الفصل التاسع عشر 💙

3.4K 190 97
                                    

الفصل التاسع عشر 💙'
"لعنـة عاشـق".

صعد "إيان" للطابق العلوي من المشفى حيث يمكث والده، كان ظهره منحنيًا بضعفٍ وقد استطالت ذقنه وشعره في شكلٍ مُبعثر، السواد يحتل حول عيناه وكأنه أحد رجال الكهف !!

اتجه نحو والدته التي تجلس أمام غرفة زوجها ممسكة المصحف بيديها تقرأ بخشوغ بينما الدموع تندلي من عينيها بقلة حيلة، لا تضيع الوقت وهي تدعو بقلبها ربها أن يحفظ إبنتها وزوجها من كل شـرٍ وأن يستيطعوا إيجاد إبنتها قبل أن ينهار تماسكها الواهي وتأخذ غرفة بجانب غرفة زوجها !!

حيّا "إيان" والدته بإيماءة بسيطة من رأسِه، فـ اهتزت شفتيها بشبه إبتسامة لم تصل لعينيها، فـ وقف أمام تلك النافذة الزجاجية الكبيرة يراقب والده الموصول بأجهزة عديدة، نائمًا لا حول له ولا قوة.

ما زال "إيان" يرفض التصديق بأن والده الذي كان يعاقبه عندما يراه يحادث أي فتاة هو نفسه من ارتكب تلك الجريمـة الشنعاء التي ألقت بعائلتهم في الوحـل؛ التي تدفع أخته ثمنها عذابًا نفسيًا وبالتأكيد.. جسديًا !!
يرفض مقابلة "جـوري" أو "طارق" حتى أنه يمنع عمته وصديق والده "شريف" من زيارة أبيه، ماذا سيقول لهم؟! ما سبب إصابـة والده بنوبة قلبية ودخوله في غيبوبة لعينة؟ ما الذي سيقوله عن إختفاء أخته الغريب في مثل هذه الظروف العصيبة !!!

خرج من أفكاره على صوت صفير حاد يأتي من الجهاز الذي يوضح له نبضات قلب والده، راقب بأعين متسعة استقامة الخط الذي يدل على أن والده ما زال حيًا !!!!

ساد الهرج والمرج في الممر ودخل الطبيب المسئول عن حالته بمساعدة الممرضين.

راقب جسد والده الهزيل الذي ضعف بقوة ملحوظة هذه الأيام، يعلو لفوق ثم يعود ويهبط بحدة بفعل الصدمات الكهربائية التي تحاول إعادة نبضات قلبه المسلوبة !
تثاقلت أنفاسـه وشعر بالدنيا تضيق من حـوله حتى بات التنفس مهمة صعبة وتكاد تكون إنتحاريـة !!
التمعت بعض العبرات في عينيه بعجزٍ وقد شعر بأن الدنيا لم تعد كافيـة لأحزانـه وهمومـه !

تباطئت دقات قلبه برعبٍ، لا يستطيع تقبل فكرة أنه من الممكن أن يفقـد والده، الذي هو صديقه قبل أن يكون أباه !!

شهق فجأةً يأخـذ أنفاسـه بقوة عندما تجعدت استقامـة الخط المسئول عن حياة والده.
سمح لعبراته بالهبوط أخيرًا وهو يتمتم بالشُكر لله مُغمضًا عيناه بقوة تنافي الضعف الذي يشعر به في هذه الفترة تحديدًا.

ما إن استفاق من حالته حتى نظر حولـه بإنتباه يبحث عن والدتـه وقد تناسـى أمرها كُليًّا !
ولكنه لم يجدها، فـ دار حول نفسه كالمجنون يبحث عنها بخوفٍ وهو على وشك البكاء مرة أخرى.. ولأول مـرة يتمنى أن يكون فتاة حتى يستطيع البُكاء على راحته.

لعنة عاشق | ملك هشام شاهين «حبها السري ٢».حيث تعيش القصص. اكتشف الآن