هل معرفة الناس كنوز ؟ أم البعد عنهم غنيمه!

44 8 18
                                    


خالد السلام عليكم يا جدى سالم
الجد سالم  وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته  حبيب القلب  ياخالد
اليوم نسيمه جميل وعبير انفاس الزهور العطرة تشفى القلب العليل
نعم ياجدى ان بستان حديقتنا يكسبها رونقا وجمالا عن غيره  من الكثير من بساتين  المنازل فى قريتنا  .
بجوار السور زرعت بعض اشجار الورود المتنوعه  التى تعطى الوانا عدة وروائح عطرة تسعد الناظرين اليها  .وفى حديقة المنزل الاماميه التى تكسو ارضها الخضرة , انه لمنظر بديع حقا وكأنه لوحة نادرة رسمها فنان من اصحاب المهارة الفذه  وبالحقيقة ياجدى ان لك زوق رفيع فى اختيار الاشجار وتنسيق الحديقة.
ان شمس الصباح  قد اشرقت مجددا بأشعتها الصفراء المكسوة بالحمرة والدفء ,انها تنشر فى ارواح الحاضرين املا جديدا مع كل اشراقة لها فى الصباح.
لن يدوم الظلام وان طال  ولن يبقى الامل على طول الدهر , سيبدل الله من بعد عسر يسرا ومن بعد ضيق فرجا ومن ظلمة الليل فجرا يتبعه بالضحى نورا ودفئا .
تتعالى اصوات تسابيح الطيور صبحا على اغصان  وتتطاير قطرات الندى من دفء اشعة الشمس على الاغصان ,سبحان الله على خلق قد صنعه وقدر له الاسباب فى دائرة الحياة التى لاتتوقف
سبحانه فى الابداع رسم اروع الاشكال ولا احد يستطيع غيره ان يدبر الامر ليس كمثله شىء  وهو السميع البصير
محروم من المتعة من لم يتدبر صنيع الله فى كونه من لم يتأمل المخلوقات من حوله , مسكين من لم يستمتع بجمال الطبيعة هذه وفقيد لورحه من لم يتستشق عطر هذا الصباح الندى  فى وقت الضحى مستمتعا بضياء الكون من حوله
تعال ياخالد لنذهب حين جلستنا المعتاده نشعل بعض اعواد الحطب ونوقد نارا لنعد بعضا من الشاى ونتناوله سويا كما نفعل  ثم نتبادل حديثنا الشيق مابين حفيد وجده .
هيا ياجدى لقد اشتقت الى حديثك الطيب وقصصك الجميلة المسليه حقا وكأننى اتصفح رواية كتبت بماء الذهب ,بل اكثر من ذلك فمن  من الاحفاد لا يحب مجالسة جد مثل  جدى سالم ليطرب اذنية سمعا بما يقص ويحكى  ويمتع عقله وفؤادة من سيرة الصالحين والطيببن اجدادنا .
نعم ياجدى حديثك شيق احبه وانتظره كل زيارة اتى الى القريه مع والداى خلال الشهر  ومع جمال هذا المشهد الخلاب وهدوء اشيائه الا من حديثك حيث تسكننى الراحة والطمانينة  والسكون ,وينتابنى شعور استشفاء لا يحضرنى الا حين اجالسك ياجدى
وكأننى استقى فى حضورك حرعات من العسل المصفى  الذى يكسب الجسد نشاطا ويعطى الروخ قوة وامانا  ويغذى العقل حديثك بتاريخ وذكريات قد ضيعتها الكتب ونساها المؤرخون فى صفحات كتب المدارس ,قد خاب من لم يقتفى اثرها  ومن لم يحوى منها شيئا فى جعبته جاهل بخير كثير.
من يعزف عن ذكر  الماضى يعيش حاضره فىتيه من  النسيان   ولا يستطيع تحديد اهداف مستقبله 
لابد من الربط بين جوانب الحياة جميعها  ياخالد  فلا استغناء عن احداث الماضى التى ترتب عليها الحاضر والذى من خلاله نجهز انفسنا وحياتنا للمستقبل القريب  والبعيد
ولكن لاتبقى فى الماضى دهرا تاركا حاضرك  للتيه حينها لن يصبح لك ماض ولا تبقي بحاضر ولن تصل الى المستقبل  .

وصايا جديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن