الفصل | 03

134 19 7
                                    

.
.
.

كانت تقف أمام هيكلِ والدتِها الواثبِ
أمامَها ، و التّي كانت تضع كلتا يديها على
كتِفيْ اِبنتِها بينمَا تُناظرِها مباشرة في
عيناها " جي يُون-آه ، اِهتمِي بنفسكِ
في غِيابِي حسَنًا؟ اِرتدِي ما يُدفئكِ و
لا تنتهزِي فرصةَ عدَم تواجدِي بالجِوار
في التكاسل عن اِرتداء قفازَات اليدين
و الأوشِحة!" نبّهت السيدة سان هَا
و هي تؤكد على أهمية ما تمليه على
مسامعِ اِبنتها ، فهِي تدرك العادة السيئة
التّي تمتلكها جي يُون في إهمال
نفسها ..

" أمّي أنتِ تقولين نفس الكلام منذُ أن
كنّا في المنزل و حتىٰ في الطّريق ،
صدّقيني أنّي حفظتُ ما عليّ فعله!" تذمرت
الشّابة الصغيرة قبل أن يعودَ العبسَ
ليعتلِي ملامحَ وجهها و تردف بنبرة
ملأها الحزن " سأفتقدكِ كثيرًا!"

" حبيبتِي.." اِسترسلت الأم قبل أن تأخذها
في عناقٍ مليئة بالدّفئ و تردف " سأشتاق
لكِ أكثر.." طبعتْ قبلةً على رأسها قبل
أن تبتعد عنها ، حينها اِبتعدت قليلا
قبل أن تناظِر اِبنها ، اِعتلت شفتاهَا
اِبتسامةُ اِعتزاز حينما لمحت فرق
الطّول بينها و بينه ، لم يعد
طفلها أبدًا ، الآن هو رجلها الذّي
تعتمدُ عليه ..

اِقترب من أمّه ليعانقها لتربتَ بدورها على
ظهره و تهمس " اِهتم بأختِك خلال مغِيبي،
سأبقى على اِتصال دائم أستعلمُ أحوالكمَا.."
قالت ليهمهم الآخر قبل أن تبتعد و تناوب نَظرَها
بين وحِيدَيْها كمَا تُطلقُ عليهمَا في قرارةِ
نفسها ..

" سيّدتِي علينَا الذّهاب الآن " اِسترسلت
مُساعدتها الشخصية ، هِيري ، بنبرةٍ
عمليةٍ و ذلكَ بعد أن ذاعَ صوتُ المُخْبِرَة في
المطار يعلنُ عن توجه المسافرين لرحلة
اليابان إلى الطائرة ..

أومئت السيّدة قبل أن توّدع أولادَها لآخر
مرة و تغادر برفقة مساعدتِها ذات الشّعر
القصير و التّي تجر معها حقائب السيدة
و كذا حقيبتها الشّخصية و حقيبة عمليةً
كانت تضعها فوق الحقيبة القابلة للجر ..

تاركتَان خلفهما جِي يون التّي كانت تعابيرها
عابسةً بِشدة ، و بالرّغم من أن ملامحها كانت
شبابيةٌ بدأ النّضج يمحي آثار الطّفولة من علىٰ
وجهها ، و لكنّها بدت طفوليةً في تلكَ اللحظة
بطريقةٍ تجعل النّاظر إليها يحسبُها
قطَةً عابسة ..


بقيَ الاِثنان في المطار إلى حين أن أقلعت
الطائرة التّي كان على متنِها والدتهما ، و بالرّغم
من الحزن الذّي تآكل على إثره قلبهَا إلى درجة
التمزق ، و لكنّها لم تظهر ذلك خاصةً و أنّها
معه الآن..

فكرة ذهاب والدتها وبقائها بمفردها صعبٌ جدًا
عليها خاصةً و أنّها قد اِعتادت منذُ صغرها البقاء
معها في كلّ مكان و زمان ، لرّبما تعلّقها بها
خاصةً حينمَا كانت طفلة كان أكبر
من تعلّق جيمين بوالدته ..

العائلة || The Familyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن