الفصل الرابع

155 7 2
                                    



جلست(بسملة)بجانب(مروان)الذي كان يشاهد فيلم من نوع الإثارة.
شعر(مروان)بجلوس زوجته ورأسها التي أسندتها على كتفه كقطة وديعة ولم يخف عنه توترها وتكور أناملها ببعضهما البعض عند تفكيرها بشيء ما يقلقها.
وضع(مروان)أنامله بين خصلاتها الناعمة وقبلها هامسًا وهو يحيط كتفها الضئيل بذراعه:
-(بوسبوستي) مالها ؟
كادت أن تتفوه(بسملة)بما فيها ولكن هاتف(مروان)صدح بنغمة خاصة بوالدته.

أخذ(مروان)هاتفه من على المنضدة وقال:
-تلاقي ماما عايزة تطمن عليكي.
ثم ضغط الزر:
-أيوة يا ماما، أه تمام روحنا للدكتور بس مدخلتش معاها كان جالي مكالمة من مدير الشركة، والدكتور طلب مننا تحاليل وأشعة، لأ الأشعة علشان يطمن أكتر زيادة إطمئنان بس أه.
ثم نظر إلى(بسملة)مبتسمًا:
-أه جنبي أهي ماشي.
وأعطى هاتفه إلى(بسملة) بمرح:
-أيوة يا عم إدلع ماما عايزة تطمن عليكي.

لكزته(بسملة)في كتفه وهي تأخذ الهاتف وتأوه(مروان)ضاحكًا
تحدثت(بسملة):
-أيوة يا طنط، لا يا حبيبتي والله أنا بخير هو بس شوية إرهاق و لا قاعدة على اللاب، لا يا حبيبتي متتعبيش نفسك، طب علشان تصدقي إني بخير و أنا راجعة من الشغل بكرة هعدي عليكي أوكيه...ههه حاضر.
ونظرت إلى(مروان)ضاحكة:
-هاخد بالي من(مروان)أوكيه سلميلي على(سالي)مع السلامة.
ابتسم(مروان)وهو يأخذ الهاتف من(بسملة)وتساءل:
-ماما وصتك عليه؟
التقطت(بسملة) بعض من طبق البوشار ووضعتها بفمها مدعية
التجاهل:
-محصلش طبعاً.

دغدغها(مروان)في جانبها مازحًا:
-يا(بسبوستي) على(رونتك)دا أنا حبيبك يا لمبي؟
أطلقت(بسملة)ضحكة من جراء دغدغته وتحركت من جلستها:
-(مروان)بس(يا لا)ههه.
اقترب منها(مروان)وإتكأ بذراعيه على الأريكة وبعينيه خبث الدنيا وهو يتأمل زوجته التي كانت أسفل صدره ويقترب بهمس:
-فيه واحدة تقول لجوزها(يالا)فين الإحترام يا امرأة؟ أين حمرة الخجل ؟
ضحكت(بسملة)وهي تضع أناملها على فمها وتخفي أسنانها البيضاء:
-جنب الفجل والجرجير.
ثم رفعت حاجبًا متسائلة وهي تراقب الخبث المتجسد في عيني زوجها:
-(مروان)إنت ناوي على إيه بالظبط؟أنا مش مستريحالك.

اقترب(مروان)أكتر من وجهها بدفء:
-يعني عمال أقرب و إحنا متجوزين و إنهاردة حر و لبسالي بيجامة وشورت ولا هوت شورت كمان و مطلوب مني إيه بقا؟ أغض البصر مثلًا؟
انزلقت(بسملة)بخفة من الأسفل ووقفت خلف(مروان)هاتفة بمرح:
-أه طبعاً تغض البصر مش مراتك؟ يبقى لازم تغُض البصر.


التفت(مروان)متفاجئًا ووقف يراقبها تطفئ التلفاز وتذهب إلى مشغل الموسيقى وتساءل بمرح:
-إنتي بتعملي إيه؟ ينفع تسيبيني كدة؟ أنا زحلان؟
وضعت(بسملة)سبابتها على شفتيها وهي تقترب من(مروان):
-هوششش إسمع وبس.

صدر بعدها صوت(محمد منير)بأغنية(لما النسيم):
-لما النسيم...بيعدي بين شعرك حبيبتي بسمعه...بيقول آهااات
هتف(مروان)بشوق واقترب من(بسملة)يحتويها بذراعيه:
-يااه يا(بوسبوستي)أنا بعشق الأغنية دي.
وتخللت أنامله خصلاتها المنسدلة على ظهرها ويلتقط بكفه الآخر كفها مقبلًا إياها بدفء وهو يهمس بأذنها يكمل الأغنية:
-وعطورك الهادية اللى دايبة فيكى كل ما تلمسك بتقول آهاات. وكان(مروان)ينهي جملته باستنشاق خصلات(بسملة).
ثم أكمل وهو يلمس وجه(بسملة)وعينيه تصرخ حنينًا:
-يا نجمة...كل ما ضيها يلمس حجر...يعلى ويتحول قمر.
-بكتب حروف اسمك بحبات الندى...على كل أوراق الشجر.

(بسملة)كانت تشعر بأنها أميرة من الأساطير بين ذراعي حبيبها وبسمتها لا تغيب عن شفتيها ثم أكملت الأغنية وهي تدغدغ بأناملها شعر(مروان):
-مين اللي يقدر يعشقك أدي أنااا...مين اللي يقدر يوصفك زيي أناا.
ثم أطلقا كلماتهم معًا:
-يا حلم نفسى تحلمه كل القلوب...يا أعلى إحساس شدنى خلانى أدوب...خلانى أحس إنى بشر.
تفاجأت(بسملة)أن(مروان)رفعها بذراعيه وضمها إلى صدره هاتفًا:
-عايزانى ليه لما تقوليلى بعشقك ما اصرخش واملى الكون آهاات...
وكانت ليلة ليست كمثيلتها بالنسبة إلى(مروان)و(بسملة)فلقد ذابا شوقًا وحبًا.
*********

فرط الياسمينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن