~♡☆ °Chapter 2°☆~♡

121 30 40
                                    

~

دَايغُو، كُوريَا الجَنُوبيَة.

قَد لاَ يَكونُ المرْءُ فِي كَثيرٍ مِنَ الاحْيَان مُدرِكاً لِلعَطَايا

الّتِي يَكتَنِزُها، وَمَا أوجَع أَن يُدرِكَ تِلكَ العَطايَا عِندَ

فُقدَانِهاَ.


وَمَنْ يَستَطيعُ أَن يُعِيد الإنسَان إلَى عَالمِهِ سِوى تِلك

المَرْأة الّتِي احتَوَت طِفلَها فِي عَالمها، ذلِك العَالمُ الّذِي

نَسجتْه مِن مَشاعِرها فَفَاض حنانًا وَشعَّ أملًا.


أقسِم بمَن أحَقّ الحَق إنّ فُراَق الأم هُو الوجَعُ والحُزن.

وَفاةُ الأم غصّةً تتَوالى بعْدَهَا علَيك مصَائبُ الحَنين

واَلشّوقُ التِي لا تحصَى ولا تُعَد.

فرَاق غاَليَتي خَلق بدَاخلِي فرَاغاً لاَ يسد وأَلماً لا يشْفَى

وَحرقةً لنْ تنْطَفِىء لا أعْلمُ أهِي مَن فَارقَت الحيَاة أم أَن

الحَياة بِأكمَلهَا أُمِي.


أقِفُ الآن كشخصٍ بائِس وشَاءت ظُروفُ الحَيَاة أَن تُبعِد

تِلك اليَد عَن كَتِفه، أَذكُر فِي ذَلك اليَوم حِين قَدمتُ مِن

مَدرسَتِي وقَد اغْرَورَقَت الدّمُوع فِي عَينيَّ لأنّي أَضعت

قَلمِي وَعلى غَير مَا تَوقّعت فإنَّها لَم توبّخني بَل قَالت

لِي كلِمات مَا زَالت تَرنّ فِي سَمعي حَتّى هذِه اللّحظَة:


بُنيّ إنّ كلَّ حَدثٍِ فِي هَذه الحَياة لهُ سَببٌ خفيّ، تَذكّرْ هَذه الكَلمات جَيدًا.

إنَّ صِغر سِني فِي ذَلك الوَقت لَم يُمكنّي مِن فَهم مَا

حَاكَته مِن الكَلمات، لَكنَّ الزّمن كَان كَفيلًا أَن يُفهِمني كُل

شَيء.


شَعَرتُ بندمٍ يَنهشُ قَلبِي نهشاً وَيُحرِقهُ حرقاً ويُغرِق

نَفسِي فِي بَحرٍ مِن التأتِير البَالغ و الأسَف المُريع

والحَسرة القَاتلة

  𝙰𝚝𝚝𝚊𝚌𝚑𝚎𝚖𝚎𝚗𝚝 _𝙹𝙹𝙺_حيث تعيش القصص. اكتشف الآن