50 4 159
                                    


الفصل الخامس |5

....

ومِن الشناءةِ أشكالٌ عِدة، استطعتُ أنَّ اتفوقَ عليها جميعًا حين وصفِك.

...

كانَ كين واقِفًا وهو يَترَقبُ حُضورَ ساتشي كي يَقودها إلى حيثُ تُقامُ مراسِمُ التتويج وقد أطالتْ حتى حَضرتْ

"كين.."

نادتْ عليهِ بِصوتٍ خَفيضٍ ليَلتفِتَ إليها، ثيابُها كانتْ أنيقةً وزاهيةً بالألوانِ وبيدِها مِروحَتهُا المُزينةٌ بالنِقوش الباهية.

"يومُ مِيلادٍ سَعيدٌ..أميرة ساتشي.
اتمَنى لكِ العُمرَ الطويل والحياةَ الباهِرة"

ابتَسمتْ لهُ فأحَنتْ رأسَها قَليلًا مُجيبَةً.

"ولك أيضًا سيد كين"

نادى كين عَليها فالتَفتتْ إليهِ حينما كادتْ تمضي، فأخرجَ مِن وراءِ عباءتهِ باقةَ وردٍ مِن الأوركيد والقُرنفل.

"لم أعرِفْ ما قدْ يستهويكِ فجَلبتُ لكِ باقةً زهورٍ، أمُلُ بأنَّها ستنالُ أعجابَكِ رُغمَ بساطَتِها"

أخذتْ تتأملُها مدهوشةً بعِطرِها الآخاذ وألوانِها البراقة ورفَعتْ بعينيها ناحيةَ كين فحدثَتهُ مُثنيةً عليهِ.

"شُكرًا لكَ كين، إنَّها هديةٌ جميلةٌ.
أيُّ شيءٍ مِنكَ هو كافٍ، بل آخاذ"

بعدما انتَهتْ ساتشي مِنَ الكلامِ استأذنتْ لوضعِها في غُرفتِها؛ فهي لا تستطيعُ حضورَ الاحتِفالَ بِرفقَتِها، وأما كين فقَد فَركَ مُؤخِرةَ رأسِهِ مُبتسِمًا.

بَعدَ ذَلِكَ عادت ساتشي ولكِنها أتجَهَتْ إلى يسارِ كين؛ حَتى تكون أقربَ لِلسياج الذي يَفصِلُ بينهما وبينَ الحديقةِ الزاهية باللونِ الوردي بِفعلِ أزهارِ الكرزِ.

رُغمَ استمتاعِها بِمظهرِها إلا أنَّ الخوفَ الذي في فؤادِها كان أعمقَ على ابيها وشقيقتِها مِن حاكِمي هوكايدو، فاستوقَفتْها ذِكرياتُ ذَلِك اليوم الذي قد تعيشهُ إنَّ لم يردَعْ أحدٌ ما سيحصل.

"سُموُكِ، أفهل سَتأتينَ لِلحفلِ أم تَبقين شارِدة؟"

سألَ كين مُمازِحًا فَجفلتْ ساتشي حينها مُنتبِهةً لكونِها واقِفةً تتمعنُ في شجرةِ الكرزِ دون الحراك لِتتبعَ كين إلى الساحةِ حيثُ يَقِفُ سُكانُ القصرِ بِهدوءٍ والذينِ يَنتظِرونَ بدء المراسِم.

عودة ساتشي ؛ توق مديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن