-30- النهاية

5.6K 206 192
                                    

ها قد مر يومين أخرين بسرعة البرق..
أشك أحيانا بأن الوقت يتسارع فعلا كلما تقدمنا!..
لم أشعر بهما حقا.. ربما لأننا قضينهما ركضا من هنا إلى هناك في محاولة حل مشكلة سفري، ومن جهة أخرى تحقيقا في قضية اختطافي..
لكن إلى الآن لازلنا نحاول البحث بسرية.. فأغلب شكوكنا مبنية على طلال!..
قد تتساءلون كيف أصبحت أغلب شكوكي فيه؟..
لأنه وببساطة تصرفاته في هذان اليومان كانت غريبة جدا!!..
لقد كان يتواصل معنا في أغلب أوقاته، يمثل دور الأخ اللطيف، يطمئن علي ويسأل عن أموري.. لكن الغريب ليس هنا، وإنما في أنه بين كل هذا كان في كل مرة يتحدث بشأن قضية التحقيق ويحاول إقناعنا بأن نغلقها متحججا بحجج سخيفة!..

**

الساعة الخامسة مساءا..
جلست عند عتبة باب المنزل ممسكة سجارة أرتشفها بهدوء بإحدى يداي، وهاتفي بيدي الأخرى أتواصل مع أحد أصدقائي في أمريكا.. حين رن الهاتف مجددا باسم طلال لأتأفأف وأجيب..
- أيار.. ساعديني بترجاكي!!.. قال بالحرف الواحد مجرد ما أن أجبت على المكالمة لأنتفض من مكاني بهلع وأقول.. - ايش في طلال!!..

- رغد بخطر.. أيار رغد بخطر بسببي!.. قال وهو يبكي بشهقة ليجن جنوني لما سمعت للتو.. فأصرخ في وجهه.. - طلال ما تجنني.. ايش صاير مع رغد!!..

- طب أيار.. كرمال الله روقي واسمعيني وما تولعي فيني!.. قال وهو لايزال يبكي، إنها أول مرة أسمع فيها طلال يبكي بهذه الطريقة..

- أنا السبب بكلشي صار معك أيار.. الحادث وكلشي صار فيكي أنا الي كنت وراه.. قال وصمت قليلا فلم أعد أسمع سوى شهقاته.. أما أنا فقد صدمت حقا..
رغم أنني كنت أشك فيه، لكن.. كان هناك شيء ما لا أدري ماهيته يجبرني على تكذيب شكوكي.. يخبرني بأنه يستحيل أن يكون هو، فمهما حدث بيننا سيبقى أخي الذي كان بمثابة أبي الآخر يوما ما..
- حبي لرغد كان عاميني وخلاني ساوي أشيا غبية.. بعد الي كان يصير بينكم لما رجعتي جن جنوني، وبلشت خطط لبعدك فاستعنت بشخص اسمو وسيم.. هيدا بيكون زعيم تنظيم إرهابي، بس انخدعت.. ما كنت عارف هالاشي.. أردف باكيا ثم تنهد وأكمل.. - وهلقيت هو بيهددني أنو إذا ما وقفتي تحقيق انت وياسمين رح يقتلها لرغد.. وما ضلش معي وقت.. اذا ما أثبتلو اليوم أنكم رح توقفو تحقيق.. بترجاكي أيار ساعديني!!..

ابتعلت ريقي بصدمة لما سمعت!..
اتكئت على الجدار محاولة استعادة بعض أنفاسي التي انقطعت، ثم قلت بصوت متحشرج بعدما شعرت برغبة في البكاء.. - هاد انت طلال!..

- أنا آسف أيار!.. قال بهدوء لأصرخ فيه ثائرة.. - آسف!.. والك عين تتأسف بعد الكارثة الي ساويتا!!.. بتعرف لو بيصير شي لرغد والله العظيم لأشرب دمك!..

- طب أيار اهدي هلقيت بترجاكي.. هسا لازم نلاقي كيف بدنا نقنع وسيم أنكم وقفتو تحقيق ونحمي رغد منو.. بعدين ساوي فيني الي بدك ياه!..

سجن في الهواء الطلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن