الثلاثون والأخير

7.4K 199 16
                                    

،الفصل الثلاثون والاخير...
بعد مرور خمس سنوات...
تجمعوا جميعهم في منزل النوساني الكبير...كبير العائلة الان..
اليوم عيد ميلاد" دليلة" والصغير "يحيي" ...عمها!!...سيكملان عامهم الرابع ...
دلفت زهرة الي المنزل وبيدها ابنتها الكبري " كايلا" وبطنها المنتفخ قليلا أمامها..ووراءها ناير ينظر في إثرها بنفاذ صبر ويطلق تنهيدة متعبه...
سارت زهرة باتجاه والدها تحتضنه بقوة فبادلها العناق قائلا بحنان..
_ عاملة ايه يا حببتي ..وحبيبة جدو ديه عاملة ايه؟؟..
تصنعت زهرة الابتسامة قائلة...
_ الحمد لله يا حبيبي..اهو لسه بحاول فيها عشان تنزل عدلة بدل م تبقي برص...
ضحك ناصر بقوة قائلا...
_ طب روحي اقعدي مع باقي الثلاثي المرح بتاعك..هما كمان بطنهم صغيرة..وبيحاولوا...
ابتسمت زهرة له ثم التفتت ذاهبة الي شقيقتيها عندما شاهدت ناير يسير باتجاه والدها حتي يصافحه...
صافح ناصر ناير وهتف مشيرا الي ابنته بعينيه..
_ فيه ايه؟؟..ايه الخناقة الجديدة؟؟..
زفر ناير بتعب وهتفت بضيق...
_ مبقتش عارف اتعامل معاها..علطول القمص والعياط وهروح عند ابويا...بايت برة البيت بقالي يومين ورا بعض عشان شغلي..ويوم رجوعي كنت هلكان وامي طلبتني ف روحتلها ونمت هناك وانا مش حاسس ولسه راجع الصبح...بإيدي ايه انا؟؟..ده شغلي مش عاوزة تفهم...أو رافضة تفهم مبقتش فاهملها
ربت ناصر علي كتفه قائلا يواسيه...
_ معلش يا ابني هما عندهم فوبيا من الشغل عموما...استحملها..
_ مستحملها والله....بس بقت بتهددني انها تسبني كتير..
ضحك ناصر بمرح قائلا بخبث..
_ استعمل مهاراتك كراجل...واوعي تسمحلها تقولها تاني..انا عايشلها لحد م ربنا يأذن..غير كده لا..
ابتسم ناير بخفة لناصر ذلك الرجل الذي يحبه كحبه لأبيه الراحل...يذكره به في كافة تصرفاته...
علي بعد خطوات منهم...
تجلس نجاة وبيدها صغيرها ذو الأربع سنوات...عينان رماديتان لا تعلم من اين جاء بهم تحديدا...سمار بشرته الذي أخذه من أخيه...
تتذكر عندما علمت بحملها الان بهذا السن...ثارت وغضبت رغم أنها انتهت من موضوع الحمل والولاده منذ زمن...وقررت اجهاضه ..كانت تظن أن المسافات بينها وبين زوجها ستتباعد بعد أن عادت علاقتهما ..أشبه بعلاقه حبيب بمحبوبته...لم تشك للحظة في صدق مشاعره تجاهها..والغريبة عليها تماما...
لكن قدري عندما علم بما تريد فعله ثار وغضب منها...وترك المنزل وذهب الي شقيقه حتي تتراجع عن قرارها بشأن اجهاضه وبالفعل تراجعت...
بولادة وقاص وسيلين لم تري ذلك الخوف بعيني قدري كما رأته بولادة الصغير...حتي أنه أصر علي الدخول معها الي غرفة العمليات رغم أنها كانت عمليه قيصريه...
جاء قدري من وراءها ووضع يده على عينيها قائلا بصوت مضحك...
_ انا مين ؟؟..
رد عليه الصغير قائلا بضحكات طفولية...
_ انت بابا..
شهقت نجاة بخفة قائلة تعنفه...
_ انا مش قولت اسمه بابي...مبتسمعش الكلام ليه؟؟..
قلب الصغير شفتيه ينذر بالبكاء...
_ وقاص هو اللي قالي ..
شهقت بعنف هذه المرة قائلة...
_ وكمان وقاص بس كده!!!..انا مش قولت أبيه..
بكي الصغير هذه المرة حقا دافنا رأسه بين كفيه....ابتسمت زمزم وهي تراه يفعل حركتها المعتادة عندما يعنفها وقاص واقترب منهم وحملته تهدأه...
_ ليه كده بس يا طنط؟؟؟..وقاص هو اللي قاله ميقولش أبيه ديه تاني ...ماله هو بس..احنا عاوزين نفرحه ف عيد ميلاده..
وظلت تهتز به يمينا ويسارا تهدئه...
جاء وقاص من وراءها وضمها إليه من خصرها قائلا بعتاب..
_ مش انا قلت متشليش حاجة نهائي ..مش كفاية النزيف اللي كان عندك من كام يوم ده..
ابتسمت زمزم بحب..فقد تغير معها حقا...تبدلت معاملته لها تماما ..كأن شخصا آخر تلبسه...بعد زواجهم لم يطالبها بأي شئ..حتي أنه لم يسير إلي ذلك الموضوع حتي قررت هي منحه حقه وان كان بقلب مرتجف خائف لكنها أقنعت نفسها أنه لن يضرها ولن يتعامل معها كالسابق...وبالفعل كان يتعامل معها برقة وحنان شديدين الي أن أصبحت طيعة ومطالبة بالمزيد...
_ انا بحب يحيي وبعدين هو خفيف وزي العسل...البت روزة فين؟؟..
_ مش عارف..تلاقيها هنا ولا هناك..
هزت رأسها إيجابا دون اهتمام وانزلت يحيي وذهبت الي المطبخ للإشراف علي تجهيزات الحفل التي ستبدأ بعد نصف ساعة تحديدا...
تمارا وعابد....
ترك عابد الجميع مشغلا بزوجته واولاده وذهب خلفها المرحاض لغرض غير شريف بالمرة...
فتح الباب ودلف الي الداخل بسرعة حتي لا ينكشف أمره..
شهقت تمارا بخضة فأسرع بوضع يديه علي فمها يسكتها...
_ يخربيتك هتفضحينا...هشيل ايدي بس صوتك ميطلعش...
اومأت برأسها إيجابا فنزع يده...
_ ايه اللي انت عملته ده؟؟...مش هتبطل بقي عاداتك الزفت ديه!!...احنا ف بيت ابويا...
رد عليها بتهكم..
_ ايه يعني ف بيت ابوكي..وانا كنت مأجرك بالليلة منه م انت مراتي!!...
تمارا بحدة ...
_ م تحترم نفسك بقي...ده انت معلم علي اوض العيلة كلها حمامات ومطابخ واوض نوم...مش قادر تمسك نفسك أحد م اللي انا حامل فيها ديه تنزل...
تصنع عابد الحزن وهتف...
_ انا اسف يا ست تمارا...خلاص مش هعملها تاني...كنت فاكر اني وحشتك زي م وحشتيني...بس طلعت غلطان...
والتفت حتي يغادر فأمسكت تمارا بجذعه فقد شعرت بتأنيب الضمير تجاهه...
_ يا عابد مش قصدي والله ...بس لو حد شافنا هيقول ايه؟؟...عموما انا آسفة وهصالحك كمان يا سيدي...
وإدارته نحوها واقتربت من شفتيه تقبلها ...فأمسك بها عابد بين ذراعيه بغتة وتعمق بقبلته بقوة أكبر حتي كادت أنفاسها أن تزهق...
*********
بالخارج ...دلفت سيلين الي المنزل وعلي يديها رضيعها " ادم" ذو الخمسة أشهر ...تزوجت منذ ثلاث سنوات واكتشفت خلالهم وجود مشاكل لدي زوجها بالانجاب لكنها صبرت واحتسبت الي أن اكرمهم الله بأدم الصغير...
صافحت والديها وعمها واقتربت من زمزم تحتضنها بقوة...
_ زوزة وحشتيني اوي..
عانقتها زمزم بابتسامة محبة قائلة...
_ وانت كمان يا قلب زوزة...وميدو عامل ايه؟؟..
_ الحمد لله..اهو مطلع عيني ومبنامش..
_ كلهم كده يا حببتي ...
نم نظرت حولها قائلة...
_ هو مال الكل عمال يختفي كده ليه!!..ناير وزهرة فين؟؟..وتمارا وعابد؟؟..وروزة...
ركضت زمزم حتي وصلت الي غرفة المكتب الخاصة بوالدها وفتحها...فوجدت ابنتها تجلس علي الارض وحولها سجدة وسالم وسليمان أشقائها ومعهم بعض الأوراق...
_ روزة....انت بتعملي ايه هنا؟؟..تعالي هنا...
اقتربت الصغيرة منها بخطوات حذرة خائفة ثم هتفت بحروف متكسرة..
_ معملتس حادة...
_ معملتس حادة!!..صح م انت معملتيس حادة واحدة عملتي حادات...انا هقول لجدو عشان يخاصمك انت وسجدةوكلكوا...
وخرجت من الغرفة فاصطدمت بوقاص أمامها ينظر لها بغضب...
_ م تتلمي بقي حامل وبطنك قدامك وبردوا بتجري!!..
حاولت زمزم الحديث لكنه قاطعها ..
_ روحي يلا عشان كله جه وهنبدأ العيد ميلاد..
اومأت برأسها ثم ذهبت الي الطاولة الموضوع عليها قوالب الكيك والحلويات...
بدأوا الاحتفال بعيد الميلاد ويغنون الاغاني المعروفة في مناسبة كهذه ..ووقاص يحمل شقيقه الصغير ووالدها يحمل حفيدته الهادئة الرزينة دليلة..اسم علي مسمي
وبعيدا عنهم يقف ناير ويميل علي زهرة التي احتجزها بينه وبين جدار ما يحاول ارضاءها..ابتعد عنها ناير عندما انتهوا من ترديد الاغاني ...
_ها مرضية ولا اعملها قدامهم؟؟..
ضحكت زهرة بخفوت ومالت عليه تقبله بجانب فكه قائلة بحب..
_ مرضية طبعا...وانا اقدر اعيش من غيرك..
انتهي الحفل وذهب الجميع الي منازلهم ...
بغرفة وقاص وزمزم...
خرجت من المرحاض وذهبت حتي تتسطح بجانب وقاص الذي ذهب في سبات عميق...
شهقت بخضه عندنا أشرف عليها وقاص بقامته الضخمة بالنسبة لبنيتها الضعيفة قائلا بخبث..
_ زمزميتي..وحشتيني خالص مالص...
زمزم بتذمر...
_ بطل بقي الدلع الوحش ده..انا اسمي جميل علي فكرة...وبعدين انت مش كنت نايم؟؟..
هبط علي شفتيها يقبلها بسرعة...
_ طب بزمتك حد يسيب القمر ده نايم جنبه ويمسك نفسه؟؟...لا طبعا...وبعدين انا مش عاوزك انت...
_ اومال عاوز مين يا اخويا؟؟..
حرك حاجبيه بخبث وابتسامه لعوب قائلا...
_ انا عاوز اللي مش عارفنله نوع ده...حته مني ووحشتني ..مش واجب اسلم عليها بردوا..
ابتسمت زمزم ومدت يدها تغلل بيدها بخصلاته...
_ يا سلام...وحشك!!..مش لما يبقي يفتح رجله الاول ويدينا وشه عشان نعرف نوعه...
اطبق وقاص بجسده فوقها قائلا بعبث...
_ يا ستي المهم أنه عيلي نوعه بقي ديه بتاعت ربنا...تعالي بس أمس عليه كده...
ضحكت زمزم بقوة جعلته يطبق بفمه الي خاصتها يسكتها بطريقته الخاصة...
الامل...التفاؤل...الطاقة الإيجابية...جميعها مصطلحات بحياتنا ..نستخدمها في حياتنا اليومية...لكن دون معرفة معناها جيدا...يجب علينا معرفة معناها جيدا حتي نبحث عنها بوسط زحمة حياتنا  ..
تمت بحمد الله⁦❤️⁦❤️⁩⁦❤️⁩

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 28, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

القديمة تحلى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن