سَنَدى"مكتملة."

24.مفاجأة مُميتة

بعد أن كانوا جميعهم سوياً يعيشون حياة هادئة سعيدة برغم بعض المشاكل البسيطة ولكنهم في النهاية كانوا فرحين، ولكن انقلب الأمر عليهم وأصبحت حياتهم شبه مدمرة فالسعادة لا تدوم طويلاً،،
كانوا يجلسون في المستشفى ذلك المكان الذي يبغضه المرضى ولا يشعر به الأصحاء إلا عندما يقفدون التاج الذي يزين حياتهم،
كان الجميع مُدمراً بالمعنى الحرفي فهم لا يقدرون على فعل أي شيء سوى الجلوس أو.. الدعاء
بينما هو كان يجوب الأرض ذهاباً وإياباً أمام غرفة العناية المركزة وعقله مشتت بالكامل لا يدري ماذا سيفعل فأبنة عمه أو بالأصح شقيقته الصغيرة ملك بداخل غرفة العمليات بعدما أصابتها رصاصة بجانب قلبها مباشرةً وياسين ذلك الصبي المرح الذي لطالما كان يمرح مع هذا وذاك فاقداً للوعي في تلك الغرفة لمدة لا يعلمها سوى الله وكأنه يرفض الحياة بدونها، وريم التي لا يعلم أحد أين هي ولا اين اختفت ولا ما مصيرها حتى والطفلان المشاغبان أيضاً لم يسلما من تلك الحادثة والجميع لم يسلم أيضاً فهناك العديد من الجروح والكدمات في كل واحدٍ منهم
توقف عن السير عندما وجد عمر يخرج من غرفة العمليات فوقف ينظر له بترقب بينما نور انطلقت له وهي تبكي/طمني عليهم ياعمر
خلع القفازات التي بيده وتنهد بحزن/ملك الرصاصة كانت في منطقة جنب القلب ولو كنا اتأخرنا شوية كمان مكناش هنعرف نلحقها دا غير أن القلب وقف مرة واحدة وقدرنا ننقذها بصعوبة ادعو أن ال24 ساعة يعدوا على خير وقلبها ميقفش تاني لأن الدقات ضعيفة جدا وتقوم بالسلامة، وياسين نزف كتير جدا وممكن يحتاج نقل دم والمصيبة ان فصيلة دمه O ودي فصيلة نادرة جداً والكل المؤشرات الحيوية اللي في جسمه كويسة لكن هو اللي رافض يرجع تاني وياعالم هيصحي أمته، واياد اخد ٦ غرز في دماغه وزياد ايده اتجبست
أنهى عمر كلامه وهو ينظر لهم باسف شديد وسرعان ما فتح عينيه بذعر وامتدت يده تلتقط زوجته التي سقطت فاقدة للوعي/نوووور
حملها بسرعة وركض إلى إحدى الغرفة يضعها بها وامسك يدها يفركهما معاً بخوف وسرعان مادخل الطبيب فأنسحب هو للخارج وهو يسحب خصلات شعره بغضب شديد فزوجته وأولاده بخطر بينما عند الباقي داخل الجميع في نوبة بكاء للمرة التي لا يعلمون عددها من تلك الحالة التي وصلت إليها العائلة فقد كانوا منذ عدة ساعات فقط يضحكون ولكن الآن يبكون.. وبشدة!!
نظر أحمد لكرم بعيون حمراء/قوم دور على ريم يا كرم، هاتلي ريم،،انا ضيعت أمانة رأفت اخويا مقدرتش احمي عياله الأتنين
نظر كرم أمامه واسودت عينيه من الغضب وهتف بغضب جحيمي/وحيات ابويا رأفت اللي اتربيت على ايده لرجع حقهم كلهم وحقكوا انتوا كمان وهخلي رمزي يتمنى الموت وميطلهوش، ما انا مدخلتش شرطة من فراغ بس خلاص جه الوقت عشان نلعب في القديم ونغير الجديد
تهدجت أنفاسه مرة أخرى يقاوم وبشدة لكي يقدر على التنفس ولكنه لا يستطيع هناك شيئاً قوياً يمنعه وهو يقاوم حتى احمر وجهه بالكامل وبرزت عروق رقبته التي لو استطاعت لصرخت من كثرة الضغط عليها، لم يلاحظه احد فكل منهم في عالم آخر وهو حتى لا يسعفه صوته لكي يستطيع طلب الإغاثة منهم ولحسن حظه لاحظه مراد الذي انتفض من مكانه وركض ناحيته وهو يصرخ/كرم مالك
امسك رقبته بتعب شديد وهو يحاول نزع ذلك القميص ليحصل على بعض الهواء ولكن بلا فائدة فسقط أرضاً ومراد الذي لا يدري ماذا يفعل فعقله لا يعمل الآن فقد ذهب كل ماتعلمه في لمح البصر بمجرد رؤية شقيقه الكبير يتألم بشدة، نعم شقيقه الكبير فكرم ليس ابن عمه فقط وإنما شقيقه الكبير الذي إذا احتاج اي شيئ يجده بجانبه فوراً يقدم لك يد العون،
لم يتمكن من إسعافه فصرخ في آسر _الذي يقف يغمض عينيه وهو يستند علي الحائط_/آسررر الحق كررم يا آسر
فتح الجميع عينيه بسرعة بينما ركض آسر ناحيتهم وقام مالك من مكانه وأسرع في إحضار الطبيب فساعد الأثنان كرم لكي يقف وبمجرد ما وقف احس بدوار شديد وكاد يسقط فأسنداه ثم نقلاه إلى الغرفة بسرعة فجاء الطبيب وسارع في إسعافه فخرج الأثنان وبمجرد ما خرجا وجدا عمر يركض ناحيتهم ثم دخل إلى الغرفة بسرعة وأغلق الباب فوقف مراد يسحب خصلات شعره بعنف وآسر يستند على الحائط من جديد والجميع في حالة يرثى لها حتى وجدا علا وفريدة ومني يركضوا ناحيتهم بعد أن ذهب حازم لإحضارهم فصرخت علا ببكاء/بنتي فين يا علااء
لم يجب علاء وإنما كوب وجهه بين يديه فذهبت تجاه مالك بسرعة وهي تصرخ بهستيرسة/بنتي فين يا مالك قولي هي فين بالله عليك ريح قلبي يابني
سقطت دموعه فهو يحاول التحمل حتى لايبكي فملك ليست مجرد ابنة عمه له، وإنما شقيقته المقربة حتى وإن كان يكبرها بعام ولكن بالنهاية هي شقيقته وصديقته الذي لايتردد في إخبارها اي شيء فأردف ببكاء/اهدي ياعمتي ملك هتكون كويسة والله
نفت برأسها وهي تبكي/لا قلبي بيقولي انها مش كويسة
صمتت فجأة ثم اردفت بذعر/ونور، نور فين!!
أشار لها آسر على إحدى الغرفة فأنطلقت لها بينما مالك وقف ينظر تجاه غرفة ملك بشرود ولكن فجأة وجد الأطباء يركضون تجاه الغرفة ففزع الجميع فركض مالك تجاه زجاج الغرفة بذعر فوجد جهاز ضربات القلب قد أظهر ذلك الخط المستقيم كعلامة لتوقف قلبها فتصنم مكانه لا يتحرك يتابعها بعينيه والطبيب يحضر جهاز الصدمات وكلما انتفض جسدها ينتفض قلبه معها ولكن لا فائدة فصرخ بكل صوته/ملللك لاااااااا
انتفض الجميع من مكانه وقاموا تجاه الغرفة بينما تمسكه آسر بسرعة بينما هو يصرخ بهستيرية/يا آسرر اختييييي يااااا آسررررر سيبنيييي اشووف اختتتي
ظل آسر يحاول تهدأته والجميع في حالة يرثى لها وهم يرون شقيقتهم ساكنة حتى عادت دقات قلبها تنبض بضعف فصرخ الجميع واسرعت يارا وأسماء في احتضان بعضهما وهما تصرخان ومنهم من تهاوي على المقعد براحة بينما مالك هدأ شيئاً فشئ فأسنده آسر حتى جلس مقعد وذهب بعيداً ثم عاد مرة أخرى يحمل في يده زجاجة مياه وأعطاها لمالك/خدي اشرب واهدي كدا
شرب مالك القليل وسرعان ما شعر بثقل جسده وأغلق عينيه فذعرت يارا التي كانت تجلس بجانبه فأردف آسر/متقلقيش دا من تأثير المنوم اللي في الماية عشان لو فضل صاحي كدا ممكن يجيله صدمة عصبية
اومأت يارا وامسكت رأسه تضعها على كتفها فذهب آسر ليقف مرة أخرى فخرج عمر من غرفة كرم يلتقط أنفاسه فأردف مراد بقلق/كرم ماله ياعمر
تنهد عمر بتعب/ضيق تنفس شديد واغمي عليه وركبناله جهاز تنفس
فريدة بحزن/طب مينفعش اشوفه ياعمر
عمر/للأسف لا ياعمتي لأنه محتاج راحة شديدة عشان ضغط على أعصابه جامد
مني/طب ونور مالها ياعمر
عمر/مش عارف انا جيت جري على كرم قبل ما اشوف حالتها بس فيه دكتورة دخلت لها
وجد تلك الطبيبة تأتي ناحيته بوجه مبتسم فعقد حاجبيه بأستغراب فوجدها تهتف ببسمة/مبروك يا دكتور عمر
عقد حاجبيه بأستغراب ليهتف/مبروك على ايه؟؟؟
الطبيبة/مرات حضرتك حامل واغمي عليها من الإرهاق لأن جسمها ضعيف مبيستحملش فخلي بالك منها كويس
تصنم عمر مكانه يفتح عينيه من الصدمة وشلت أطرافه جميعها يمر أمامه شريط ذكريات من ست سنوات فقط قبل أن يأتي طفليه وسرعان ما نفى برأسه/لا لا انتي غلطانة
امسك أحمد يده ليجلس بحانبه/اهدي ياعمر
نظر عمر تجاهه وأردف بتوهان/بتقولك نور حامل ياعمي
ربت أحمد علي كتفيه وأردف/أن شاء الله هتبقى كويسة يابني متقلقش
نفى برأسه عدة مرات وأردف بذعر/لا ياعمي انا مش مستعد اخسرها ياعمي مش عايز أطفال كفاية عليا زياد واياد بس مش عايز اخسرها، كانت هتروح مني مرة مش هخليها تروح مني تاني لا ياعمي لاااا خليهم ينزلوا البيبي نور هتروح مني ياعمي جسمها مبيستحملش اي حاجه
أحمد/حرام متقولش كدا ياعمر أن شاء الله هتبقى كويسة ومش هنخليها تتحرك لحد ما تولد بس انت متقولش كدا
قامت ميرنا من مكانه وهتفت بهدوء/انا هروح اقعد مع زياد واياد عشان محدش قاعد معاهم
ذهبت ناحية غرفتهم فتحت الباب ودخلت فوجدت اياد يبكي وزياد يحتضنه وهو يربت على رأسه بحنان فذهبت ميرنا تجاههم بسرعة/مالك يا اياد
رفع نظره لها وسرعان ما قفز عليها يحضتنها وهو يبكي/خليكي معانا هنا
جلست ميرنا بجانب زياد ولفت يدها حول الأثنان وأردفت بحنان/انتوا مش صغيرين عشان تعيطوا انتوا أبطال شوفوا اللي حصلكم دا عشان كنتوا بتدافعوا عن ريم، ناموا استريحوا شوية وانا قاعدة جنبكم مش ماشية اهه
هز اياد رأسه فمسحت ميرنا دموعه وجعلته يضع رأسه على قدمها وسرعان ما غط في نوم عميق فنظرت تجاه زياد الذي يكبح دموعه بصعوبة بأردفت/عيط يازياد
نفى برأسه وهو يهتف/لا الرجالة مبتعيطش
ميرنا/لا مين قالك الرجالة بتعيط، العياط مش وحش بالعكس دا بيريح جدا، العياط مش ضعف العياط راحة بس دا مش معناه انك تعيط عمال على بطال ماشي يا حبيبي؟
اومأ برأسه فأكملت ميرنا ببسمة/يلا عيط عشان تستريح
. في اليوم التالي صباحاً على إحدى الشواطئ كانت تقف تنظر له وعلى وجهها ابتسامة كبيرة ، بينما هو كان يسبح في الماء ويضحك بشدة وتلقائياً كانت تضحك حتى هتف هو/يابت تعالى انزلي معايا شوية مفيش ناس
نفت برأسها وهي تضحك/لا خليك انت ياحبيبي يمكن سمكة قرش تطلع تاكلك واستريح
نظر لها كريم بأستغراب وردد كلمتها/تستريحي
اومأت برأسها وهي تضحك/في عندك حته جاكيت هموت عليه فلو سمكة القرش اكلتك هاخده
خرج كريم من الماء وذهب إليها وهو يضيق عينيه فتراجعت هي للوراء وهي تهتف بدرامية/لا بص ابعد كدا انا متربيه وبنت ناس ااه
نظر لها بتشنج/انا اخوكي يابنت الهبلة
انتفض عندما وجدها تصرخ فجأة وهي تشير في مكان ما/اي دا مالك
أشارت تجاه الماء اردفت بصوت مرتجف/كريم الحق في بنت بتغرق
نظر كريم تخلع المياه بسرعة فرأي فتاة تغرق على عمق متوسط من البحر فركض بسرعة وقفز في الماء وكان يسبح بسرعة كبيرة جدا حتى يستطيع اللحاق بها قبل أن تغرق حتى وصل إليها فمد يده يحاول إمساكها واخيرا استطاع فسحبها تجاهه بسرعة وحملها وكاد يعيد ما فعله ليخرج فوجد شقيقته تصرخ وهي تشير خلفه فأستدار بسرعة ليجد موجة كبيرة بطريقة مرعبة تأتي ناحيته ولم يستطع الخروج فقد وصلت له وعم الصمت المكان إلا من صراخها/كريييييييييييييم لااااااااااااا
لحسن حظه الشديد عندما أتت الموجة لم تسحبه للأعماق وإنما دفعته لخارج المياه وهو مالزال يحمل تلك الفتاة التي انقذها فركضت كارما له بسرعة بينما هو ظل يسعل ليخرج تلك المياه في جوفه فأنحنت كارما تجاه الفتاة التي لم يتبين لها أي ملامح بسبب تلك الكدمات التي تملأ وجهها فهتفت كارما بقلق/كريم البنت تنفسها مضطرب خالص لازم نلحقها بسرعه قبل ما تموت
حملها كريم بسرعة وانطلق إلى المستشفى ومعه كارما حتى وصلا لتلك المستشفى الموجودة بجانب منزلهم ودخلت الفتاة إلى غرفة العمليات بسرعة بينما هو نظر تجاه شقيقته وهتف بسرعة/هروح اغير في البيت عشان هدومي مبلولة بسرعة وهاجي
اومأت وجلست على المقعد فذهب كريم وعاد بعد ما يقرب النصف ساعة فوجدها مازالت تجلس فأردف بترقب/هو الدكتور لسه مطلعش؟
نفت برأسها وهي تهتف بقلق/لا انت مشوفتش كانت عامله ازاي دا وشها بايظ خالص
خرج الطبيب في تلك اللحظة فسارع كريم تجاهه/مالها يا دكتور؟؟؟
الطبيب/حضرتك جوزها؟؟
نفى برأسها وأردف/لا انا لقيتها بتغرق انقذتها وجبتها هنا
اومأ الطبيب ثم هتف بجدية/هي بقالها فترة في الماية ولو كانت اتأخرت شوية كمان كان زمانها ماتت دا غير أنها متعرضة لعنف شديد ودا باين جدا في وشها وهتفضل في العناية المركزه لما نشوف هيحصل ايه وتقدر حضرتك تعمل بلاغ عشان أهلها ييجوا يشوفوها
كريم/تمام يا دكتور شكرا
كارما/هو ينفع ادخل لها؟
الطبيب/حالياً لا لأنها محتاجة راحة شديدة وغلط عليها لو حد دخلها
كريم/تمام وانا هحاول اعرف لو فيه اي بلاغات يمكن نقدر نوصل لأهلها شكراً لحضرتك
الطبيب/العفو دا شغلي، ممكن حضرتك تتفضل معايا عشان تمضي على شوية ورق
.
كانت اسماء تنام على كتف مراد من شده التعب فما مر عليهم ليس بقليل وبجانبهم يارا تستند على حازم وتنظر أمامها بشرود ومالك الذي يجلس يرفع رأسه للأعلى وهو ينظر لسقف الغرفة وآسر يقف يستند على الحائط بتعب فهو لم يتركهم ولو لدقيقة واحدة وميرنا في غرفة زياد واياد تحرص على ألا يخرجا لكي لا يخافا وأحمد يجلس في مكانه لم يتحرك وعلا وعلاء من تبقوا أيضاً يجلسون في غرفة نور بينما مني ومحمد وفريدة في المنزل بعد أن أصر أحمد بأن يذهبوا حتى يرتاحوا قليلاً بينما كرم مالزال تحت جهاز التنفس ينام أثر المنوم الموضوع له فقام حازم من مكانه ونظر تجاه الجميع وهتف/قوموا تعالوا أروحكم تغيروا لبسكوا وتاكلوا حاجه وتستريحوا شويه وابقوا تعالوا تاني بعدين
نفى مالك برأسه وأردف بإصرار/انا مش همشي واسيب اختي واخويا في العنايه المركزه واختي التالته مش لاقيينها
حازم/تمام خليك انت هنا لحد ما اوصلهم واجي يلا ياعمي يلا ياعيال
أحمد/لا روحوا انتوا مش همشي، كفاية ريم اللي سايبنها من امبارح مش عارفين هي فين
مراد/لا يابابا لازم تستريح شوية متجهدش نفسك ومتقلقش احنا قاعدين هنا اهه وكرم اول ما يقوم هيقلب الدنيا عليها متقلقش والله دا اختبار من ربنا وان شاء الله خير
تنهد أحمد بتعب فنظر حازم تجاه آسر/وانت كمان يا آسر روح استريح انت مروحتش من امبارح
آسر/لا هقعد مع مالك ومراد هنا عشان لو احتاجوا حاجه انت بس روح الباقي يستريحوا
ابتسم حازم بأمتنان فهو قد نجح في اختيار صديقه فذهب تجاه غرفة زياد واياد ودخل فوجد ميرنا تجلس تلعب معهم فأبتسم وهتف/يلا يا ميرنا هاتي زياد واياد هنروح البيت تستريحوا شوية
اومأت ميرنا وامسكت يد الطفلان وخرجا فأردف زياد/ماما فين مش هروح من غيرها
انحنت ميرنا تجاهه وأردفت بحنان/ماما هتيجي ورانا متقلقش
نظر لها بشك فاومأت له وامسكت يده وخرجا وراء حازم ثم خرج الجميع للخارج حتى يوصلهم حازم إلى المنزل وتبقى فقط مالك ومراد وآسر فجلسا الثلاثة فترة من الوقت حتى خرج عمر بسرعة من غرفة ياسين وهو يهتف/عايزين نقل دم بسرعة لياسين
انتفض مراد من مكانه فأكمل عمر/فصيلته O+ وامبارح نقلنا له كل الموجود وحاليا مفيش
نظر مراد لمالك بسرعة وهتف/مالك اتصل على حازم شوف لو حد من العيلة فصيلته O+
قام مالك من مكانه وامسك هاتفه ليطلب حازم وذهب في نهاية الممر وكانت كارما وكريم يجلسان على المقعد قي نفس المكان فأردفت كارما بأستغراب/كريم هو مش انت في الشرطة حاول تعرف مكان أهل البنت؟؟
كريم/بحاول يا كارما بس صعب لأن مفيش اي بلاغات
تنهدت كارما بتعب/يبقى نستناها لما تفوق بقي
أخيراً أجاب حازم فهتف مالك بسرعة/ هو مفيش حد فصيلة دمه O+ زي ياسين؟؟؟ بسرعة يا حازم الله يسترك
نظرت كارما لكريم فأومأ لها فأعادت نظرها لمالك وقامت من مكانها وذهبت تجاهه/آسفه على التدخل بس سمعت حضرتك بتقول عايز فصيلة دم O+ انا فصيلتي زيه ممكن تاخدوا مني
عمر/بجد طب تعالى بسرعة في الاوضه دي هياخدوا منك الدم
اومأت كارما وذهبت وراء عمر فنظر مالك لكريم بأمتنان فأبتسم له ونظر على كارما فوجدها دخلت الغرفة فأعاد نظره أمامه مرة أخرى فوجد شيء يلمع على الأرض فعقد حاجبيه بأستغراب ثم قام من مكانه وذهب تجاهها وانحنى ليجد ساعة يد ذات شكل مميز فسارع في إمساكها وهو يتفقدها بدقات عنيفة ورفع كُم قميصه ابيض من على يده اليمني فظهرت ساعة تحمل نفس الشكل المميز فنظر أمامه بصدمة وخرجت الحروف من فمه بصعوبة/كرم!!!!
