اليوم هو الجمعه عيد كل اسبوع عندنا خير يوم طلعت عليه الشمس سافرت بالامس انا ووالدتى الى القرية التى يقطن فيها جدى وانا فى كامل سعادتى واشتياقى الى احاديثه الجميله وقصصه الشيقه ،
قابلته بعد وصولونا على سفرة العشاء ليلة امس الخميس وتبادلنا الحديث عن الحال والاحوال فى الدراسة والمدينة وافضى كل منا مافى جعبته من شووق واشتياق ثم اخبرنى جدى سالم انه سينتظرنى فى الصباح الباكر قبل ذهابه الى صلاة الجمعه فى الحديقة بعد تناول الافطار لنستكمل حديثنا حول الذكريات الماضية والاحداث التى مر عليها فى حياته .
استيقظت كعادتى باكرا ، كنت قد ضبطت المنبه على الساعة السادسة صباحا لاشاهد شروق الشمس وهى فى بداية ظهورها واشراقها الجميل ،احب مشاهدة الشروق وتطاير الندى من فوق اوراق الشجر من نافذة غرفتى المطلة على تلك المساحة الشاسعة من الخضرة ،والنقاء المحيط يسكن فى روحى السعادة والهدوء والراحة .
نهضت من فراشى متجها نحو النافذة ووقفت لبضع دقائق اشاهد المنظر البديع من امامي ،ثم دلفت الى خارج غرفتى الاغسل وجههى واتوضأ ،ثم فرشت سجادة الصلاة ورفعت يداى فى محاذاة اذنى وكبرت تكبيرة الاحرام معلنا بدء صلاتى .
اكملت ركعتى الصباح وبعدها اتممت ركعتى الضحى ثم نهضت متجها الى الفناء الواسع خارج المنزل .
يوجد مكان قد أعده جدى ليتاول فيه الافطار والغداء مع الاسرة حين يجتمعون عنده كل اسبوع يتسع الاولاد والاحفاد .
انا اكبر احفاد جدى من الذكور لقد بلغت عامى العاشر منذ شهور وكنت متعلقا بجدى كثيرا يجذبنى حديثه معى وحكاويه الشيقه وما يمتلكه من اسلوب سهل فى السرد ونقل المعلومه من خلا تجارب الحياة التى مر بها .
جلس الجميع حول مائدة الافطار وجلست ايضا ومعالم الفرحه والبهجة تكسو وجوه الجميع دون استثناء صغارا وكبار.
لم يكف الجميع عن سرد الحديث حول الايام الماضية والواقف التى تنسى من الذكريات فى ايام الصبا والطفولة التى غادروها منذ عقود وانا يروق لى حديثهم و يجذبنى طرف الحوار هنا فالتفت الى خالتى وهى تحكى فى صورة مضحكة موقف قد حدث لأمى معها وهناك حديث خالى العابر عن موقف اخر قد تعرض له فى صباه ولاينساه ، واستمر الحديث وانا انصت الى هذا وهذه وأنا اتسائل فى داخل عقلى هل كانت كل ايامكم الماضية هكذا تملأوها الضحكات والبسمات ، فمالى اراكم اليوم كل منكم قد ارقه الهم حين ينطوى الى بيته .
كيف تبدلت احوال الجميع ،وكيف باعدت بينكم الظروف لقد اصبح جدتى وجدتى وحدهم من يسكنون ذلك المنزل الواسع ، حتى الاخوة لايرون بعضهم الا فى المناسبات والتجمعات الاسرية مثل هذه ،واعود الى الى الاستماع مرة اخرى حين تعلوا صوت الضحكات فتسحبنى اليها من خيالى الهائم رغما عنى .
أنت تقرأ
وصايا جدي
Short Storyقيم المجتمع التى باتت على وشك النسيان ،تنازع أنفاسها الاخيره بين صراعات الإنفتاح الإعلامي على مصراعيه دون قيود مجتمعية راسخه ودون ضوابط أخلاقية. طرحٌ لبعض القيم والأخلاق فى صورة حكاية قصصيه بسيطة وذات اهداف واضحه ،إظهارها وتوضيحها هو المطلوب اثباته...