هِى مجدداً⸙

210 43 9
                                    

مِنْ أَجْمَلِ الْمَشَاعِر عَلَى الْإِطْلَاقِ ، أَنْ تَجِدَ شخصاً واحداً فِى الْعَالِم تَسْتَطِيع الْحَدِيث مَعَهُ فِى أَىّ شَيّ
أَن تُخْبِرُه بِكُلّ شَيّ دُونَ أَنْ تَتَجَمَّل أَوْ تَفَكَّرَ أَن تُحْكَى لَهُ جَمِيعُ افكارك مَهْمَا كَانَتْ سخيفه أَو مُخْزِيَة و مُؤْلِمَة ، دُونَ أَنْ تراودك أَطْرَاف القَلَق مِنْ تَغَيُّرِ نظرتة عَنْك أَنَّ يمنحك الْقُدْرَة لتحب نَفْسِك بِكُلِّ نواقصك أَكْثَر .

قَرَأَ آخِرَ جُزْءٍ مِنْ كِتَابِهِ ، يَجْلِس فِى حَدِيقَة مَنْزِلَة ، لَا يُوجَدُ شَيّ جَدِيد فِى حَيَاتِه الْعَمَل و كُوب القَهْوَة و السِّيجَارَة ، لَا حَبَّ لَا اهْتِمَام لَا صَدَاقَة ، فَقَط يُحِبّ حَيَاتِه الْهَادِيَة مِن فَوْضَى الْبَشَر
أَخَذَتْه خَطَوَاتِه نَحْوَ بَابِ بَيْتِهِ
لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يُمْسِكَ مُقْبِضٌ الْبَاب لكى يَفْتَحْه
لاَحَظَ وُجُودَ جَوَابٌ .
تَحْت إقْدَامَه
مِسْك الظَّرْفِ ثُمَّ قَرَأَ بعيونه الْحَادَّة مَا مَكْتُوبٌ فِيهِ
" أنتَ الْحَيَاةِ وَ أَنَا عَلَى قيدك"
أَخَذ يُفَكِّر مجدداً مِنَ الَّذِى تَعَشَّق رَجُلٍ مِثْلِهِ هَكَذَا ، ثُمَّ وَجَدَ فِى ظَهَر الظَّرْف أسم"مارى" و ظَنَّ أَنَّهُ مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ اسْمُهَا
أَخْرَج الْقَلَمِ مِنْ جَيْبِهِ و كَتَبَ عَلَى الظَّرْفِ "من انتِ" ثُمَّ وَضَعَ الظَّرْف مَكَانَه و دَخَلَ مَنْزِلَهُ

اتَّجَه نَحْو سَرِيرِه ، ثُمَّ أَخَذَ يُفَكِّر فِى الفَتَاة الَّتِى تعشقه فِى السِّرّ حَتَّى أَغْلَف جَفْنَة بِبُطْء و ذَهَبَ فِى نَوْمٍ عَمِيقٍ .

___________________________

يتبع..

رَسَائِل/ ك:تحيث تعيش القصص. اكتشف الآن