في نفس ذات الوقت استيقظ من نومه بعدما ذهب تأثير المنوم ونزع جهاز التنفس بعنف ثم قام ونزع كل تلك الأسلاك المتصلة فلاحظه الممرض الواقف فهتف بسرعة/حضرتك مينفعش تقوم انت لسه تعبان
لم يعره اي انتباه وإنما خرج ليجد آسر ومالك ومراد يقفون فصاح بغضب/ايه اللي حصل
كاد مالك أن يجيبه ولكن قاطعهم صوت ذلك الشجار بجانبهم فأستدار كرم ليرى ما يحدث فوجد شابان يتعاركان واحدهما يمسك الاخر من قميصه ويسدد له اللكمات فذهب كرم لديهم بسرعة وكريم أيضاً قام من مكانه يذهب تجاههم، حاول الأثنان فض الشباك فلم يستطيعا بينما انتشر صوت الشجار في المستشفى، فأمسك كريم أحدهم وكذالك فعل كرم مع الآخر فصرخ الشاب الذي يمسكه كريم/ياجدع وسع كدا
نظر كرم تجاهه ببرود/دي مستشفى مش حديقة حيوان عشان تتعاركوا بالهمجية دي
الشاب بوقاحة/وانت مالك يا جدع بتتدخل في اللي ملاكش فيه ليه، وسع انت وهو من طريقي كدا
_الرائد كرم محمد العامري
_الرائد كريم رأفت العامري
صدرت الجملتان في آن واحد بعد أن اخرجا ذلك الكارت الخاص بالشرطة، تصنم كرم مكانه وبردت أطرافه بينما فتح كريم عينيه من الصدمة وأستدار بسرعة ينظر له بينما كرم ظل يقف مكانه لا يتحرك فقط ينظر أمامه بملامح خالية فهل هذا صحيح ما سمع أم أنه يتوهم
اخذ نفساً عميقاً ثم بدأ في تحريك عينيه ببطء حتى وقع نظره على ذلك الواقف ينظر له يحاول كبت دموعه، هذا الشكل يعلمه جيداً لم يتغير، هذا يعني أنه لا يحلم ولا يتوهم وأن ما سمعه كان صحيح!! هل قاموا بصنع جهاز لإحياء الموتى!؟؟
عاد للخلف وهو يهتف بذعر/لا لا لا لا لا لا لا انا بتخيل بس مش اكتر
اندفع كريم تجاهه يحتضنه وقد بدأت دموعه بالهبوط فذعر كرم أكثر فهو لا يحلم فهمس بصوت ضعيف/كريم انت موجود فعلاً؟؟
تركه كريم ونظر له وهو يمسح دموعه بظهر يده/ايوه موجود وزي ما انت شايف انا عايش يا كرم
كانت تقف تراقبهم من بعيد وهي تبكي بشدة فعندما انتهت خرجت لتذهب لشقيقها فوجدته يحتضن ذلك المجهول بالنسبه لها والذي سرعان ما علمت هويته وهبطت دموعها بصمت ثم ركضت تجاهه واندفعت ناحية كرم تحتضنه هي الأخرى وهو يقف لا يستوعب ما يحدث من الأساس وأنهما يقفان أمامه!!
تركته وهي تنظر له ببسمة فأردف هو بنبرة متشتتة ضعيفة/بس.. بس ازاي!!
قاطعهم مالك بتعجب/ايه دا كرم انت تعرفهم!!؟
نظر كريم له وأردف ببسمة/مالك
تذكر شيء فنظر تجاه كرم بسرعة وأردف بذعر/انتوا هنا في المستشفى ليه مين تعبان؟؟؟
تنهد كرم وأردف بألم شديد/ملك في العناية المركزة وياسين في غيبوبة
كريم بصدمة/ياسين اخويا!!؟
هز رأسه بندم لا يدري كيف يخبره الجملة القادمة، هل يخبرهم انه أضاع شقيقتهم الوحيدة؟
اخذ نفساً عميقا يهدأ به نفسه ثم اردف بهدوء/دخل في الغيبوبة بعد ما ريم اتخطفت
كارما/اتخطفت!!!!
كرم/ايوه كنا في البحر و..
نظر كريم وكارما لبعضهما بسرعة وسرعان ما كان الأثنان يركضان بأقصى سرعة لهم إلى الغرفة، وصلت كارما أولاً فدفعت الباب بعنف فوجدت ريم قد افاقت وتحاول القيام من على الفراش فركضت إليها واسرعت في احتضانها َهي تبكي بشدة بينما ريم فتحت عينيها بصدمة فمن تلك الفتاة التي تحتضنها فهتفت كارما/رييييم انا كارما يا ريم كارما اختتكك
نظرت ريم امامها بملامح خاوية ثم سرعان ما دفعت كارما بعنف وهي تهتف بحدة/انتي عبيطة يابت؟؟ كارما مين واختك مين، شايفاني عيلة صغيرة سهل ينضحك عليها بكلمتين!! منكرش انك شبهي في الشكل لكن روحي دوري على حد تاني تلعبي معاه أو ممكن تبقى تيجي لما يخترعوا آلة ترجع الأموات للحياة تاني
لم تبالي كارما بكلامها ولا بتلك النبرة التي تحمل السخرية الشديدة وإنما رفعت يدها للخلف تحاول خلع تلك القلادة حول رقبتها وقد نجحت أخيراً فأمسكتها ورفعتها أمام ريم كانت القلادة عبارة عن مفتاح فضي اللون عليه بعض النقوش الصغيرة وما إن رأته ريم حتى توسعت عينها من الصدمة فلم تعيرها كارما اي انتباه وإنما أمسكت قلادة ريم التي ترتديها وتظهر تحت حجابها، كانت القلادة على شكل قلب به مكان لمفتاح صغير فأمسكت كارما المفتاح ووضعته في القلادة ففُتحت لتظهر صورة لعائلة صغيرة تتكون من ستة أفراد وكانت كالتالي"رجل يقف أو بالأصح شاب فهو صغير السن ويلُف يده حول كتف فتاة بشوشة الوجه والاثنان مبتسمان بينما في الأسفل يوجد فتاة صغيرة تملك من العمر ما يقرب الست سنوات تحمل بيدها طفلة رضيعة وبجانبهم يقف صبي آخر بنفس عمر الفتاة الأولى ويُمسك بيده طفل صغير يكاد يكون ثلاث سنوات"
نظرت لها لا تصدق ما حدث وان شقيقتها مازالت موجودة بعد كل تلك السنين، دخل كريم بسرعة وخلفه كرم الذي صُدم من وجود ريم وأيضاً مالك ومراد الذين كانت صدمتهم أكبر واكبر وآسر الذي لا يفهم شئ مما يحدث،
تهاوت ريم على الأرض تجلس عليها بضعف وأردفت بصوت ضعيف/اخوااتي عايشين!
