علم الباراسيكولوجي و الإستخبارات
منقولhttp://www.mishooo.net/vb/t137744.html
هل شعرت يوماً بأنشخصاً ما سيزورك وبعد لحظات تسمع رنين الجرس لتكتشف أنه (بشحمه ولحمه) يقفُأمامك؟!.. وهل فكرت بصديقٍ غائب تفتقده.. لتُفاجأ بعد دقائق باتصاله؟!.. وهل تساءلتلماذا تشعر الأم - تحديداً - بما يحدث لأبنائها رغم أنهم بعيدون ولا تراهم ؟!.. كلهذا ليس وهماً أو خرافة.. لكنه في ( الباراسيكولوجي) حقيقةٌ محتملةالحدوث!
الباراسيكولوجي أو ما وراء النفس هو علم حديث برز معنهاية القرن التاسع عشر ويبحث في الظواهر النفسية والذهنية الخارقة التي تحدث لبعضالأشخاص، والتي عجز العلم عن إيجاد تفسير لها.. لا بأدوات علم النفس التقليدية ولاحتى عن طريق التحليل النفسي الفرويدي؛ لذا لجأ المهتمون إلى دراسة هذه الظواهر عنطريق الفيزياء الحديثة.. ومن أهم الظواهر التي يدرسها: التخاطر Telepathies،التحريك عن بعد Telekinesis، الاستبصار أو رؤية ماهو خارج نطاق البصر Clairvoyance،الخروج من الجسد Astral Projection بالإضافة إلى الاتصال بكائنات غير منظورة Spiritism !
ولأن الأسئلة تؤجج التوق إلى المعرفة.. دعونا نرتب بوابات الدخول حتى لا نضيع.. ولنبدأ بأول المفاتيح التي كانت بيد (ماكسسوار) حيث أطلق تسمية (الباراسيكولوجي) لأول مرة في العام 1885م، ثم جاء العالمجوزيف راين وزوجته ليؤسسا لأول مختبر من هذا النوع في جامعة ديوك عام 1934م، وما أنحل العام 1969م حتى تم الاعتراف بالجمعية الباراسيكولوجية من قبل الجمعية الأمريكيةللعلوم وأصبح علماً يُدرس في الجامعات العريقة..
يقول عضو جمعيةالباراسيكولوجية الأستاذ حسن حافظ: "داخل كل إنسان قدرات خاصة (تقل أو تكثر) تبعاًلتركيبته العضوية والنفسية.. وإذا كان كل مافي الكون يشع بما فيه دماغ الإنسانوجسمه الحي الذي يرسل ذبذباته (ألكتروماكنتك) ومعها أشعة (ألفا 10) وأشعة (كاما).. فمتى ما تشابهت هذه الذبذبات مع ذبذبات إنسانٍ آخر فإنه تم التوافق بينهما وأمكنعندئذٍ الاتصال بين طرفين مرسل Decoding ومستلم Incodin بعد إجراء تمارين تتعلقبتقوية الأشعة المرسلة أو المستقبلة في داخل الإنسان، والواقع أنه لا يمكن لأحد أنيعرف أسرار الروح ويسبر أغوارها وإنما يمكن الإحاطة بشيء من تأثيرات الروح بدليل {ويسألونك عن الروح.. قل الروح من أمر ربي}.. كما أن هذه القدرة لا يمتلكها شعبٌدون آخر لكنها موجودة عند جميع الشعوب خاصة لدى البوذيين والهنود حيث تختزن أجسادهمتلك القوى المشعة عن طريق التأمل العميق مع إجراء بعض الرياضات الروحية التي تعملعلى تركيز الذهن والتأثير في الآخرين".
العلماءوالباحثون يُجربون دائماً فتح العلب (المغلفة) لإيجاد تفسير منطقي وواضح.. وكان آخرما توصلوا إليه هو أن الغدة الصنوبرية التي تقع في نهاية القسم الأوسط من الدماغوالتي مازالت وظيفتها مجهولة هي بمثابة (هوائي) عن طريقها يتسلم الإنسان أو يرسل منوإلى العالم الخارجي كل رسائله الذهنية، ومن هنا يأتي سر حجمها لدى الطيور إذ يصلإلى عشرة أضعاف حجمها لدى الإنسان.. فعن طريقها تهتدي هذه الطيور إلىأعشاشها!
كل ذلك التاريخوهذا التفسير لم يحم (الباراسيكولوجي) من الشكوك الملتفة حوله كشرنقة.. ولم تعصمهمن أسهم المنتقدين ورصاصات أهل الدين.. خاصةً وأنه حمل تسميات عديدة منها (علمالخوارق)، (علم النفس الغيبي) وأخيراً (قدرات الساي).. يقول الباحث المصري الأستاذياسر منجي: "ربما يلتبس الأمر على البعض نتيجة لاستخدام لفظ (العلوم الغيبية) مماينتج سوء الفهم والخلط بينها وبين مفهوم (الغيب الديني) في ذهن القارىء، ولتوضيحذلك أقول ان ذلك من قبيل الدلالة الاصطلاحية.. بمعنى أن كلمة (غيبية) هي عبارة عنمصطلح يطلق على هذه العلوم نتيجة لطبيعتها (الخفية) أو (الكامنة).. ونظراً لأنقوانينها ومعادلاتها لم تكتشف كاملة فهي ما زالت في رحم الغيب، والمشتغلون بالبحوثالأكاديمية يعلمون معنى المصطلح تماماً، فالكلمة الواحدة قد يكون لها معنى ما فيالقاموس ثم تستخدم استخداماً دارجاً مغايراً في المعنى من قبل رجل الشارع، ثم قدتستخدم استخداماً ثالثاً مختلفاً تماماً، وهذا هو ما ينطبق على لفظة (غيبية) والتيتستخدم من قبل علماء الدين على أنه علم يختص بمعرفته الله سبحانه ولا يشرك فيهأحداً من عباده.. ولأجل ذلك أفضل استخدام مصطلح (العلوم الماورائية) بالإضافة إلىمصطلح (القوى الخفية) رغم ما يحويه من ظلال مثيرة للخيال!".
ورغم التشكيك الذييعبث أحياناً بجذوة السؤال.. ويجعل من (الأفكار) كائناً يفتقد النمو والتطور.. وجد (الباراسيكولوجي) الاهتمام داخل أهم المنشآت السرية في أمريكا والاتحاد السوفيتي،فمنذ الخمسينيات لم يكن السوفيت يعترفون بالعلوم الماورائية غير أنهم في العام 1954م اكتشفوا تسريباً للمعلومات تم عن طريق إجراء تخاطر ذهني مع العاملين في غواصةفي عمق الماء!.. ولعل أكبر تجربة يمكن الحديث عنها هو ما حدث بعد سقوط طائرة (التوباليف) حيث استعانت المخابرات الأمريكية بأحد المدربين في الماورائية والذيدخل في غيبوبة وبالتدريج تمكنوا من جمع معالم الصورة ومعرفة مكان الطائرة والوصولإليها قبل أن يصل إليها خبراء ال KJB ، وفي أوكرانيا تم العثور على مختبر عسكري كانيستعمل مولدات خاصة لتدمير صحة الرئيس الروسي السابق (يلتسين)، واستخدم الرهبان فيفيتنام هذه القدرات أثناء الحرب الأمريكية الفيتنامية في الستينيات، وفيالثمانينيات استخدمها الرئيس الأمريكي (كارتر) لمعرفة وضع المخطوفين من قبل الطلبةالإيرانيين، كما درب السوفيت رجال الفضاء على التخاطر الذهني للاستعانة بهم في حالحصول عطل في المركبة الفضائية، في حين استخدم الهنود التخاطر لرصد حركة الجنودالانكليز أثناء حرب الاستقلال!
التجسس لم يكن المجالالأوحد لبروز هذه القدرات.. فقد بات الشغف بها يصل إلى عامة الناس عبر ما يسمى بالاستشفاء.. والذي يُعرف ب العلاج بالطاقة ومن أشهر الطرق المستخدمة في وقتناالحالي (المايكروبيوتك)، (الريكي)، (التشي كونج)، (التأمل الارتقائي)، ( الهاتاوالراجا يوجا) و أخيراً ال (NLP).. وتعد تجربة جامعة بغداد في إنشاء مركز استشفاءهي التجربة الأولى في العالم العربي في مجال العلاج بالطاقة والتي بدأت في العام 1996م لكنها لم تستمر طويلاً حيث أُغلق المركز في العام 2003م نتيجةً لأعمالالشغب!..
يقول أستاذالفيزياء الكونية بجامعة اليرموك في الأردن الدكتور العراقي محمد باسل الطائي: "ماأعرفه أن أحداً لم يقف بالضبط على حقيقة هذا العلم لكنني صنفت مصادر الظواهرالباراسيكولوجية إلى ثلاثة مصادر: الأول قدرات ذاتية في الإنسان.. كل إنسان ولكنبقدرٍ متفاوت، الثاني استخدام الجن، والثالث مواهب ربانية تأتي كمنحة أو تكريملعباده الصالحين نتيجة تقواهم واستغنائهم عن الدنيا.. وقد وجدت من خلال تحليلاتيالشخصية لحالات كثيرة أن المصدر الثالث هو أصفاها وأنقاها وأصدقها.. ويعود شغفالناس بهذا العلم إلى أنه من الغرائب وكل غريب مرغوب فضلاً عن كونه يعطي الإنسانقدرات خارقة يرغب فيها كثير من عامة الناس.. أما عن إمكانية تدريس هذا العلم فيالجامعات العربية فالأمر لا زال بعيد المنال ولم يتحقق منه شيء ذو بال حتى يكونعلماً له أصوله.. هناك اجتهادات مختلفة.. والحقيقة أنا شخصياً لا أسميه علماً بل (ظواهر خارقة للعادة).. لأن الظواهر الباراسيكولوجية تعاني من كثير من المشكلاتالتي تلم بها وتمنع خضوعها لسياق الظواهر الطبيعية مما يعيقعلمنتها!".
السينما لم تكن بعيدة عن هذا فهي ترصد كل غريب وتعملبمقولة "كل غامض.. مثير للفضول".. حيث خرجت لنا بأفلام كثيرة تتفاوت ما بين العمقوالسطحية في تناول مثل هذه الظواهر.. وتدفع أحياناً للتفكير في حال اليائسين مثل (ماتيلدا) التي لجأت لقدرات خارقة تنقذها من سطوة مديرةالمدرسة!
العراقيون الذين كانوا السباقين إلى الاهتمام بهذاالعلم في العالم العربي.. وأكثر الدارسين له وعلى رأسهم الدكتور (اليمانيعبدالحافظ).. أثبتوا - لي أنا على الأقل - بأن البؤس والأوضاع المزرية تدفع الناسإلى البحث عن حلول.. عن خوارق.. عجزت كل الأشياء الحقيقية والملموسة عن منحها لهم