الفصل الرابع

84 15 56
                                    

أرجعتُ ظهري لإجلس منتظرًا انتهاءهما إلا أن صوتًا سمعناها جعلنا نقف بفزع،
جملة بصوت كلًا منا..

* اخترتم كشف المجهول *
* ستكونون ضحاياه *
* اليوم ستجدون الإجابة, مرحبًا بكم ضيوفنا*

شعرت بالدماء تُسحب من وجهي وتغادر جسدي، اكتست ملامحنا برعب لا نعرف ماهيته ولا نستطيع استيعابه!
التصقنا والخوف يعترينا مستفردًا بنا والذعر يستضيف أجسادنا المرتجفة.

الصوت الذي ملأ جوف النفق بكلمات مُبهمة هو أصواتنا! كيف ولماذا ومن يفعل ذلك؟
التساؤل الأخير جوابه معروف، لكن يصعُب تصديقه وتحمل حقيقته، لذا يُعامل كمجهول.
ذلك الشك الذي راودني للحظة عن أن ما قرأناه ربما لا يكون موّجهًا لنا زال الآن.

هز رائد كتفيّ أيهم بقوة:
«ألم تقل أنك لا تخافهم وتخاف ما ترى فقط؟ قل لي، أليست تلك أصواتنا؟ ذلك يعني أنهم هم..»
لم يستطِع الإكمال وأصبح يناظر حوله باستنفار وذعر لا يقل عنّا.

*أتظنون أن الظلام وحده يُخيف؟ تحت تلك الصخرة ستجدون مفتاح*
لم يكُن الصوت هذه المرة لأحد منا، بل صوت غريب وجهير، صداه جعلنا نشعر وكأنه يصدر من كل جزء حولنا.

احتمى رائد خلف أخيه معتصرًا إياه وكأنهُ بهذا يُخفف خوفه الذي لا يستطيع الهروب منه!

أنفاسُنا اللاهثة وحدها تخاطب هدوء المكان.
وجّهتُ ضوء المصباح ويدي تكاد تُسقِطه لشدة ارتعاشِها باحثًا عن صخرة، رأيت واحدة فقط ولكنها كبيرة جدًا ومن المستحيل ألّا نُلاحِظها إن كانت موجودة من الأساس! خطوت لأتقدم نحوها إلّا أنهما أمسكاني مانعين إياي من الحركة.

هز أيهم رأسه ناهيًا: «لا.. لا أريد معرفة ما تخفيه»
صمَتُّ للحظات أفكر بما قال.. أنا أيضًا خائف مما سنجِدُه، ولكن ما الذي علينا فعله إن تجاهلنـ..

صوت تدحرج الحجر شل تفكيري،
تراجعنا للخلف ونبرات فَزع تفِرُّ من صدورنا.

حركتها أصبحت أسرع رغم حجمها الذي يحتل نصف اتِساع النفق! اصدمت بالجدار بعد أن ابتعدنا عن طريقها،
هل التمست رغبتنا بعدم الاقتراب منها لتفعل هي ذلك؟!

سَكَنت أنفاسُنا تترقب قرار منا حتى تتحرر بعدها بانفجار شهيق وزفير، مجرد خيط هواء متسلل كالصفير يمنحنا القليل من الوعي لاتخاذ الخطوة التالية.
ماذا نفعل؟

طلقةُ إدراكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن