"إلى أين؟"
سأل الأربعيني من عمره
"أخبرتك البارحة ولكن يبدو أنك لم تنصت إلي"
وضع كوب العصير فوق الطاولة
"أخبرتك أنني منهك من العمل البارحة يا ولدي..أخبرني ماذا يحدث؟ وإلى أين أنت ذاهب؟"
انزل غُرابي الشعر حقيبته من يده وابتسم
"قبلتني إحدى الجامعات.. وأنا ذاهب إليها الآن"
أطلق والده "اوه" متفهماً وربت على كتف إبنه
"اعتذر لأنني لم أكن معك عندما اخترت جامعتك..أشعر بالإحراج من نفسي"
عقد تايهيونغ حاجبيه بانزعاج
"أبي.. أرجوك كم مرة أخبرتك ألا تقول أنك آسف لي..تعلم أنني أتفهمك..لقد كنت معي طويلاً في مرحلتي الدراسية..الآن..أنه الوقت الذي سأعتمد به على نفسي"
تلئلئت عيني والده بفخر لينبس بصوت هادئ
"فخور أنك بُنيّ"
إنحنى تايهيونغ بإحترام لوالده
"الحافلة شارفت على القدوم..هل تريد مني شيء ما قبل أن أغادر؟"
ابتسم له مجدداً ثم أخذه بالإحضان..بادله العناق مُغلقاً عينيه
"راسلني كل يوم..إن صحت لك الأيام بالعودة وزيارتي تعال..تعلم أنك وحيدي"
فُصل عناق الأب و ابنه بعد أن اومئ له تايهيونغ وانحنى له من جديد
"إلى اللقاء أبي"
غادر منزل والده الذي ظل ناظرا لكيان إبنه الذي بدأ يختفي تدريجياً في كل خطوة يخطوها..مهما عبر تايهيونغ عن لحظته الآن فلن يستطيع..تلك الدموع التي يذرفها بصمت..ووجه الشاحب.. أضاف لمسة كُسر فؤاد لكل شخص نظر إليه..وصل إلى محطة الحافلات،جلس في إحدى المقاعد..وضع سماعات أُذنيه ثم أغلق عينيه..لا يكاد يتحمل ضجيج وصخب الحياة..يُفَضل شيء آخر..هادئ أكثر..يستمع إلى معزوفات موسيقية..للناي والبيانو..أكثر أغلى ألآتين غاليتين على قلبه،إنسجم كثيراً لدرجة أنه نسيَّ أَمر الحافلة..شخص إنتشل إحدى السماعات عن أذنيه ليفتح عينيه من جديد ناظراً إليه بنظرة خالية من الحياة..رمش مرتين بسبب ما كانت ترتديه..لم يكن شيء مثيرا للاهتمام ولا أمرا غريباً..لقد..كان مشابهاً له لحد ما..لولا تلك القلادة القُرمزية التي تتمركز فوق عظمة الترقوة خاصتها لقال بأنها توأمه من الجنس الآخر
أنت تقرأ
زُقَاقْ المّوُسِّيقْىَ [متوقفة حتى اشعار آخر]
Short Story-ِ:لِمَا تَعْزِفُ هُنا؟ -:ِلأُعِيدَ لِهذا الزُقَاقُ حَياتِهِْ •كيم تايهيونغ♪°• •هِيذر♪°•