الحيوانات البشرية

1.2K 108 56
                                    


↝| ﷽ |↜

❖ || الحرية لا تطلب فالشعب الفلسطيني حر بلا مناقشة منذ أن ولدوا، لكن عقول العرب هي المقيدة حالياً || ❖

بخطوات بطيئة نسبياً كان يسير بطوله الفارة، خلف مجموعة من المراهقين، يرتدي تيشيرت أبيض باكمام قصيرة و بنطال أسود، يضع يديه بجيبه، و يتحرك بكل غرور و نرجسية وكأنه طاووس وسط البط، عينيه الثلجية تنظران من خلف نظاراته الشمسية نحو شخص واحد فقط مكلف تحديداً بمراقبته، كان المراهق يسير على الجانب بعيداً عن اصدقائه، شعره الكحلي كليل بلا قمر يلمع رغم بعثرته، سماعاته البيضاء على رأسه و يرتدي ذات ملابس المراقب مع بطاقة تعريف تحيط رقبته هو تحديداً!! خشية فقدانه

اصوات المراهقين السعيدة كانت تطغوا على المكان يمشون كل في طريقه يستكشفون الحيوانات حولهم، كانت هذه أحدى رحلات المتوسطة التي تقام كل فتره، لنكن واضحين هذه الرحلات متميزه دائماً بسبب وجود ذا العيون الثلجية لانه يجذب الإنتباه عنهم لذا يستطيعون التسرب بسرعة و الهرولة براحتهم بعيداً عن المسؤولين عنهم

الممثل بذات نفسه يشارك في كل رحلاتهم ليبقي عينيه على شقيقه، يأخذ اجازه قبل يومين ليجهز كل شي قد يحتاجانه، بل ما سيحتاجونه كل الطلاب، يعجبهم أنه يتكفل بكل شيء حرفياً، لا يأكلون إلا من أفضل المطاعم معه و لا يسيرون إلا و الأنظار عليهم فيغترون مثله، متخذين من هذا المتعجرف قدوه لهم

توسعت عينيه وهو يرى شقيقه يبتعد عنهم بسرعة نحو أحدى الممرات ولم ينتبه اصدقائه له، بعثر شعره الأشقر و هرول يتبعه، وجده يقف جانباً، يتحرك مكانه بتوتر وخوف و هو يقضم أظافره
تنهد بصوت مسموع، لهذا هو معهم دائماً فالمعلمين هم من يدعونه ليحرس شقيقه بنفسه  فهو قد يضيع وتضيع معه المدرسة المتوسطة

ابتسم بهدوء و اقترب بخطوات خافته، اخفض رأسه قليلاً لينظر بعمق لتلك البحريه الظاهره من خلف غرته و التي تحمل الكون و النجوم بداخلها وكأنه محيط يضيء ليلاً بفعل النجوم و الكائنات المضيئة و العجيبة، أنف دقيق و شفاه تُقضم تحت وطأة أسنانه اللؤلؤية

ـ يوجيني ... لما ابتعدت عن المجموعة؟

ثواني مرت لم يرد عليه، بل زاد اخفاء شفتيه داخل فمه و عينيه تنظران لكل بقعة على الأرض بسرعة ..

ـ قطة .... قطة، أ ... أسف .. لكن قطط مخيفة ..

توسعت عيني ماتيو عندما استوعب ما حدث هو لم ينتبه لوجود اقفاص القطط، ضحك بصوت عالي و هو يعتدل بوقفته، و يوجين يدور بضياع حول نفسه،  كيف يعود لهم؟ هو الآن كبطة صغيرة اضاعت والدتها ..
توقف عن الضحك و حاول جعل شقيقه يهدأ، هو يعلم بخوف هذا المراهق الذي بلغ الخامسة عشر قبل شهران فقط، رغم أن خوفه اللا مبرر لكنه يبقى شيء سيء أن أستمر بخوفه

خلف حائط الحديقة 2 ( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن