خلف حائط الحديقة 2 ( مكتملة)

2

↝| ﷽ |↜

❖ || البشر يحبون الأسود في كل شيء إلا البشرة || ❖

كبشر نحتاج لأستراحة من مشاعرنا، نحتاج الابتعاد حتى عن أقرب شخص لنا، أخذ نفس طويل و الأعتراف بأهمالنا لأنفسنا، و خاصة المراهقين منا

كل ما يحدث، الكلام و الأنتقاد من اشخاص نعرفهم يجعلنا نلوم انفسنا، رسالة لكِ
لا تنظري للصورة التي يرسمونها عنكِ فهي ليست مثالية مثلك، أنظري للمرآة و دقق بتفاصيلك .. أبتسمي و سترى أشجع طفلة خاضت معارك الحياة، فكل يوم يمر هو أنجاز بحد ذاته

لا يمكنك غلق أفواه التماسيح لكن يمكنك تجنبهم

رفع رأسه للسماء ذات اللون الأرجواني مع الأصفر الباهر و الأحمر، غروب ريفي بديع تتدحرج فيها الشمس خلف التلال بلون الأصفر المخضر،  نسيم هواء بارد مر على خصلات شعره الشقراء فتبعثر على بشرته بسلاسة

صوت همسات خفيف كان يتجاهله منذ جلوسه على الطاولة المستديرة الموجودة في حديقة الميتم المخضرة ،أسفل الشجرة تنهد بإرهاق فهو عالق في مكان لا يعرف أحد به غير شقيقة الذي تركه مباشرةً بعد وصولهم ولم يره من ساعتها، فقط يلمحه وهو يركض بسرعة بلحظات من أمامه يذهب يميناً ثم شمالاً

ـ يالهي أشعر بقلبي سيخلع من مكانه، أنه كلوحة طبيعية.

طفح كيلة، إلا يمكنه الجلوس بمكان يتهامسون به عنه بأهمال، إلتفت للخلف حيث تقفن خمس فتيات مراهقات بجانب البوابة و يراقبن هو منذ ساعة
أردف ببرود

ـ عذراً ألديك شيء لقوله لي.

فور إنهائه لكلامه هربت فتاتان بسرعة، إبتلعت أقصرهن رمقها وإقتربت منه بهدوء، وقفت أمامه وعينيها تجول بملامحه بكل خجل

ـ أ..أنا .. شاهدت كل أعمالك ..أنا حقاً مـ معجبه بك و... أ.

ـ يالهي ... ماذا قلنا ميرا؟؟ أبتعدي من هنا ..

إلتفتت نحو توماس وهو يقترب منهما بغضب و يحمل سلة الملابس بين ذراعيه. وضعها على الأرض وجلس بأهمال على الكرسي بجوار ماتيو
نطقت ميرا بإنزعاج

ـ ردت فقط إخذ توقيعه،  هذا فرصة فليس كل يوم سيأتي مشهور لهنا ..

نظر أليها بغضب و عبوس اشار بعينيه لسلة الملابس مردفاً ببرود

ـ أذهبي لنشر الملابس بدلاً من تضييع الوقت.

أنخفظت ميرا لتحمل السلة بغضب وقفت بإعتدال ثم أشاحت بوجهها مردفةً قبل رحيلها

ـ تتفاخر بكونك تعرفه فقط، وكأنه مهتم بك وسيأخذك معه ..

صاح بأسمها بقوة وهي تركض مبتعدتاً عنهما. عاد بنظره للصامت الذي يرفع حاجبه بإستفسار عما يحدث أمامه، تنهد توماس متجاهلاً ماتيو.