إعتقدت بعد تعرفي على العم إبراهيم بأن فكرتي حول كم أن المسلمون متشددين في دينهم و متعصبين حول من يخالفهم خاطئة ، ليأتي بعدها ذاك الرجل و يهدم ما إفترضته ...
إستيقظت على صوت همسات و تمتمات أزعجتني و رغم كون عظامي متكسرة إلا أني دعست على نفسي و أملت رأسي قليلا لأحدق ناحية طيف فتاة تغطي شعرها و هي تتحدث مع من عذبوه من خلف القضبان بصورة مشوشة إذ أن إحدى عيناي قد تورمت نتيجة اللكمة
كان الرجل يطأطأ رأسه أرضا كاسرا التواصل البصري بينهما متخذا عدة خطوات بعيدا عنها و حينما شعرا بإستيقاظي إستقامت الفتاة راحلة ، أما الرجل فقد زحف ناحيتي يسألني بنبرة هادئة إذ كنت بخير ، حدقت فيه بتعب و قد شعرت بسخونة عيناي لأبكي بصمت بعدها ، لقد تعبت بحق ، من كان سيصدق بأن كل ما حدث بسبب سرقتي للوح الشوكولا
تفاجأت بالرجل يقترب ناحيتي ليساعدني في نصب جزئي العلوي برفق حتى يضمني بحنان إحتجته بشدة في تلك اللحظة ، ظل يمسح على شعري و يخبرني بأن الله معنا و سينجينا و ما كانت كلماته سوى الحطب لإشعال اللهب بداخلي
إبتعدت عنه و قد ثار حنقي لأقول بنبرة غاضبة :
" الله الذي تتحدث عنه قد تخلى عنا "رأيت نظرة التفاجؤ تعتليه و الخيبة ربما ليرد علي بحزم أفجعني:
"أستغفر الله العلي العظيم ، ماهذا الكلام المغلوط يا فتى ؟ أطلب المغفرة من الله الآن "إبتعدت عنه حادجا إياه بنظرات عصيان و تحد قائلا :
" كيف أطلب رحمة مِن مَن تركني دون رحمة ؟"رمقني بنظرات غريبة كحال وجهه الذي تغيرت ملامحه من لينة لأخرى أشد قساوة ، حدق فيَّ بعمق راميا هذا السؤال الذي مقته بشدة :
" هل أنت مسلم حقا ؟"عبست بشدة و كأن كونك مسلم يتمثل بوجوب تحولك لملاك طاهر
لكن في ذلك السؤال أيضا راودني التشوش ، أليس من المفترض أن يعلم بكوني غير مسلم؟ و إلا لماذا أنا مسجون برفقته ؟
" أنت لست كذلك ، لقد إعتقدوا بأنك العدو بسبب كذبتك لقد أقحمت نفسك بمشكلة عظمى أيها الفتى "
أجاب عن سؤاله بنفسه و بيقين تام لكني لم ألقي له بالا بقدر ما ركزت على كلمتي 'عدو' و 'مشكلة'أنا ضائع بحق ...
أردت العودة للنوم لكن كفه الخشنة التي لامستني برفق بينما الأخرى تشمر عن ذراعي و تمسحها بقماشة مبللة جعلتني أقع في حيرة ، رأيت إبتسامة دافئة تبتسم عليه محدثا إياي و عيناه لم تتزحزحا على تبردة جروحي :
" ظننتهم مسلمين فكذبت عليهم ، بحق الله ألم تستطع التفرقة بين ثياب المسلمين و الروم "
أنت تقرأ
🔆٠'الجنة الضائعة'٠🔆
Spirituale~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~ 🌑٠'حامل الهوى تعب إذ أن الحياة نفخت له سمومها وقت اللعب و غمدت اللهو في وجيفه أثناء الطرب و حين تغلغل الشقاء بعمقه أصابه العجب و عندما عرف السبب إنقلبت آماله آلاما تنتحب '٠🌗 🌗٠'فبات ظله على الأشواك غارقا بالدماء قاضيا لح...