-16-

4.3K 147 71
                                    

~ طلال ~
- بيكون هون المد ست مرات.. معناتا بتحسب ست ثواني وبتوقف.. حولت نظري لأحد التلاميذ.. - يلا ارجع عيدا أكرم.. قلت ليقاطعني فجأة صوت الجرس معلنا على نهاية الحصة..
رفعت معصمي قليلا لأنظر إلى الساعة فوجدتها الحادية عشر.. - خلصت الحصة.. بس يلا معلش.. جربو عيدوها كثير بالبيت لحتى تتعودو ع الأحكام..

- ماشي أستاذ.. أجابوا كلهم بصوت واحد..

- مع السلامة.. موفقين.. قلت وأخذت حقيبتي ثم خرجت متجها إلى قاعة الأساتذة كي آخذ رغد وأعود إلى البيت، فتحت الباب بهدوء ودخلت باحثا عنها بعيناي بعدما ألقيت السلام على الجميع.. لكنني استغربت حين لم أجدها..
أعدت النظر في ساعتي مجددا لأجدها الحادية عشر وعشرة دقائق، وأنا أعلم بأن دوامها اليوم ينتهي الساعة الحادية عشر تماما وقد اعتدنا دائما على الالتقاء في هاته القاعة ثم العودة إلى البيت معا..
وضعت حقيبتي فوق الطاولة، ثم سحبت الكرسي لأجلس عليه وأخرجت هاتفي..

- عفوا.. سيد زيد.. تخلل مسامعي صوت أحد المراقبات اللواتي دخلن قبل قليل..

رفعت رأسي ونظرت إليها لأجيب.. - نعم..

- بتستنى المدام زيد شي؟.. قالت متسائلة، لأقطب حاجباي وأجيبها بعدم فهم.. - اه.. اي..

- المدام رغد طلعت الصبح.. رجعت ع البيت.. أجابت لأهز رأسي بعدم فهم فتضيف.. - كانت الساعة ثمانة ونص.. وكانت حاسة حالا تعبانة فاجت اختا تاخدا..

- كيف ما فهمت!.. وبعدين كيف أنا ما بعرف بهالقصة.. شو صرلا؟.. قلت بالحرف الواحد بعدما أصابتني الصدمة من كلامها..

- هي كانت حاسة حالا دايخة.. قلتلا تحبي خبر السيد زيد؟.. قالتلي لا مافي داعي هو شغال هلقيت.. بعدا قالتلي رح اتصل باختي تجي تاخدني..

"معقول تكون طلعت مع هيديك!!.. لا أكيد.. هي أصلا رجعت ع كالفورنيا.. شو بدو يجيبا.. اكيد هي اتصلت بأثير" قلت بيني وبين نفسي شاردا، ألف سؤال يقتحم رأسي ولم يكن قلقي على رغد أقل من ذلك..
تذكرت بعد قليل بأنني لم أجب تلك السيدة التي كانت تقف مقابلة إياي بعدما استفقت من شرودي، أعدت النظر نحوها وقلت.. - ماشي.. شكرا الك مدام معاذ..

أخذت هاتفي ورحت أتصل برغد.. لكن يبدو أن هاتفها مغلقا!..
حاولت إعادة الاتصال بها مرارا وتكرارا لكن دون جدوى، فقررت بعد ذلك أن أتصل بأثير لأفهم منها ما يجري حولي!..

**
~ آيار ~
دخلنا السيارة وأغلقنا الأبواب بإحكام، أدخلت يدي في جيب جاكيتي لأخرج مفاتيح السيارة.. أدخلتها وقمت بتدويرها لتشتغل..
نظرت لرغد التي كانت تفرك يداها ببعضهما البعض من شدة البرد وتنفخ أنفاسها الدافئة بداخلهما..
- بردانة ؟؟.. سألتها لتحول نظرها لي وتجيب.. - شوي..

شغلت تكييف السيارة على درجة مناسبة حتى ننال بعض الدفء وسط ذلك الطقس الجليدي لذلك اليوم..
رأيتها تفتح حقيبتها بتوتر وتخرج هاتفها بسرعة كأنما قد نسيت شيء، تضغط على زر الباور لكن يبدو أن هاتفها منطفئ..

سجن في الهواء الطلقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن