الفصل الرابع والاخير

897 61 4
                                    

^الفصل الرابع والأخير^
....................
_ابوكي؟
قالها رمز باستغراب وهو ينظر الي ذلك الواقف امامه بجسده الممتلئ وهيئته الغريبه وملامحه التي لا يستدل منها انه والدها نهائياً فهي لا تُشبهه ابداً .. اقترب ابيها منها وهو يمسك ذراعها بقوة  ويتحدث بعصبيه :
_بابا انتي خليتي فيها بابا يا بنت الكلب .. رجعالي مع واحد الساعه 10 بالليل لوحدكم .
_يعني لو راجعه مع شلة عادي اللي فارق معاك يعني .
قالتها فرحه بتهكم وهي تنظر إليه .. استشاط غضباً منها وتحدث :
_ما انتي عينك بقت بجحه ومبقاش يهمك حاجه .. وانت بقي ضارب ورقتين عُرفي معها ولا بتقضيها بالفلوس .
_انت اتجننت يا راجل انت .
قالها رمز بغضب شديد من اتهامه المُريع هذا في حق ابنته من المفترض .. بينما فرحه جحظت بصدمة وهي تستمع الي ما يُلقي علي مسامعها أمام رمز ..تحدثت بعصبيه  :
_ملكش دعوه .. امشي علي حل شعري اولع في نفسي ملكش دعوه .. واللي انت بتكلمه ده اشرف  منك انت فاهم .
رفع يده وهو ينوي  ان يصفعها ولكن رمز امسك بيده وهو يتحدث بحده :
_انت شكلك راجل مجنون عايز تمد ايدك عليها !
_وانت مالك بنتي وانا اربيها مكان ماانا عايز .
_انت خسرت الحق ده من زمان .
قالتها فرحه بألم من اهانتها التي تعرضت لها امام رمز .. نظر اليها ابيها بحقد شديد وهو يتحدث :
_وانا هستني منك ايه .. ماانتي تربيتها الو*** .. اتحرقي مترح ماانتي قاعه بس متجبليش مصايب .
سحب يده بقوة  من يد رمز ثم بصق عليها بتقزز ورحل بينما فرحه بكت بصمت شديد .. نظر لها رمز وهو لا يعرف ما الذي يفعله او ما الذي يقوله .. تحدث بارتباك وهو يحاول ان يجد كلمات مناسبة:
_فرحة انا ...
قاطعته وهي  تتحدث بصوت مُحرج لم تكن تُفضل أن يحدث هذا أمامه هو علي وجه الخصوص :
_انت مش محتاج تقول حاجه .. انا اسفة والله علي الموقف اللي حطيتك فيه ديه حقيقي اسفة .
كان سيُجيبها ولكنها قد تركته وصعدت إلي بنايتها مسرعة بينما هو يراقبها بحزن علي حالتها التي وصلت إليها علي يد ذلك المدعو أبيها .. مازال لا يُصدق كيف أمكنه أن يتهم ابنته بمثل هذا الاتهام .. أخرج هاتفه من جيبه وهو يهاتف باهر وبعد خمس ثوانٍ استمع الي صوت باهر الي اجابه بعتاب :
_اهلا باللي اختفي ومشوفتوش وشه .
رد عليه رمز مسرعاً وهو يخشي علي تلك التي بالأعلي :
_بقولك ايه يا باهر .. هات ليلي لـ فرحه دلوقتي حالا .
_في ايه يا رمز ؟
قالها باهر بجديه ممزوجه بالقلق نوعا ما استشعرته ليلي التي أردفت باهتمام :
_في ايه يا باهر ؟
_انجز يا باهر وهات ليلي دلوقتي حالا خلص .
قالها رمز قبل أن يغلق الهاتف في وجه باهر ثم وقف بعيدا وهو ينتظر ظهور باهر فهو معه السياره الخاصه برمز الذي كان من المقرر ان يتركها رمز له حتي يتثني له الخروج مع ليلي قليلاً من الوقت ولكن ما حدث الان قد دمر مخططتهم ...
في الناحية الاخري .. نظت ليلي الي باهر الذي قد نادي علي احدي الموجودين حتي يدفع الحساب وسألته ليلي بقلق :
_في ايه يا باهر ؟
_معرفش .. رمز بيقول اني ارجعك عشان فرحه .
قالها باهر بشرود وهو يُفكر بينما شهقت ليلي برعب وهي تتحدث :
_مالها فرحه ؟ حصلها ايه ؟
_معرفش .. ادينا رايحين اهو .
قالها قبل ان يقف ويترك الحساب علي الطاوله ثم رحل وبجواره ليلي التي انتابها القلق علي فرحة بشدة .. صعدت بجواره في السيارة وهي تدعي الله ان يكن كل شئ علي مايرام .. بعد عدة دقائق وصلوا الي البيت الخاص بفرحه بعدما ارشدته ليلي .. هبطت من السيارة مسرعة وهي تري رمز امامها وتحدثت بقلق :
_فرحه مالها حصلها ايه ؟
_ابوها جيه .
قالها رمز وهو يتفحص ليلي التي شهقت بصورة مفاجئه قبل ان تتركه وتصعد مسرعة الي الاعلي ورمز يراقبه .. اقترب منه باهر وقبل ان يتحدث تحدث رمز :
_مش دلوقتي خلينا نمشي .
ظل باهر ينظر اليها قبل ان يحرك رأسه وصعد الي السيارة ورمز صعد في ناحية القياده وهو مازال عقله معلقاً بـ دموعها وتلك الكسرة التي لمحها داخل حدقتيها لم حدث امامه مما جعله يزفر بقوة قبل ان يتحرك من المكان ...
دلفت ليلي الي المنزل بالمفتاح الذي تملكه وهي تنظر حولها توصلت الي مكان وجود فرحة من شهقاتها المرتفعه التي ظهرت من غرفتها .. ركضت ليلي لها وجدتها تبكي بقوة شهقت ليلي من مظهرها وهي تتقدم منها واردفت بأسمها بصدمه :
_فرحه .
رفعت رأسها إليها وشاهدت ليلي حدقتيها المنتفخه وذلك الاحمر الذي غلف حدقتيها  مما جعلها تحتضنها وهي تبكي معها .. تحدثت فرحه بألم :
_جيه تاني يا ليلي .. ظهر في حياتي من تاني .. مكفهوش اللي عملوا فيا انا وامي مش عايز يرحمنا وجي يشوه سمعتي انا كمان .. لسه مكفهوش انه موت امي بحسرتها بعد ما سرق فلوسها وصرفهم علي  القرف اللي بيشربه وعلي الناس الزباله اللي بيقابلهم .. ولا انه ان عايز يعملني تجارة ليه ياخد مني فلوس هو ومراته اللي اتجوزها بعد امي ما ماتت علي طول حتي مستناش الاربعين بتاعها يعدي .. وجي هنا يشوه سمعتي بعد ما هربت منه .. جيه يشوه سمعتي قصاد رمز .
انتبهت عند تلك النقطه وهي ترفع رأسها إلي ليلي وهي تتحدث برعب :
_زمان رمز بيقول عليا ايه .. زمانه دلوقتي قرفان انه عرف واحده زيي .. اذا كان ابويا بنفسه قال عليا اني ماشيه معاه .. متخيله لبس رمز تهمه صعبة زي ديه وكأنه بيتكلم علي واحده زباله من الشارع مش بنته .. متخيله رمز اللي كان بيدافع عني من ابويا يا ليلي .. انا مقدرش اقابله في حياتي تاني .. مش هقدر انا اتكسرت قدامه واتفضحت .. انا اتفضحت قصاد رمز يا ليلي .. بعد ما كنت حاسه انه ممكن يحس بيا خلاص مبقاش ينفع مبقاش ينفع خالص يا ليلي .
قالتها قبل ان تعود وتبكي بوجع بين احضان ليلي التي كانت تبكي معها فقط تحتضنها دون ان تجد رد علي حديثها فهي تعلم أن كل ما تحتاجه فرحه الان ليس سوا عناق ليس مجرد كلام لن تستوعبه الان!
..........................
_لسه مظهرتش ؟!
قالها باهر الذي يجلس بجوار رمز في الشركة .. حرك رمز رأسه بالنفي وهو ينظر الي الحساب الخاص بها علي "الفيس بوك" الذي احتفظ به منذ تلك المره التي قد سجلت اعجاباً من صفحتها ثم قامت بـ إلغائه بعدها ومازال إلي الان لا يعلم لم فعلت ذلك ...
قد لاحظ من خلال مراقبته لـ حسابها انها بكل يوم تنشر شئ ما ولو كان صورة لـ طعامها وكان هو يسجل إعجاب وهمي من حساب أخر مزيف ولكنها مُنذ ذلك اليوم لم تقم بنشر شئ علي حسابها وكأنها قد اختارت عزلة عن العالم بأكمله فهي لا تذهب إلي عملها حتي تغيبت لـ شهرين .. تحدث بتساؤل  :
_ليلي لسه مقالتش حاجه.
_انت عارف ان ليلي مُقدره لـ رغبة فرحه جدا .. بس انا عارف امتي هتظهر .
نظر له رمز مسرعا فـ ابتسم باهر وهو يتحدث بخبث:
_بكره في حفلة كبيرة في كافيه مشهور .. وانا اتفقت ليك مع ليلي انها تجيب فرحه هناك
ابتسم رمز له فرحاً وهو يتحدث بسعاده :
_بجد .. طب وانت ايه اللي مخليك متأكد ان ليلي هتجيب فرحه ما ممكن متجبهاش بردو
حرك باهر يده بين خصلاته بحرج وهو يتحدث  :
_لا متقلقش انا اتكلمت معها واتفقنا علي كل حاجه .. هي كمان عايزه تخرج فرحه من العزله اللي هي فيها ديه .. وكمان انا هستغل الحفله بكره واخطب ليلي بكره بالاتفاق مع اهلها طبعا هي متعرفش حاجه وبكده انا ضربت عصفورين بحجر خطبت ليلو وانت تشوف فرحتك .
ابتسم رمز علي ذلك اللقب الذي اطلقه باهر عليها منذ ثوانٍ .. ولكنه تحدث باستغراب :
_بس بردو هقابلها ازاي؟
نظر إليه باهر بضيق منه قبل ان يتحدث :
_يابني انت بقيت غبي فـ ايه ماانت هتيجي معايا الحفلة  يا رمز وهي اكيد يعني هتيجي مع ليلي .
شعر رمز انه بالفعل قد أُصيب بـ داء الغباء فـ حرك رأسه بتفهم ونظر إلي حسابها من جديد ولكن حدقتيه قد توسعت حدقتيه وهو يرا فيديو لـ أغنيه هو يحبها "حياتي مش تمام .. رامي صبري" ومدون فوقها :
"لم تعد حياتي تسير مثل السابق .. حين لم أكن قد قابلتك .. كانت الحياة أقل تكليفاً وبؤساً  .. كان يحق لي فعل ما اشاء حتي ولو أردت أن أُرسل رسالة بصوتي إليك لـ كنتُ فعلت .. ولكن الأن بعد أن تعرفت عليكَ وعلمت بوجودي في الحياة بل وتعاملت معاك ايضاً .. لم يعد يجوز أن أعود كما كنتُ .. بل أن أُصبح مجرد شخصاً خفياً أنت لا تعلم عني شئ "
أعاد قراءة تلك الجمل كثيراً وهو يحاول أن يصل إلي المغزي من ورائها خاصة أنها قد نُشرت الان! كان باهر يراقبه بفضول قبل ان يتساءل :
_هو في ايه؟
_نزلت حاجه علي صفحتها .
نظر اليه باهر بدهشة بينما رمز كان يحاول ان يحلل تلك الكلمات التي امامه .. لا يعلم لِمَ يشعر بأنها موجهة إليه هو .. ترك الهاتف ن يده وقد عاد إلي عمله وقد تركه باهر بمفرده بعدما لاحظ حالته تلك وقد أخذ يُفكر هو بأمر تلك الكلمات !
.......................
كانت تجلس علي هاتفها وهي تتابع ما يحدث بالعالم الخارجي منه .. كانت تعبث بصفحته كالعاده طيلة الايام السابقة ولكنه لم يقم بتنزيل شئ منذ لك اليوم وقد انهالت عليه الاسئله أهو بخير أم لا .. هي ايضاً كان ينتابها الفضول والقلق عليه احيانا ولكنها كانت تعلم انه بخير من باهر فـ إذا كان غير ذلك فـ باهر لن يصبح بخير هكذا هي  تقول...
لا تعلم لم أخذت تبحث عن تلك الاغنيه بالتحديد لـ علمها انها مُقربة إليه أم لأنها تصفها بالتحديد لا تعلم .. لكنها قد اختارتها وقد دونت تلك الكلمات من قلبها لـ علمها انه لن يقدر علي ان يصل الي صفحتها او هكذا هي تعتقد ...
لقد اختارت ان تنعزل عن الجميع فهو اصبح يعلم مكانها وقد يظهر لها في اي وقت وهذا الذي لن تقبله .. تعلمه انه من المستحيل ان يأتي الي بيتها او يفكر في هذا قط مما يجعلها تجلس مسترخيه .. استمعت الي صوت الباب مما جعلها تعلم أن ليلي قد أتت لها كما المعتاد .. دلفت ليلي بالفعل عليها الغرفه وهي تتحدث بمرح :
_يا فروحه يا قمرايه انتي  عندي ليكي مفاجأه قمراية
نظرت لها فرح بتساؤل فـ تحدثت ليلي بحماس:
_بكره فيه حفلة في كافيه مشهور اوي وكتير من الكافيه بتوعنا هيروحوا فيها قولت بس مفيش غير فرحه اللي هتفرح بالموضوع ده لاني عارفه انتي قد ايه بتحبي الحفلات .
تحدثت فرحه بتوتر وهي تنظر الي ليلي :
_انا مش عايزه اروح يا ليلي.
_لا بقولك ايه بقي .. انا سيبتك مكتئبه كل ده مع انه مش لايق علي اسمك بس معلش .. لكن الحفلة بكرة وهتروحيها غصباً عن عينك .. وكمان انا ليا عندك خبر تاني .
قالتها ليلي بتوتر لاحظته فرحه فـ تحدثت بسخريه :
_اتحفيني.
_ابوكي دخل السجن .
قالتها ليلي بنبرة سريعة بينما فرحه نظرت اليها بدهشه لـ ثوانٍ وهي تُردف :
_ليه ؟
_شروع في قتل .. مراته .. نصبت عليه في فلوسه مسبهاش غير وهي بتطلع في الروح الجيران لحقوها وطلبوا له الشرطه وهو حاليا في السجن
_يستاهل .. يُمهل ولا يُهمل .
قالتها فرحه بنبره جامده وهي تنظر إلي ليلي التي كانت تنظر لها بتأييد .. تحدثت فرحه بتساؤل :
_بس انتي عرفتي ازاي؟
_بابا اللي عرف متنسيش انه كان صاحب بابا في يوم قبل ما يعمل اللي عمله .
قالتها ليلي بهدوء بينما حركت فرحه رأسها بتفهم .. تحدثت ليلي بحماس مره اخري :
_هدعي عليكي بكره بدري وانا معايا احلي فستان عشان نروح سوا يلا باااااي.
كانت فرحه ستتحدث ولكن ليلي كانت قد غادرت المنزل تاركه فرحه في المنزل .. وقفت فرحه من فوق  الفراش وهي تنظر الي ذاتها في المرأه وتحدثت بتأنيب :
_من امتي وانتي منعزله يا فرحه .. دايما الاسامي بتبقي نصيب وانتي نصيبك الفرحه زي اسمك .. لو مش موجوده قدامك دوري عليها زي ما بتعملي .. انتي قادره ترجعي الفرح لـ نفسك محدش هيقدر يساعدك غيرك .. وخلاص اللي كان بيتعبك مرمي في السجن .. عيشي تاني .
شعرت وكأنها قد استعادت بعضاً من ثقتها في نفسها من جديد وابتسمت الي نفسها ثم سرعان ما ارسلت قبله لذاتها وهي تردف بمحبه خاصه لـ ذاتها :
_ياختي والنبي قمر ما يليق عليكي النكد .. جطعه من الجمر اذا تكرمت .
توجهت الي هاتفها وقامت بتشغيل احدي الاغاني الشعبيه "مهرجان عود البطل" وأخذت ترقص عليه بطريقة بلهاء وكأنها لم تكن حزينة منذ قليل !
....................................
_انا مبحبش اللون الاصفر يا ليلي .. هو حد بقي يلبس اصفر اصلا !
قالتها فرحه بتأفف وهي تدلف الي الفرح بعد ان اقنعتها ليلي بـ أن الفستان بـ قمة الروعة ولكنها لم تقتنع فهي لا تحب الاصفر ولكن بالعكس هو يزيدها جمالا لا تفقه عنه شئ .. تحدثت ليلي بضيق منها :
_يابنتي بقي انتي الوحيده اللي ف الكوكب اللي شايفه ان اللون وحش عليكي مع انه من احلي الالوان عليكي والله .
نظرت لها فرحه وهي تقوم بتقليد كلماتها ولكن بطريقة ساخره .. انتفضت عندما استمعت الي صوت باهر من جوارها وهو يتحدث باستغراب :
_فرحه انتي تعبانه؟
اخذت تسعل من الحرج الذي تعرضت له بينما ليلي ضحكت عليها فـ أردفت فرحه بحرج :
_اه عندي تعوق .
ضحك باهر عليها وتحدث بصدق :
_ليكي وحشه يا فرحه ياريت متغابيش تاني بقي.
ابتسمت له فرحه بامتنان .. قبل ان تعتذر منهم وتتركهم وترحل .. اقتربت ليلي مسرعه من باهر وهي تتسأل باهتمام :
_فين رمز؟
نظر لها باهر بنظره ماكرة وقبل أن يجيبها استمع الجميع إلي صوت رمز الذي تحدث في المايك :
_اول حاجه اهلا بيكم كلكم .. ثاني حاجه انا جي  هنا عشان أقدم اغنيه لـ شخص عزيز عليا .. مكنتش اعرف انه عزيز كده غير لم بعد رغم اننا مكناش بنكلم غير نادر بس اكتشفت ان مش لازم يبقي بين اي اتنين الف موقف عشان تتعلق بيه ممكن موقف واحد بس يخليه يسكن قلبك .. وده فعلا اللي حصل معايا بسببها .. فرحه!
كانت تتجول في المكان بعدما تركتهم ولكنها قد توقفت عندما استمعت الي صوت رمز .. التفتت مباشرة إليه وهي تستمع إلي كلماته ولكن جحظت حدقتيها بصدمة  عندما نطق أسمها امام الجميع وانظاره بعدما كانت تتجول بين الجميع تركزت عليها .. عليها فقط وكأنه كان يبحث عنها !
ابتسم عندما شاهدها بين الجميع بذلك اللون الذي اضاف إليها اطلالة ساحرة جعلتها محط للانظار .. بدأت الفرقة العزف من خلفه وبدأ هو يُغني "اغنيه هي .. محمود العسيلي" وهو ينظر إليها بينما هي تراقبه بصدمة .. كان يُغني وهو يقترب منها بخطوات بطيئه والجميع ملتف حوله .. انهي اغنيته واستمع الي تصفيق الجميع وقد وصل إليها نظر داخل حدقتيها بقوة وأردف في المايك امام الجميع :
_انا بحبك يا فرحه .. بحبك يا فرحتي .
ستُصاب بالاغماء حتما .. أهو يعترف لها بعشقه أمام الجميع  .. أكمل رمز حديثه امام الجميع دون ان يشعر بأي نوع من الارتباك بل بالثقه العارمة :
_انتي اللي علي يدك عرفت ان مش لازم الحب يكون بعد محاولات الكتير .. بل اننا بنقع في الحب من اول مره من اول نظره من اول كلمه بس الفرق اننا اللي بنكتشف ده متأخر والمحظوظ مننا بس هو اللي بيكتشف ده وقت حدوثه .. وانا اكتشفت ده لم بعدتي يا فرحه .. اكتشفت اني وقعت فيكي من اول مقابلة .. اني اتخلقت عشانك وانتي كمان اتخلقتي عشاني واننا لبعض مهما حصل .. ربنا زرع حبك فـ قلبي من اول مره شوفتك فيها زي ما بردو انا واثق انه زرع حبي في قلبك .. مش فارق معايا انتي مين ولا مريتي بأيه ومش عايز اعرفه .. انا مليش اهل مفيش غيري انا وانا مش عايز غيرك انتي .. تتجوزيني يا فرحه ؟؟
كانت تستمع الي حديثه ودموعها قد عرفت الطريق الي عينيها .. تحدثت بخوف :
_حتي بعد اللي سمعته من بابا يا رمز ؟
_انا سمعت ايه مش فاكر .. قولتي ايه يا فرحه ؟
قالها بمرح وهو ينظر إليها فـ تحدثت هي من جديد والخوف بدأ يتراجع عنها :
_مش هترجع تعايرني في يوم؟
_مش هيحصل .. قولتي ايه يا فرحه؟
_مش هتندم في يوم انك ارتبط بيا .. انا بابا دخل السجن يا رمز .
_انا مش عايز غيرك انتي ومش هرتبط غير بيكي انتي مش بحد غيرك .. قولتي ايه يا فرحه ؟
قالها رمز بصدق وهو ينظر داخل حدقتيها مباشرة .. ضحكت فرحه من اجابته التي استاطعت ان تسقط كافة مخاوفها .. فـ تحدثت بمشاكسه :
_هوافق بس بشرط .
رفع حاجبه من جملتها فـ تحدثت هي بتساؤل :
_ليه اسمك رمز .. لا هو رامز ولا رمزي ؟
ضحك باهر الذي  كان يقف جنب رمز الذي ضحك علي سؤالها فـ اجاب وهو يتلاعب بحاجبيه امامها :
_رمز الحب .. انا علامة للحب اللي كان بين ابويا وامي فـ عشان كده اسمي رمز .. ها قولتي ايه .. كل الناس ديه مستنيه اجابتك بردو علي فكرة .
انتبهت فرحه لـ الجمع المتواجد فـي الحفل مما جعلها تجيبه بخجل :
_موافقه يا رمز .
علي صوت التصفيق بينما هو احتضانها بطريقة مفاجئه وهو يلتف بها وهي تضحك بسعاده وهو مبتسم بسعاده علي موافقتها .. انزلها من جديد وقبل أن يتحدث أحد اقترب باهر الذي كان خلفه عائلة ليلي وشخص مجهول مما جعل  الزهول يحتل ملامح فرحه وليلي .. تحدث باهر بسعاده :
_انا قولت بالمناسبة السعيده ديه لو فرحه وافقت نكتب الكتاب كلنا كده مره واحده .
شهقت الفتاتان بصدمه وهما ينظرا الي بعضهما البعض .. اقترب رمز من فرحه وهو يتحدث بصدق:
_لو اتكتب كتابنا افضل بكتي رمن اننا ناخد وقت ملوش لازمه في خطوبه .. انا وانتي ملناش غير بعض والخطوبه حوارتها كتير فـ نتجوز ونعمل خطوبه واحنا متجوزين جامد اوي .
ضحك الجميع علي حديثه بينما فرحه مازالت تنظر إليه بصدمه فـ تحدث رمز بتساؤل :
_قولتي ايه يا فرحه ؟
_السكوت علامة الرضا معروفه .
قالها باهر بمرح فـ تحدث والد ليلي وهو يقترب من فرحه وتحدث بابتسامه حانيه :
_وانا هبقي وكيل العروسه .
_هتحط ايدك في ايدي وايده .. اصلي مش هتحرك من هنا غير لم اتجوز انا كمان مش افضل كل ده قراية فاتحه وهو يتجوز علي الجاهز اللهم بلغت انا كمان عايز اكتب كتابي والنبي اعتبرني زي ابنك .
قالها باهر بنبرة بريئه مما جعل والد ليلي يضحك عليه ونظر الي ليلي وهو يسأله بنبرة  ماكره :
_ايه رأيك يا ليلي موافقه.
_ما قولنا السكوت علامة الررضا.
قالها رمز تلك المره وهو يراقب فرحه وليلي ويبدو انهما لم يستوعبوا الصدمة إلي الان ولكنهما ابتساما بطريقه مفاجئه وهم يحركوا رأسهم بقبول مما جعل رمز وباهر يصيحا بمرح قبل ان يأتي العاملين بالمكان بطاولة وخمس كراسي وقد جلس الشيخ وبجواره رمز ووالد ليلي وجلس اثنين من الحاضرين المتطوعين من اجل الاحباء الموجودين بينما ليلي وفرحه ووالدة ليلي يحتضنا بعضهن بسعاده ...
أُعلن زواج رمز وفرحه فـ صفق الجميع وجلس باهر وعادت نفس الاجراءات مره اخري معه وبعد دقائق أعلن زواج باهر وليلي وقد علي التصفيق مره اخري وتحول المكان من حفلة للغناء لـ حفلة زفاف يحضرها كافة الغرباء ولكنها كانت مليئه بالفرحه الحقيقيه ...
اقترب رمز من باهر وهو يهنئه ثم تحدث وهو يمسك بيد فرحه :
_انا هاخد مراتي وههرب من هنا انا بقالي كتير معرفش عنها حاجه عن اذنكم .
ركض وهو يمسك بيد فرحه التي مازالت تأثير كلمة "مراتي" في أُذنها بينما باهر وليلي قد ضحكوا عليهما خاصة ليلي التي تعلم بمدي عشق فرحة لـ رمز وانها قد تحقق حلمها وتمنت لهم السعاده دائما ً ...
ابتعد كل من فرحه ورمز عن المكان بمسافة بعيده ونظر لها رمز وهو يتحدث :
_انا عندي ميت سؤال عايز اسأله دلوقتي .
_ميت سؤال مره واحده .
قالتها فرحه بدهشه فـ حرك رمز رأسه وهو يتحدث  :
_ايوه .. اول حاجه انتي ليه اختفيتي طول الشهرين اللي فاتوا .. ثاني حاجه امتي اول مره عرفتي فيها انك بتحبيني .. ثالث سؤال ليه شيلتي الريأكت بعد ما عملتيه في الفيس وكفايه دول لأن مفيش تاني .
انهي حديثه بمرح بينما هي تنظر اليه بصدمه من اسئلته .. أتلك الاسئله من المفترض ان تُقدم في يومهم الاول معاً ولكن بالرغم من ذلك اجابته بصدق :
_سؤالك الاول .. اختفيت الفتره ديه لاني كنت محتاجها يا رمز .. كنت محتاجه الم نفسي تاني اللي اتهانت قدامك علي يد اللي المفروض اقرب حد ليا .. مكنش عندي القدره اني اقابل اي حد خصوصا انت .. مكنتش هستحمل لو كنت بصيت ليا بطريقة وحشه وكأني فعلا زي ما هو قال مكنتش هستحملها منك ابداً .. ام سؤالك الثاني فـ انا اكتشفت اني بحبك من ساعة ما بعتلك اني بحبك .
قالتها بصدق ممزوج بالخجل بينما تحدث رمز بدهشه  :
_نعم .. انتي بعتيلي؟
حركت رأسها بإيجاب فـ تحدث هو بحيرة :
_ازاي وانا وانتي مفيش بينا اي كلام .
_مكنش من الاكونت بتاعي كان من اكونت فيك .. كنت بمعدل كل يوم ببعتلك تفاصيل يومي وبشاركك فيها واخر اليوم بقولك اني بحبك وانام .
قالتها فرحه بخجل شديد وهي تتذكر ما كانت تفعله .. أردف رمز بصدمة :
_هو انتي محنو؟؟
_افندم؟
قالتها فرحه بحده وهي تستوعب كلمته فـ تحدث رمز بتوضيح ممزوج ببعض الحرج :
_باهر كان مسميكي محنو لانك زي ما بتقولي كنتي بمعدل كل يوم بتبعتي وده كان ملل في وقتها .
_عشان كده عملتلي بلوك؟؟
_لا والله ده مش انا .. باهر اللي عمل لانه كان .. ام زهق منك لانه كان بيشوف معايا المسدجات اللي بتيجي وانا مكنتش اعرف انا عرفت لم لقتيك مبعتيش رسايل لمدة يومين ساعتها استغربت ودخلت ابص لقيتك معمولك بلوك .. لو كنتي بصيتي في الاكونت تاني كنتي هتلاقيني فكيته لانه ببساطه كنت اتعودت عليكي.
قالها بصدق شديد لمحته نظراته مما جعلها تبتبسم فـ أكمل هو بحب :
_واضح ان قلوبنا كانت متعلقه من قبل ما نتقابل .. وبالنسبة للسؤال الثالث ؟
انهي سؤاله بمكر فـ نظرت له بتوتر قبل ان تتحدث بدهشه وقد انتبهت للتو :
_انت  ازاي عرفت انا شيلته في نفس الثانيه اصلا .
_حظك اني كنت ماسك التليفون ساعتها .. بس بردو شيلتيه ليه؟
قالها باصرار وهو يراقبها فت تحدثت هي باستسلام :
_عشان مكنتش عايزاك تعرفني ولا تشوفني  .. كنت عايزه لو اتقابلنا وشاء واتكلمنا متكونش بتكلمني عشان انا المعجبه بتاعتك .. تكون بتكلمني عشاني انا كـ فرحه مش كـ فان عندك ابداً .
تحدث رمز بابتسامه وهو يمسك بيدها :
_واديني دلوقتي مش بس  عرفتك .. انا بقيت جوزك .
_ده كان اعلي من خيالي يا رمز .. انا مكنتش اتخيل ابداً اني في يوم اكونت مراتك.
قالتها بصدق وهي تنظر أليه فـ أجابها قبل ان يرفع يدها ويطبع قبله علي باطنها :
_في واحده كتبت قبل كده "قد يُصبح الخيال حقيقة في يوماً ما فقط بالعزيمة والأمل والدعاء"
ابتسمت فرحه لأنها هي من كتبت ذلك من قبل مما جعلها تكتشف انه قد بحث في حسابها بأكمله .. تحدثت هي بنوع من التيهه والارتباك :
_هو انت بجد حقيقي يا رمز مش مجرد صورة في خيالي وهتروح مني .
ضحك رمز وهو ينظر اليها وابتعد عنها قليلا وهو يتحدث بجديه مصطنعه :
_انا عندي دليل يخليكي تصدقي اني حقيقه علي فكره بس قبله عايز اسأل سؤال .
_تاني يا ذكي.
قالتها فرحه بمرح مما جعله يضحك وهو يردف :
_سؤال واحد بس واخير .. ليه اسمك فرحه المعروف انه فرح وبيدلعوها فرحه لكن فرحه اصلا ليه ؟
_لاني كنت فرحة ماما بعد خمس سنين جواز ده سبب والسبب التاني اني اتولدت في فرح اصلا وبالمعني الحرفي اني فعلا اتولدت في فرح مش  ودوني المستشفي لا انا اتولدت في قلب الفرح وبدل ما يباركوا للعروسه والعريس .. العروسه والعريس شخصيا كانوا بيباركوا لـ امي .
ضحك رمز عليها بشده أسمه اهون بكثير من اسمها .. فـ تحدثت فرحه بمرح وهي تضع يدها في وسطها :
_ايه بقي دليلك ؟
اقترب منها رمز علي بغته ثم احتضانها بطريقة مفاجئه وهو يردف ببراءة ممزوجه بالعاطفه :
_حضن !
ابتسمت فرحه بسعاده وهي تبادله عناقه بحب ظاهر .. لقد عوضها الله به بعد صبر طويل وقد عوضه الله بها ليصبحوا اهلاً لـ بعضهما البعض بعدما كانت الوحدة هي رفيقتهم بالرغم من وجود اصدقائهم .. أيقنت معه أنه لا يوجد شئ يصعب علي الخالق فعله .. فـ الذي كانت تعتقد انه من المستحيل أن تُحادثه يوماً أصبح الان زوجها .. لقد أصبح ملكها وهي تُحافظ علي املاكها وبقوة فـ ليس بعد ان كان مجرد اسطوره في خيالها أصبح واقعاً ملموساً بين يديها الأن ستتركه تُقسم بأنها لن تفعل فـ مُحتل القلب لا يُغادره بسهولة!
.............................................
^النهايه^ 11_3_2021
تمت بحمد الله
#Nemo

 لحن الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن