غزوة بني قينقاع

11 1 0
                                    


كان اليهود عشائر يسكنون المدينة، وكان عندهم سوق يذهب لهم المسلمون ليشتروا منه، وذات يوم ذهبت إحدى نساء المسلمين لتشتري، فقام أحد اليهود بربط طرف ثوبها من أسفل بالطرف العلوي، حتى إذا قامت المرأة انكشفت عورتها،  ولم تشعر المرأة بما حدث وبمجرد أن قامت وانشكفت صرخت، وكان أحد المسلمين موجودا فلم يتحمل أن يمس شرف المسلمين فانقض على اليهودي وصرعه قتيلا، فتجمع اليهود على المسلم وقتلوه
وبمجرد أن سمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بما حدث ارسل الى اليهود يطالبهم بتسليم القاتل، ولكنهم رفضوا وتعاون "بنو قينقاع" مع اليهود، فأمر الرسول بإعداد جيش وحاصر "بني قينقاع"، ولكن "بني قينقاع" تحصنوا داخل حصنهم الذي يحتوي على أرضهم وأموالهم ومجتمعهم الخاص، وما عندهم يكفيهم لمدة سنة دون احتياج لشئ بالخارج، فأرسل الرسول إليهم:
  - أنا لا أريد منكم شيء إلا أن تسلموني هؤلاء القتلة
فردوا عليه:
  - يا محمد اتحسبنا قريش، نحن اهل الحرب فإن قاتلتنا قاتلناك
فنزلت هذه الأيات "قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۖ فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ۚ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ (13)"
فبدأ الحصار وحاصرهم الرسول داخل ديار بني قينقاع، وإنقذف الرعب في قلوب اليهود، واستمر الحصار لمدة خمسة عشرة يوما، حاول خلالها اليهود أخذ الأمان من الرسول ولكنه رفض وعزم أمره على القتال، ثم أخبرهم أن يستسلموا لحكمه ويحكم فيهم بما يشاء، فوفقوا من شدة رعبهم وخوفهم، فأسرهم الرسول جميعا، وكان عددهم سبعمائة رجل، فأخبر الرسول عدد قليل من الصحابة بأنى ينتوي قتلهم جميعاً
عندها علم "عبدالله بن أبي بن سلول" بأنه سيقتلهم، وقد كان هناك حلف بينه وبينهم، فذهب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال:
  - يا رسول الله احسن إلى موليَّ
فالتفت الرسول عنه ولم يكلمه، فقام وجلس أمامه ثم قال
  - يا رسول الله أحسن إلى موليَّ
فتركه الرسول الى جهة اخرى، ومازال يرتدي درع الحرب، فقام "عبدالله بن أبي بن سلول" وجلس أمامه مرة أخرى، وادخل يده إلى درع النبي وشده، ثم قال:
  - يا رسول الله أحسن إلى موليَّ، أربعمائة حاصر وثلاثمائة دارع تحصدهم في قضاة، من يبقى لي، من يحميني، اني رجل أخشى الدوائر، اني رجل أخشى الأحمر والأصفر
فقال له الرسول:
  - ارسلني
  - والله ما اتركك، احسن إلى موليَّ
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-
  - هم لك
فترك الأمر فيهم إلى "عبدالله بن أبي بن سلول" فأمر بإطلاقهم، فأُطلقوا وانتهت غزوة بني قينقاع بهذه النتائج الغريبه، فخاف بني قينقاع وتمكن الرعب من قلوبهم فهاجر أكثرهم إلى المدينة، والباقي ذهبوا إلى خيبر؛ حيث يبدأ التجمع اليهود بحصن خيبر !.

غزوات الرسولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن