3- الاخوة الثلاثة

4.2K 74 3
                                    

- الأخوة الثلاثة





كانت أشعة شمس الصباح تنعكس على شعر فنّي الذهبي الذي كان يغطي جفنيها وجزءا من الوسادة بدأت تتحرك وفتحت عينيها على غرفة غريبة يملؤها أثاث فاخر . ولم تع بعد حقيقة واقعها من تأثير السبات ، ومضت لحظة فطنت بعدها إلى ماهي عليه فانتصبت جالسة كالمذعورة وسحبت غطاء السرير لتستر جسمها.

تذكرت كل شيء الآن... لم تعد تلك الفتاة الساذجة التي كانت بالأمس.

وفيما كانت على هذا الحال غارقة في التفكير فتح هراكليون الباب فجأة وحياها بلغته قائلا:

(( كالميرا، صباح الخير )).

اختلط عليها الأمر وارتبكت وأخذت تتأكد من غطاء السرير يلف جسمها كليا . وشعرت بان شعلة من نار كانت تخرج من عينيه بدلا من نظرة إنسانية . كان هراكليون واقفا أمامها ويبتسم ابتسامة من رأى شيئا يسليه ، عندما رأى كيف كانت تحاول أن تتستر أمامه فحول نظره عنها إلى الوسادة . ثم اخرج شيئا من جيبه وبحركة عادية رماه على الوسادة . كان هذا الشيء يلمع لمعانا قويا في ضوء الشمس .

قال هراكليون :

(( يجب دائما مكافأة العذارى . أشكرك ))

نظرت فنّي إلى الشيء وغلا الدم في عروقها وكأنه يشتريها . وذكرها هراكليون الداكن الوحشي بالبرابرة المتعطشين إلى النساء .

(( القي نظرة عليه. قد تجدين متعة فيه ))

(( كما وجدت متعة عندما تأكدت انه لم يمسني رجل من قبل ؟)).

رأى عاصفة في عينيها ورأت فيه قوة وحيوية بالرغم من ليلة طويلة دامت حتى الفجر .

(( أصارحك باني ذهلت جدا عندما وجدتك طاهرة برغم وصمة عقلك المخادع )).

احمر وجهها وقالت :

(( هل يهمك هذا ؟ )).

مد يديه ووضعها على كتفها.

(( لا تفعل ذلك . لا تلمسني هذا الصباح )).

ضغط بأصابعه على كتفها ثم سحب يده :

(( انظري إلى هديتك . أنا أكيد من أنها ستعوض بعض الشيء )).

مدت يدها بطء وأخذت السوار الذهبي المشغول برسوم الكرز والأزهار وبرؤوس أنثوية صغيرة . كان السوار إغريقي الشكل وربما تحفة تاريخية قديمة ونادرة .

((هذا رسم ، للرمز الإغريقي للحب . شغل التطريز المعدني بالخيوط الذهبية ممتاز، وجذاب أيضا. ألا ترين ذلك ؟)).

(( جميل جدا وملائم لفتاتك العبدة )) .

((طالما أنت تعرفين نفسك . هل تحبين تناول الفطور على شرفة المقصورة هنا أم في المطعم ؟ )) .

دمية وراء القضبان (فيوليت وينسيبر)/ روايات عبير القديمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن