🔆٠'الجنة الضائعة'٠🔆

🌓°٠صوت من النعيم٠°🌓

يتصاعد زخم الضباب البعيد مع صخب المدينة مصطحبا   هرج الناس و ركضهم وراء الحياة 

ذلك النعيم المؤقت و المغلف برفات الذكريات المسكر يجعل من البشر ضحية إدمانه ، و لا يتوقف الأمر عن تجرع حلاوته إلا حينما يصيبهم تسوس
هالك للروح ، يبدء بإمتصاص طاقتهم رويدا رويدا حتى يفنوا من الوجود

أما نعيمي أنا فهو متمثل في الذهاب هنا في هذا المكان من الجبل- خفية على أمي - حيثما أستلقي على ظهري مقابلا السماء و انا أسخر كل حواسي لسماع هذه الترنيمة الملائكية بذاك الصوت العذب

رغم جهلي للكلمات المنشدة و إلى ماذا ترمز إلا أن الإنصات إليها يضفي شعورا مهيبا للأجواء ، شعور يسرقك عن الواقع الممل إلى أقاصي الفراغ الصامت حيث لا وجود سوى لروحك التي طفت بعيدا عن جسدك و ذلك الإحساس بالسكينة و هو يتغلغل بأعمق أعماق ذاتك

لكن لكل لحظة مهما كانت حلوة نهاية و ها قد إقتلع صوت منبهي كمال لحظتي معيدا روحي للواقع ، الواقع الذي يقتضي علي الإسراع في اللحاق به و إلا فاتتني الحافلة و بت الليلة هنا

رغم أني اتمنى ذلك لولا خوفي من أمي ...

🔆~~~~~○~~~~~🔆

عدت أجر خطاي جرا بتململ ناحية بيتي خاوي الروح و قبل أن أصعد السلالم لشقتنا عرجت على بقالة 'إبراهيم'لشراء بعض الأغراض التي أوصتني بها أمي قبل ذهابي للعب مع رفاقي - حسب ما ألفت من كذبة مقنعة لها-

و حين سلمت مشترياتي لصاحب البقالة لإنتظاري لمعرفة الثمن الإجمالي تفاجأت به يمد لي لوح شوكولا~

حدقت فيه ببلاهة تامة ، بل بتوتر فاضح جعل من وجهي سهل القرائة له إذ كان ما يدور في ذهني صحيح  و لم أنتظر وقتا لتحليل سبب هذا العطاء الذي يخفي ببطانه قنبلة إنفجرت في وجهي بقوله :
" لم تمارس لعبة الخفة اليوم لذلك أردت إعلامك ، تعلم يجب أن يتدرب المرء طويلا ليتقن موهبته "

حرارة ملتهبة أحرقت وجنتاي و خوف شديد طعن جسدي حين فهمت مقصده جيدا و مع ذلك إدعيت الغباء و سألت :
" ماذا تعني؟ "

" لم تجعل قطع الشوكولا تختفي اليوم "

قضمت شفتي كاتما غصتي و عيني إتخذتا من الأرضية منظرا جميلا للتأمل ، لم يؤلمني في كلامه إلا إبتسامته الودودة ناحيتي و لطفه في طرح الموضوع بلباقة دون خدش مشاعري أو الإشهار بفضيحتي التي تجلب العار عن طريق إنتقائه لمفردات بذوق عال

فأنا أقوم بسرقة محله يوميا ، و ليس غرضا واحدا بل أغراضا أختطفها بخفة و أخبئها بمهارة إكتسبتها منذ عامين في ثيابي دون ان يلحظ أحد