الفصل الرابع والأخير

89 19 29
                                    


في صباح اليوم التالي غادرت روزالينا مملكة رونيا متجهة لطائفة النبالة دون أن تخبر أحد بذهابها حيث إمتطت حصانها وحملت سيفها وغادرت مع بزوغ الفجر

وصلت لجبل الطائفة بعد يوم من السفر أخيرا إجتمعت مع إبنتها پيتي التي أصبحت بخير الأن وتعلمت الكثير من المهارات والتقنيات العلمية من الطائفة ،قضت روزالينا يومين فقط في الجبل ثم ولت عائدة لمملكة رانيا

"صغيرتي پيتي احكي لي عن كيف قضيتي كل هذه المدة في الطائفة"
نطقت روزالينا تسأل ابنتها بينما كلتاهما تمتطيان نفس الحصان
"لقد كان وقتا ممتعا يا أمي رغم أنني كنت أشتاق لكي كثيرا ولأبي لكن زعيم الطائفة كان يعاملني كابنته ولم يشعرني بالحزن أبدا"
ابتسمت الأم لابتسامة ابنتها
"أتعلمين يا صغيرتي سيسعد كثيرا والدك لما يعلم أنك لم تعودي مقعدة"
عبست الصغيرة بلطف ناطقة "لكنني غاضبة منه لما لم يزرني منذ سنة ،امي هل أبي نساني؟" قهقهت الكبيرة لتفكير الصغيرة مع العلم أنها ايضا حزينة تجاهه لكن ما باليد حيلة فپيتي تبقى في الأخير إبنته التي يحبها ويفعل اي شيء لأجلها
"لا يا صغيرتي أبوكي لم ينساكي انتي تعلمين الأمور التي تمر منها مملكتنا او بالأحرى التي كانت تمر منها ،لذا لم يأتي لكن في المقابل كان دائما يسألني عن حالك ويخبرني عن كم هو مشتاق لكي ،لهذا السبب لم أخبره أنك أصبحتي قادرة على المشي الأن لكي نفاجئه أنا واياك بهذا الخبر السعيد"

"لكن يا أمي لقد اخبرتني أمس أن زمن الحروب قد إنتهى الأن وأصحبت مملكتنا اقوى من السابق وأبي قد عاد منتصرا ،لذا لما لم يأتي معك "
"لم يأتي لأنني لم أخبره أصلا انني آتية لأعيدك أردت أن اجعلها مفاجئة"

ربما هذه الكلمات اقتنعت بها الطفلة طوال الطريق لكن يا ترى هل قلب روزالينا فعل؟ الأمر حقيقي انها ذهبت لتعيد ابنتها ولم تخبره لكن هل كان عدم اخبارها له لأنها ارادت ان تفاجئه ؟
حتما لا ،بل ذهبت لأنها لم تعد تحتمل رؤيته مع مايا كل يوم وليلة ومعاملته لها بحب ،بينما هي ليست سوى صديقة كما يعتبرها

في مملكة رانيا الأمير سولو قلب المملكة رأسا على عقب بحثا عنها حتى انه ارسل رسالة لأهلها لمملكة دانا اتاه الرد انها ليست عندهم ،جن جنونه عندما إستفاق ذلك اليوم ولم يجدها ضنها مع الجيش تناقش امور المملكة لكنه عندما تفقد الجيش لم يجدها ،حتى انه وضع منشورات في كل ركن من المملكة انه من يجدها يحصل على مكافأة واصبحت المملكة كلها تبحث عنها لكن بدون جدوى

مع بزوغ الفجر دقت طبول المملكة معلنة عن عودة الأميرة روزالينا إستقبلتها كل العائلة المالكة والجيش والوزراء والجنرالات والقادة مطمئنين انها عادت سالمة

وجهة نظر الأمير سولو
قد يعتقد البعض إن لم أقل الكل أنني لا أحب روزالينا لكن في الحقيقة هي الفتاة الوحيدة و الواحدة التي أحببتها رغم أن افعالي وتصرفاتي لا تبين ذلك البتة لكن قلبي لطالما كان يخفق لها وحدها فقط

جن جنوني عندما استفقت ذلك اليوم ولم اجدها حتى انني بحثت عنها في كل المملكة لكن عبثا.

قصتي مع روزالينا أنني احببتها عندما رأيتها أول مرة في حفلة عيد ميلادها العشرين في ذلك الوقت انكرت ذلك لكن مع مرور الوقت ادركت فعلا انني احبها وبما أنني سمعت الكثير عنها وعن رفضها لكل الامراء لم اتجرأ على ان اعترف لها وبذلك كبحت نفسي لخمس سنوات لم أراها.
زواج مصلحة المملكة كان مجرد ستار وضعته على الحقيقة لكي لا يراها أحد حتى أنني لم أكن متأكد انها ستقبل بي لكن المفاجئة وقتها أنها فعلت

لطالما كنت حاد المزاج وبارد الملامح لذا فمن الطبيعي ألا أكون قادرا على التعبير عن مشاعري مع العلم انني فعلت ما بوسعي لأوصل لها رسالة انني احبها لكن يبدو انني فشلت حتى في هذه المهمة الصغيرة ،تزوجت مايا فقط لأجل أمي مع أنني كنت كارها لذلك لكن بما ان مايا فتاة رقيقة وتحبني بجنون وما قصرت يوما في التعبير عن حبها لي شعرت تجاهها بالذنب أكثر لأنه مهما فعلت لا أستطيع ان ارد لها الحب بالحب لذا كانت تصرفاتي اللطيفة تجاهها تعبيرا عن امتنان وتكفيرا عن ذنب  وعندما يجتمعان هذان الشعوران ستثقل كفتهما عن كفة الميزان المقابلة ألا وهي الحب

لكنني حزنت كثيرا عندما لم اشعر بغيرة روزالينا تجاهي ضننت أن أي زوجة تحب زوجها ستشعر بالغيرة إذا ماتزوج عليها لكنني كنت مخطئا عندما اعتقدت انها ستغير علي او تسألني لماذا فعلت ذلك ،لذا عندما هي قررت الإنفصال أدركت أنها لم تعد تحبني فعلا أو ربما لم تحبني من قبل قط بل اعتقدت ايضا انها تزوجت مني لسبب خفي لا يعلمه سواها، عندما قالت تلك الكلمات ذلك اليوم عندما عدت شعرت أنها كانت تودعني  اخبرتني انها تتمنى لي السعادة مع مايا فلم أجرأ على اخبارها ان سعادتي معها هي فقط ولم أجرأ أيضا على سؤالها أين تكمن سعادتها هي او مع من خشية أن تخبرني ان سعادتها مع رجل آخر غيري.

ها هي اليوم عادت فلم اوفر عناء نفسي التفكير في ماذا يجب ان افعل بل ركضت إليها معانقا إياها بمجرد ان نزلت من على الحصان  عندما فصلت العناق رأيت سعادتي إبنتي صغيرتي لم تعد مشلولة بعد الأن وتمشي على قدميها كما اعتادت ان تفعل ،حملتها بسعادت واصبحت ادور بها كالمجنون بينما اقبلها في كل انحاء وجهها وهي تضحك بسعادة

من الأن فصاعدا سأعبر عن مشاعري كما ينبغي وسأستعيد عائلتي مهما كلفني الثمن ولا يهمني أي شيء

نهاية وجهة نظر سولو

هكذا أصبحت رانيا أقوى الممالك في القرن الثامن عشر بقيادة الملك سولو والملكة روزالينا ،إستطاع سولو اخيرا ان يعترف بحبه لروزالينا وهي بعد ذلك الإعتراف ما قصرت في البوح بمشاعرها.

بما أن الملكة السابقة لم تنجب وريثا  وبعد مدة قصيرة ماتت أصبح الأمير سولو هو الملك بترشيح أعضاء المجلس الانتخابي الذي يضم الجنرالات واللوردات وأصبحت زوجته روزالينا بعدما استعادها الملكة أما مايا فماتت بمرض خطير وعاشت روزالينا رفقة زوجها وابنتها في سعادة ،وأصبحت يُضرب بها المثل في كل خصلة حميدة.


النهاية

هدية صغيرة لتأخيري في تنزيل بارت من رواية تمثيلية الحب لذا اقبلوها مني بخالص الحب والاعتذار.

روزاليـــنــا (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن