~ غُرَابِيُّ الشَعْر°♪

20 6 36
                                    

نور الشمس يتسلل من النافذة لينشر الدفئ بأرجاء شقتها مكملاً تحديداً نحو فراش أميرتنا مدغدغاً وجهها لتصدر صوت أنين يعبر عن إنزعاجها منه كونه آفاقها من حلم سعيد يعيدها إلى الواقع الكئيب،فتحت جفونها لتنظر إلى السقف مطولاً،حولت نظرها نحو ساعة الحائط لترى أنها الثامنة و النصف بالفعل،استعادت نشاطها ثم دلفت الحمام لتقوم بروتينها المعتاد

واو..وجهها شاحب للغاية كونها لم تأكل شيء البارحة .. الهالات السوداء إستقرت تحت عينيها مستوطنةً منزلاً جديداً لتبتسم بجانبية فهذه الأمور لم تعد تزعجها كالسابق بل أصبحت جزء منها أيضا،خرجت من الحمام بعد ما انتهت من حمامها و ارتدت كنزة بيضاء قطنية ذات ياقة و كنزة سوداء صوفية..مع بنطال ابيض جينز..نظرت نظرةً سريعة على شكلها ثم خرجت من شقتها

استقبلتها نفحة هواء باردة جاعلة من جسدها يقشعر ..أكملت خروجها من المبنى لتأخذ نفسا يملأ رئتيها بهواء نقي..وجهتها الأولى كان مقهى قريب من شارعها..دلفت من باب المقهى ليصدر صوت رنةً معلنة وصول زبون..ابتسمت النادلة تحييها وترحب بها،جلست في إحدى المقاعد لتأتي من جديد تسأل عن طلبها لتطلب شطيرة و كوب عصير برتقال طازج ..والأهم قطعتي حلوى كراميل،انحنت النادلة و ذهبت لأحضار طلبها،دلف شخص آخر المقهى ليجلس بالطاولة المقاربة لها،لم تنتبه للزبون فقد كانت تكتب شيء في دفترها الخاص،ولكن صوته العميق الذي جعل من أطرافها تتجمد آفاقها من شرودها رافعةً نظريها للقابع أمام طاولتها، كان يأخذ طلبه بكل هدوء..نبرة صوته العميقة تلك..وكيف لها أن تنساه؟ كيف للصدف أن تكون بهذا القرب؟! جاءت النادلة لتعطيها طلبها وتعيدها لواقعها شاكرة إياها أمامها و لاعنة اياها من داخلها كونها قطعت سلسلة أفكارها..

_

دلفت إحدى المقاهي القريبة من هنا..لألمح شخص جالسا أمام شباك المقهى يدون..مهلا هذا لا يسمى تدوين..انها خربشات..ويالها من خربشات تروقني..منذ متى وأنا أحب التطفل على الآخرين؟ جلست بإحدى الطاولات القريبة من طاولتها..جائت النادلة لأعطي بطلبي..بعد أن انتهيت شعرت بشخص ينظر إلي بنظرات غريبة لأرفع بصري وأرى أن كل شيء طبيعي...على غير العادة طبعا..ولكن مهلا..كيف لهذا أن يحدث..هل ..هي تسكن في هذا الشارع أيضاً؟ واه..صدفة أخرى كريهة..أكره الصدف للغاية..بسببها أنا ما عليه الآن..وصل طلبي أخيرا

_

هناك شيء خاطئ هنا..اود التحدث معه بشدة..ولكنه غريب..لست من النوع الخجل..ولكنني لا احب التطفل فقط..أنه يأخذ قهوته ويخرج..سألحق به..

_

وضعت نقودها فوق الطاولة ثم خرجت تتبعه.. الموضوع لم يكن تتبعاً بالنسبة لها..بل كان طريق عودة لمنزلها..فجأة افترق بين الشارع وذهب نحو المبنى المقابل لمبناها..المبنى الذي من خلاله سمعت صوت موسيقى البيانو..راودتها اسئلة..هل كان مصدر الموسيقى من هذا الشاب؟ ويالها من قوة اجتاحتها لتلحق به من جديد ثم تنادي بصوت مسموع' ايها الشاب' ليلتفت إليها..لم يكن يتصور أنها ستكون هي من تلاحقه اعتقد أحد من أتباعه..رمقها بنظرة غريبة لتشعر بتوعك في معدتها فجأة..لتتغير ملامحها من عادية لباردة..هيذر كانت غير الفتيات..فهي عندما تشعر بأستحقار أمامها تصبح باردة... سألها

زُقَاقْ المّوُسِّيقْىَ [متوقفة حتى اشعار آخر]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن