غِربانُ اللِيل | Night crows

Ch|1

تعويض عن التأخير بفصل طويل فجرو ام ام المقطع لايكات وسبسكرايب وشير وكومنت 😭😂🔥

________________________

الليل هو العدو واصبح جوف الارض هو الحليف المتبقي للبشر.

او هذا مايظنه البعض.

داخل المستعمرة الحادي عشر الشبيهة بمستعمرة النمل الأحمر، جلست العجوز في مضجعها المعتاد، تتكي بجسدها الهزيل على الشبك الفاصل بين المنجم والمنازل المهترئة لاصحابها، مبيضة الاعين، لا ترى، ولا تتحدث.

الا بقصة واحد تحكيها

مرارا

ومرارا

ومرارا

وتكرارا!

حتى سئم البعض منها، فلم يجالسوها الا صبي ذو عينين حادة، شعره اسود كـ منتصف لليلٍ ضبابي، بغره تنسدل على عينيه، رابطٌ بذلك الجزء الطويل منه في الخلف، كانت يداه تحتضن قفازات عمله، صبي لم يتجاوز الثالثة عشر ربيع بعد، تحفر يديه الصغيرة مستخرجا الفحم الأسود.

اخرج نفسه يلهث لاستراحته ثم اتخذ مكانه فوق خشبة مرتفعة قليلا يجلس فوقها وفي يده خبز جاف وقنينة ماء أُعطيت له.

ثم بدأت العجوز تقص عليه " ايا زمان، بعيد بعيد لا تستطيع رؤيته، الطير والانس كدرع ورمح، احدهما يتمسك بالاخر، رفقاء درب، اشداء واقوياء، كانو ذو لونٍ اسود، يغشي رؤسهم واعينهم، ان سددت طريقهم يدوسوك، وان عليت صوتك قطعوك، وان نظرت لهم ارعبوك، كان الليل رفيقهم ومنزلهم، حتى اتى ذلك النهار، احرقهم وخطف نسائهم واطفالهم، فصاحو غضبا وقطعو نفسهم واكلو طيرهم، طار الدرع وكسر الرمح ثم دفن في داخل الارض، الغضب والجشع والشراهه بدت ك الريح بين الغابة تقص الاشجار النائمة، فقدت بريقها لكن جذورها وبذرها حمتها الارض"

انهت العجوز قصتها تبقي صمتها يسير في هذا اليوم، فنطق ذلك الصبي متسائلا بغير عادته "و اوليست تلك جميعها خدعه؟"

ابتسمت العجوز لاول مره جعلت من الصبي داهشا لوهله، حركات راسها للاعلى تنظر بعينيها التي لاتبصر في سقف هذه المستعمرة، كانت طوال حياتها تنتظر احد يقول هذا السؤال! انتظرت وانتظرت لكن لم يقابلها سوى الاهمال والتجاهل، شعرت هي بماء يملأ عينها، وفي قلبها تقول:

اه، اخيرا، احدٌ ما قد فهمني.

ثم لاول مرة نطقت بحروف لم تكن كـ تلك القصة!.

"لا تصدق النهار، يا صبي، فاني سلمت قصتي لك"

ثم نهضت تحت انظار عدم استيعاب الصبي ودهشته، وولت تمشي نحو منزلها، وهاهي تترك بضع كلمات قليلة تنهش عقله، واسئلة كثيرة قد ملأت قلبه.