في يوم غفى خلف الباب حيث كان يجلس دائمًا، وحين استيقظ وجد بأن الصباح قد حل، نهض على عجلة وأزاح عنه الغطاء الذي استغرب وجوده، وبهدوء كي لا يستيقظ الرجل، ركض على أطراف أصابعه حتى غرفته ووالدته.

دخل ليجد أمه قد خرجت من الحمام لتوها، وحين كان على وشك اختلاق عذر لاختفائه وإذ بها تتخطاه لتُخرج من الثلاجة ما ستأكله. استغرب فعلتها بل واستنكرها بشدة، فعادة حين كان يفعلها في بيتهم السابق كانت توبخه، فما الذي تغير الآن؟ وبفضول طفل في عمر السابعة سألها: "ألن تسألي أين كنت؟"

"لا داعي، فها أنت هنا الآن."

كانت تلك هي الكلمات التي سمعها قبل أن يستدير عائدًا من حيث أتى، طرق الباب بيده ثم بكلتا يديه، طرقه كثيرًا حتى هدأ قليلاً وأدرك أن لا أحد بالداخل.

oneshots ʸᵒᵒⁿᵍⁱحيث تعيش القصص. اكتشف الآن