|٤|

1.3K 253 107
                                    


"لـ - ليام!" نطَقتُ مذعورة مُغمضةً أجفاني عِدّة مرّات، هاري مُمدّدٌ على الأرض، ولا أعلم لماذا! هوَ فقط أُغميَ عليهِ فجأةً!.

"لا تقلقِ، لقد أفقدتهُ وعيه فقط" أجاب بِبرود وهوَ ينفض كفيّه كأنّما قد التصق بِهما الغُبار، عاود جلوسهُ لاحتساءِ شرابه الذي كان متروكًا سابِقًا.

التفت نحوَي وطرق على الكُرسيّ مُبتسمًا وأشَار لي بالمجيء .. يالبرودة أعصابه!.

حفنة الحمقى مُتسمرين في مكانهم يتصبّبون عرقًا، حالما أدركوا الوضع حملوا هاري وغادروا الحانة خِلال ثوانٍ، لم أدرِ لمَ بدأت بالابتسامِ فجأةً، وكأنّ أطياف الضحك باتت تُدغدغني دونَ توقّف، حاولت كبح نفسي بيد أنني لم أستطع، ثوانٍ قليلة حتى انفجرتُ ضاحكة من أعماق قلبي، لم أضحك بهذا الشكل في حياتي أبدًا.

"تبًا لك ليام، لم أعتقد أنني سأقولها ولكن... أحسنتَ عملًا" ورفعتُ لهُ إبهامي بينما أجلس بجوارهِ ولا زِلت أضحك بشدّة.

"على كل حال! أتفهّم تصرفاتك ولكن! أنت يا جريس، حقًا ما أمرك؟". استطردتُ للذي بدأ بِفرك طرف حاجبهِ المُشتعل بالشيب وبدَا بوضوح أنهُ يتهرّب منّي!.

"آيلين، تُرى أتعرفين ما هيَ وظيفة السيد جريس السابقة؟" سأل من بِجانبي مُظهِرًا على شفتيهِ ابتسامةً غامضة وحاجبه الأيسر مرفوع بِطريقةٍ مستفزة.

عقّفتُ حاجِباي بِتفكير والتفتُّ إلى جريس الذي ادّعى انشغالهُ بتجفيف الكؤوس، هذا الكاذب أعلم أنك تُخفي شيئًا مّا!.

حسنًا!... إنّ جريس رجلٌ عاقل ورزين، وهادئ أيضًا .. تموضعت يدي على ذِقني ورُحت أُخمّن "لن يخطر بِبالي سِوى أنه كان بائعًا في المكتبة! أو رُبما يعمل كساعي بريد!".

لا أعلم!... حقًا لا أعلم لمَ انفجر من بِجانبي من شدّة الضحك حتّى أخذ منديله من جيبه وراح يمسح دموعه، أما قلتهُ مُضحك لهذه الدرجة؟.

وجريس أيضًا كان يُحاول كتم ضِحكاه ويسدّ فمهُ بالفوطة التي بيده، مالحماقة التي يفعلانها لي! هاذان الاثنان أمرُهما مُريبٌ بِلا شكّ.

بعد أن مرّت نوبة ضحكهِ الهستيرية تصنّع السُعال ليسترجع هدوءه فيما يقول "آيلين! أنتِ غريبةٌ حقًا، رجلٌ كهذا..." وأشار بِكلتا يديهِ نحوَ جريس "أتعتقدين أنه عمل كساعي بريد؟".

رفيقُ الحانةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن