'أين انا...؟'
كان هو اول شيء تبادر إلى ذهنها وهي ترمش عينين مثقلتين بالتعب، و كمن استغرق في النوم في وضع غير مريح، احست بألم في اسفل ظهرها وصولاً لكتفيها و عنقها، هي لا تتذكر كيف غطت في النوم، و الجدار الذي كانت تحدق اليه بعينين نصف مغمضين لا يشبه أبداً اَي جدار تألفه.
مدت يداً نحو جبينها، فقد احست بالصداع بعد استعادتها لكامل وعيها، و لكن الشي الذي لاحظته فور قيامها بذلك جعلها تجفل و تطلق صيحة تعجب خافتة.
كانت تطوق معصمها قطعة معدنية صدئة، وبعد التدقيق في ماهيتها، ادركت انها لم تكن سوى أصفادٍ كالتي يستخدمها رجال الشرطة، وحين أدارت رأسها قليلا للخلف تبين لها ان الصفد الآخر يُقيّد معصم شخص يجلس خلفها تماماً، وتفصل بينهما قضبان حديدية رفيعة بشكل طولي، بينها مسافة تكاد تتسع فقط للذراعين الموصولتين بالأصفاد.
-افقتي اخيرا؟
جاءها صوت ذلك الشخص خافتاً، و لم تتمكن من تميزه الا بعد برهة، يسند ظهره الى القضبان الحديدية و يميل رأسه قليلا للخلف، ظهرت إبتسامة متغطرسة على شفتيه حين التقت نظراتهما، و امتزجت ملامحها بالقلق و الدهشة.
-هولمز سان!!؟
--------------------------
تعود بداية تلك الواقعة الى وقت ابكر، تحديدا، منذ بداية الاسبوع ، المصادف للخامس من شهر آذار، تعرضت لندن في ذلك المساء لعاصفة مرعبة، ألزمت الجميع بالبقاء في البيوت و قريباً من المدافىء، كانت الرياح تزأر بعنف ملقية بزخات المطر الغزير على زجاج النوافذ، التي اخذت تهتز مصدرة صريراً منذراً بالشؤم.
الأمر كان مماثلا في المنزل رقم ٢٢١ب بشارع بيكر، حيث مكث الشريكان في السكن في غرفة المعيشة، يلتمسان الدفىء من النار المشتغلة في المدفئة، احدهما -و هو الطبيب العسكري المُسرح من الخدمة حديثاً : جون واتسون- كان ممسكا بكتاب و يبدو مستغرقا تماما في قراءته، اما الآخر فقد كان يبدو في وضع مزري، يشغل كرسيه في وضعية بين الجلوس و الإستلقاء، و تبعثر شعره الكحلي الداكن على وجنتيه و جبينه، كان شيرلوك هولمز- النزيل الآخر في السكن- يمر بأحد اسوء حالاته المزاجية، حيث يسيطر الضجر عليه، و يغدو سئماً و متعكر المزاج تماماً كالجو العاصف في الخارج.
-هذا ممل..لمَ لا يسدي لي احدهم معروفاً و يرتكب جريمة ما!
-شيرلوك، انت تعلم ان من الخطأ ان تتمنى حدوث شي كهذا..
أغلق جون الكتاب و اطلق تنهيدة طويلة وهو ينقل بصره ناحية الاخر، لقد أمسى معتاداً الى حد ما على تصرفات شريكه في السكن، و تلك النوبات التي تصيبه حين يقضي وقتا طويلاً دون إنشغال بأي قضية، او حين تنهال قضايا يعدها شيرلوك مملة و غير جديرة بتضيع جهده في حلها، تنهيده استسلام اخرى افلتت من الطبيب حين ازداد عبوس صديقه المحقق، الذي ذاع صيته في أنحاء البلاد بفضل ما كتبه جون بنفسه و لذلك هو يشعر بشيء من المسؤولية تجاه حال صديقه.
أنت تقرأ
لُغزُ الرسائِل المُؤذية
Fanfictionتضرب عاصفة قوية عاصمة إنكلترا، بينما يغرق المحقق الاستشاري شيرلوك هولمز في نوبة من الضجر والإكتئاب بسبب عدم وجود قضية يعمل بها، إلا ان الامور تتغير بسرعة بعد قدوم شابة تلتمس المساعدة منه. [ Sherlock X OC } شيرلوك هولمز الذي يظهر في هذه القصة مبنى ع...