شاب من أهل اليقين

49 2 1
                                    

ذكر الشهيد مطهري في (قصص الأبرار) هذه القصة :

ذهب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المسجد ليؤدي صلاة الفجر فلما أتم الصلاة بالناس
كان الظلام قد سحب اثوابه خوفا من ان يحرقها وهج الصباح ولما أوشك الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على مغادرة المسجد إذا بشاب مصفر اللون قد ضعف جسمه ونحف وغارت عيناه في رأسه.

فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :كيف أصبحت يا فلان؟

فأجاب الشاب :أصبحت موقنا يا رسول اللّه

، فتعجب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله، وقال له: إن لكل يقين حقيقة، فما حقيقة يقينك؟

فقال: إنّ يقيني يا رسول اللّه هو الذي أحزنني، وأسهر ليلي، وأظمأ هواجري، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها، حتى كأني أنظر الى عرش ربي، وقد نصب للحساب، وحُشر الخلائق لذلك، وأنا فيهم، وكأني أنظر الى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون، على الأرائك متكئون، وكأني أنظر الى أهل النار وهم فيها معذَّبون، مصطفون، وكأن الآن استمع زفير النار يدور في مسامعي.

فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لأصحابه: هذا عبد نوّر اللّه قلبه بالايمان، ثم قال له: إلزَم ما أنت عليه، فقال الشاب: أدع اللّه لي يا رسول اللّه أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول اللّه فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فاستُشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر.

القصص العرفانية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن