كنت حريصا اشد الحرص على الإلتزام بكل اساليب الوقاية الشخصيه، ليس خوفا من القدر ولكن أخذا بالاسباب وبأن الوقاية خير من العلاج.
لكن اثناء تواجدي فى إحدى مراكز التسوق لاحظت بعض الافعال الغريبه والملفته للانتباه.
شخص مهووس باستخدام مطهر الايدى بعد كل خطوة يخطوها، وحتي إن لم يلمس شيئا بيده او أن يلمسه شخص ممن هم حوله.
وعلى الجانب الأخر مجموعة من الشباب لم يرتدى منهم شخصا واحدا قناع للوجه او (ماسك) وحتى التباعد اثناء الحديث ليس موجودا، استهتارا ليس بعده استهتار، حين التقى بهم صديقهم المتأخر عن الحضور، وكأن نار الشوق كانت تأكله، قابلوه بالاحضان والترحاب! نعم هذا من الود ولكن الاحداث الحاليه والوباء المنتشر قد الزمنا بالتباعد الاجتماعي حتى لايحدث ما لا يحمد عقباه.
على الجانب الاخير رأيت عجوزا ممسكا بعصاه يتوكأ عليها،يرتدي ماسكا هو وزوجته رغم أن من مثلهم فى السن أى شيء فوق انفهم يسبب لهم ضيقا فى التنفس ورغم ذلك ملتزمون بالوقاية والاحتراز قدر الامكان.
اخذت على عاتقى نصح الشباب اؤلئك وبدأت حديثي معهم.
السلام عليكم شباب كيف حالكم.
- وعليكم السلام بخير.... تفضل هل هناك شيءكل خير ان شاء الله... لفت انتباهي انكم لا ترتدون ماسكا او قناعا للوجه ألا تخافون على أنفسكم من أن تصابوا بالوباء ؟
- شكرا لك ولكن هل تستطيع أن تخبرنا كيف اصيب امير انجلترا او من على شاكلته رغم احترازهم وتدابيرهم الكثيره.
القدر ياسيدي لايمنع الحذر.انا معك فى هذا ولكن علينا الاحتياط والاخذ بالاسباب.
شكرا لك!
واثناء انصرافي عنهم دوت صافرات الانذار فى مركز التسوق وبدأ ملامح الخوف والهلع فى السكون داخل المتواجدون.تحركت باتجاه المخارح المحددة للطواريء فى مركز التسوق واثناء خروجي سألت احد أفراد الأمن عن ماذا يحدث؟
أجابني:-
بأن احد الأطفال اوقد النار فى ستارة خلف (البروڤا) الخاصة بقياس الملابس فى الطابق العلوي.
ولحسن الحظ تم السيطرة علي الحريق بعد بضع دقائق.تعجبت! كيف لطفل صغير هكذا يحمل فى جيبه قداحة قد يؤدي استخدامه لها لكارثة كبري.
هل الحذر هنا لايمنع القدر.
اخرا ولؤس أخيرا... سمعت أحد الاشخاص اثناء خروجي يمازح صديقه بمقولة خاطئه « النار ما بتحرقش مؤمن ياصاحبي»
-النار ستحرق من تلامسه ياسيدي،لن تفرق بين أخضر او يابس،مؤمن أو كافر.
لاتضع يدك فى إناء زيت يغلي ثم تقول لن تحترق يداي.
أنت تقرأ
وصايا جدي
Historia Cortaقيم المجتمع التى باتت على وشك النسيان ،تنازع أنفاسها الاخيره بين صراعات الإنفتاح الإعلامي على مصراعيه دون قيود مجتمعية راسخه ودون ضوابط أخلاقية. طرحٌ لبعض القيم والأخلاق فى صورة حكاية قصصيه بسيطة وذات اهداف واضحه ،إظهارها وتوضيحها هو المطلوب اثباته...