فصلٌ ختامي

726 76 34
                                    

بعد مضي شهرٍ على حادثة رسائل التهديد، في المنزل رقم ٢٢١ب بشارع بيكر، كان الطبيب جون واتسون يستعدُ لشرب كوب قهوته الصباحية و تصفح الجريدة و قراءة البريد، بينما كان شريكه في السكن منكباً على تجربة كيميائية يفترض انها ستكون ذات تأثير كبير في علم الجريمة كما يزعم.

-هذه رسالة لك يا شيرلوك.

-اهي من ليستراد؟ ام موكلٌ ما؟

نظر جون خلف الظرف الصغير الأنيق ليجد اسم المرسل و يهتف بحماس.

-بل هو من الآنسة سارا ادواردز يا شيرلوك!

-من هذه؟

-هل انت جاد!؟ هل نسيت موكلتك بهذه السرعة؟ انها الفتاة التي انقذت حياتها في يوركشير الشهر الماضي و قد كنت في المحكمة معها قبل اسبوعين من الان!

أنزل شيرلوك أنبوب اختبار بعد ان تحقق من نتائج تجربته.

-اه..تلك الفتاة....هل هناك من يهددها مجدداً؟ لقد تمكنتُ من زج والدها و زوجته في السجن بنجاح، وهي سترث اموالا طائلة بعد سنواتٍ قليلة، هل ظهر شخص اخر يطمع بالمال؟ اقرأ لي.

-اتريد مني ان اقرأ الرسالة الموجهة إليك؟

-افعل ذلك يا جون، فلا وقت لديّ.

تنهد الطبيب و هو يهز رأسه بخيبة أمل، ثم فتح الظرف ليخرج الرسالة المكتوبة بخط أنثوي انيق.

-شيرلوك! انها تدعوك للعشاء! تعبيراً عن امتنانها لما قمت به من اجلها

-لن اذهب.

-هل انت جاد!؟ اتعلَّم مالذي يعنيه ان تدعوك آنسة جميلة مثلها الى العشاء؟ انها تستلطفك بلا شك!

-اعلم، استنتجتُ ذلك منذ فترة و هو امر مزعج، اذهب معها انت ان كنت متحمساً الى هذا الحد.

-...لم انت متبلدُ المشاعر الى هذا الحد؟ هي تدعوك انت! يالك من وغدِ محظوظ و احمق بشكل يثير الحنق.

زفر جون معبراً عن استياءه و هو ينظر داخل الظرف، كان هناك شيء اخر الى جانب الرسالة.

-اوه..هذا...!!!

رمش شيرلوك بتعجب بسبب نبرة صديقه المملوءة بالاندهاش، وعلم انه ان استمر في تجاهله لبعض الوقت فيخبره جون المتحمس بالشيء الذي فاجأه.

-و قد أرفقت تذكرة لحفل موسيقي لعازف كمانٍ مخضرم تحبهُ انت يا شيرلوك!

-اوه؟ ارى انها قد تصرفت بذكاء اخيراً، لقد عزفت امامي مقطوعة لهذا العازف العبقري.

-هل ستلبي دعوتها إذاً؟

بدا ان الطبيب كان يتطلع الى الامر اكثر من شيرلوك نفسه، الذي سار بإتجاه الطاولة حيث وضعت التذكرة ليلتقطها، ثم اخذ يسير ناحية مكتبته و يدسها في احد الأدراج، و ابتسم بغرور و هو يلتفت ناحية صديقه الذي تملك الفضول منه ثم قال بنبرة مبهمة:

-من يدري؟

🎉 لقد انتهيت من قراءة لُغزُ الرسائِل المُؤذية 🎉
لُغزُ الرسائِل المُؤذيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن