ما هو هذا الشيء في وسط اللاشيء
ذقت وتذوقت كل أحاسيسي
لم تكن حلوة ولا مرة
لم تكن بالفلفل الحار
ولا بالحامض أو الليمون
كانت..
كانت ككرز مجفف
مع كأس ماء
يظمىء الجسم
هنا...في البيت
في بلاد المهجر البعيد
في فجر صباح أزرق قنطريوني
أفطر ببيض مقلي
مع كأس شاي مغربي
على طريقتي
في وحدتي يؤنسني الشاي
في طقسه
أتذكر سنواتي الأولى معها
وأنا أسكب الشاي سكبتي
أبعد يدي التي تحمل الإبريق
عن الكأس
لأطيل في سكب الشاي
كما أطيل في هجري
لها وللأولادفي الغداء
أتناول اللازانيا
في محل شعبي
يقرب مكان عملي
ما زلت أحس بأني وحيد
حتى في حضرة وجلسة الجماعة
إيطاليون، مهذبون، مستقيمون
اجتماعيون، ومتمرسون
أجالسهم
في طاولة واحدة
أستحضر الغياب
وأؤنسه بحضرتي
قد أخدوا الزمان والمكان معهم
كي لا أحس بفصالهم
هاجرت
نقصت قدرتي على النسيان
وصار الغراب يراني وأراه في كل مكان
فصار الغد مستحيلا
وفِي حوزتي اللاشيءقهوتي المسائية
ما زالت تنتظرني
أو بالأحرى أنتظرها
لأني أنا الظمئان والجوعان
اشتقت لصوتها
التي ترفعه ضغوطات يومية
وانكسارات موسمية
اشتقت لنظراتها الثاقبة
وهي تعاتبني مستفهمة
تأخري
اشتقت لأكاذيبها الصادقة
ولكلماتها المحفوظة
اشتقت لحنينها المسترسل
من الشعور
لم يعد هذا الشعور قاطنا
فقد استفرغته بعد قبولها
الفصال
أنت تقرأ
ديوان شعر
Poetryمجموعة من القصائد المعبرة التي كتبتها بقلمي، تابعوني لتصلكم كل قصيدة، مع كل الحب والتقدير.