اقتربت منها كارما وجلست بجانبهم أرضاً وبدون مقدمات جذبتها لأحضانها وهي تبكي والتي كانت بمثابة إشارة خضراء لريم التي تمسكت بها أكثر وبدأت بالبكاء/من وانا 10 سنين يا كارما من وأنا 10 سنين مرة واحدة قالولي انكوا مش موجودين كنت لسه صغيره مش فاهمه كويس يعني ايه، عشنا مع عمي انا وياسين من غير أم ولا أب ولا اخوات، اعمامي التلاته منكرش انهم كانوا دايما بيتهموا بينا اكتر من عيالهم نفسهم وعمرهم ما خلونا نحس بغيابكم لكن عمري ما نسيتكم كبرت انا وياسين ورجعنا بيتنا تاني في القاهره كنتوا كل يوم بتوحشونا عن اليوم اللي قبله
كارما ببكاء/اهدي يا ريم احنا خلاص جنبك اهه خلاص رجعنا تاني
ذهب كريم تجاههم وانحنى ليجلس وسطهما وضمهما أكثر وهو يربت على رأس الأثنان بينما وقف كرم يرمقهم ببسمة فقد عادت عائلته مجدداً، انتهى الكابوس الذي يراوده كل يوم،
انتفضت ريم بعد أن تذكرت عدم وجود ياسين فأردفت بذعر/ياسين ياسين فين؟!!
كرم/متقلقيش هو كويس، بس دخل في غيبوبة
كارما بصدمة/هو اللي اتبرعتله بالدم ياسين اخويا؟؟
ضحك كرم بخفوت/ايوه هو تخيلي
ريم بقلق/ايه!! هو ماله؟؟
كرم/بعد ما اتخطفتي علطول ياسين اغمي عليه ومن ساعتها مفاقش احنا كنا فقدنا الأمل اننا نلاقيكي، انا آسف يا ريم
ابتسمت ريم له فأكمل هو بتعجب/صحيح انتي ايه جابك المستشفى؟؟
ريم/مش عارفاه بس كل اللي اعرفه انه نط بيا كان فيه مركب اخدنا وانا حاولت اهرب لحد ما عرفت وساعتها محستش بنفسي غير وانا بقوم في المستشفى هنا
ضحك كريم وأردف ببسمة/كنت انا وكارما في البحر، كارما شافتك وانتي بتغرقي فأنقذتك وجيبناكي هنا علطول، مكنتش متوقع ان البنت اللي انقذتها تطلع اختي
كارما/ولا انا كنت أتوقع أن اللي اتبرعله بالدم يطلع نفسه اخويا!!
نظر لهم كرم وضحك/يعني هو حد يتوقع انكوا تطلعوا عايشين بعد الوقت دا كله ونلاقيكم في الاخر في المستشفى وكمان يطلع أوضه ريم جنب أوضه ياسين بالظبط!!
قامت ريم من مكانها وسألت كرم/هي اوضة ياسين فين؟؟؟
أشار لها كرم على غرفته فذهبت تجاهها وفتحت الباب ببطء ودخلت وخلفها كارما وكريم فدخلت لتجده نائماً على الفراش والعديد من المحاليل معلقة له فذهبت تجاهه أمسكت يده وهي تبتسم بأتساع/قوم بقى يا ياسين انا كويسة اهه وكمان تخيل كارما وكريم هنا شوفت المفاجأة المُميتة
ذات معدل ضربات قلبه فضحكت ريم وأردفت ببسمة/مستنياك يا ياسين
.
أطول فصل كتبته وتعبت فيه جداً جداً عشان احاول أبين كل المشاعر الموجودة بطريقة صحيحة مستنية رأيكم🤍
وايه رأيكم في المفاجأة دي عوضتكم اهه😂🤍

.
اقتباسات من الفصل الجاي🤍
.
"كالعادة كل يوم نفس الكابوس صح؟"
.
"الجرين سووب وصلت يا حااارههه"
.
"دا سرير رقيق شبه صحبته ميستحملكمش"
"سرير ر.. ايه يا عنيا؟ "
.
" اصل الدبله بجد مصعبه الموضوع اوي"
" دبلة مين يا مصديه انتي قومي يابت جهزي السفره جاتك نيله"
. 
.
" يسطا الرجولة مواقف مش نوال وعواطف"