البارت الأول.

174 17 10
                                    

«أحيانًا تكون الوحدة مفروضة علينا، واحيانًا تكون بختيارنا»
كانت تجلس في غرفتها الملونة باللون البنفسجي، والمزودة بالخطوط السوداء، ويعلق على الجدران بعضًا من الصور لها، ولعائلتها عِندما كانت سعيدة والابتسامة لا تفارقها وكانت صغيره، وتجلس وسط كُتبها المبعثرة في جميع أنحاء الغرفة، وبجانبهة كوبًا من القهوة والتي أصبحت جزءًا لا يتجازأ من حياتها على الرغم من مرارة طعمها، إلا أنها بنسبة لمرارة واقعها هينة كثيرًا بدأت، ترتشف القليل منها، ثم ذهبت بمخيلتها إلى ذلك اليوم العين الذي دمر كونها تمامًا، وتحولت حياتها من بعدهُ إلى هلاك أغمضت أعيونعا في جو مليء بالحُزن، والتذكار المؤلم، تذكرت الكثير، والكثير، والدموع تنهمر من على وجنيتها، وبدأت تضع يديها على وجهها وتسيرها ببطء على تِلك العلامات التي تملأ وجهها، وبرغم من أنها صغيرة في السن إلا أن العلامات تملأهُ وتعطيها سن أكبر من سنها بكثير، وهذا الخطوط أتت من أثار الحروق، فأجل هي من المُصابين بالحروق، والحروق تملؤ نصف وجهها وتجعلها قبيحة للغاية مثل ما يقولون عنها الأناس، ولكن هي ترى غير ذلك ومع كثرة كلماتهم أصبحت يأسه من الحياة
«من الممكن أن تقول كلمة الي أحدهم بغرض المزح، ولكنك لا تعلم ماذا تفعل بقلبه من بعديها، فاحرص على اختيار كلماتك مع الاشخاص؛ حتى لا تجعلهم يكرهون انفسهم بمجرد كلمة.»
وفاجئة دخلت عليها شقيقتها الصغيرة، وفتحت عينايها عليها وهي تقول لها: ماما بتقولك يلا علشان الغدا
لم تهتم لدموع أعيُنها وهي تبكي، لماذا لم يشعر بها أحد لماذا قلبها قاسي هكذا.
كُل ذلك كان بداخل مي وأظهرت عكسهُ تمامًا ثم أردفت بهدوء وبصوت هادئ يُوثر عليه الحُزن ولكنها تحاول إخفاءها: حاضر ثواني وجايه
نظرات إليها، وهزت رأسها بالإيجاب ثم تركتها في غرفتها وذهبت إلى "المطبخ"؛ لتقف مع والدتها، وتساعدها في تحضير الغداء.
ذهبت إلى المكتبة التي توجد في نهاية غرفتها والتي تحفظ فيها الكُتب وتجلس معاها معظم وقتها ذهبت إليها، وفتحت أحد أدراجها ثم جلبت منهُ عبوة الكريم الخاص بالحروق والتي كانت شبه مُنتهية ولكنها تريدها فكُلما تبكي تؤلمها، وذهبت إلى المرحاض؛ لكي تضعهُ بعد غسل وجهها جيدًا من أثار البكاء، فهي أصبحت مُتقنة في أخفاء بُكائها
انتهيدت مما كانت تفعل ثم ذهبت إلى "المطبخ"؛ لكي تساعدهم في جلب باقي الأطباق قابلتها ولدتها،  ودون النظر اليها قالت لها: أتاخرتي كدا ليه؟
أردفت بكلمة واحده: بُصيلي.
نظرت إليها والدتها وسرعان من تحول نظراتها العادية إلى نظرات يملؤها الفرح، وسرور وكأنها لم تُصدق قولها ونظرات لها بصدمة ثُم قالت: دا بجد أنتِ رجعتِ للعلاج تاني أنا؟ مش مصدقة هيحصلي حاجة من الفرحة
أردفت مي بقول: يا ماما أهدي دا مجرد كريم؛ علشان الحرق رجع يوجعني تاني بس مش أكتر
أحست والدتها بان أصيبت بخنجر في قلبها فهي تعلم جيدًا أنها تريد أن تشفى، ولكن هي لا توافق.
أخذت منها بعض الاطباق ثم ذهبت إلى المكان التي توجد بهِ السفر، والتي كان لونها بُني فاتح، ويختلط معها بعضًا من اللون الذهبي، وضعت أحد الاطباق ثم نظرت إلى شقيقتها وقالت لها: روحي نادي بابا يلا
ذهبت شقيقتها إلى غرفت والدها؛ لكي تغبرهُ أنهم قد انتهوا من تحضير السفرة، وإن الآن تجلس مي بمفردها، ووالدتها في انتظاره هو وشقيقتها؛ لكي نأخذ وجبه الغداء، ونجلس مع بعض قليلًا.
وبعد وقت ليس طويل جاء، والدها بصحبة شقيقتها، وجلسوا في أماكنهم، فاهي وشقيقتها يجلسوا أمام بعضًا داومًا، تجمعوا جميعًا حول السفرة، وبدائوا في تناول وجبه الغداء، والتي كانت شهية للغاية نظر اليها، والدها وكانت نظره يحملوها الألم والحُزن، وهي لا تعلم ما سبب هذه النظر، ولكنها تغاضت عنها، وأكملت طعامها، وبعد وقت قصير أنتهت من الطعام، وجلست معهم ولاحظ والديها سكوتها، وبدأ في الحديث معها قائلًا: في أي يا مي ساكته ليه يا حببتي؟
نظرت هاجر اليها ثم قالت بملل: عادي يا بابا ما هي في العادي بتفضل ساكته يا اما بتعيطلنا هي بتعمل حاجة غير كدا؟
«عندما تنجرح ويصيبك خنجر الخُذلان في قلبك، يتوقف اللسان عن اداء مهمتهُ في جسدك، ويتوقف عقلك عن فهم ماذا يحدث.»
كانت كلمات شقيقتها تشبه السُم الذي يسري في الجسد دون توقف نظرت إليها نظرت تحمل الحُزن، والالم، ولكنها تجاهلت نظراتها وأوقف حرب العيون هذا، ولدها بقولهُ: أي إلى بتقولي دا يهاجر؟، ثم نظر إلي مي وقال: متخديش في بالك يا حببتي هي بس دبش وأنتِ عارفة كدا كويس.
ونظرت والدتها إلى هاجر ثم قالت: حاسني كلماتك يا هاجر علشان مي بتاخد على خاطرها من الكلام دا.
نطرة إليها هاجر بضيق  ثم أردفت بصوتٍ مرتفع: كلكم دالوقدي في صفها بقيت أنا البنت الوحشة والدبش وهي الملاك الطاير قالت كلمتها، وذهبت إلى الغرفة التي تجمعهم سويًا، ولم تنتظر الرد منهم.
ذهبت مي خلفها، ودخلت إلى غرفتهم، وأغلقت باب الغرفة.
والدتها كانت بتلم الاكل بمفردها وتعاتب كامل على ما قالهُ لهاجر مع إنها غلطانة فقالت: مكنتش ينفع كدا يا كامل هي بردوا صغيره ومتعرفش.
كامل: وهي هتفضل لحد أمتى تجرحها كدا مي شافت كتير وأنتِ عارفة ومتخلنيش أفتح في ماضي فات ونزعلها أحنا نفسنا نعمل حاجة تفرحها
هالة: أنا عارفة كدا والله وبحاول أهو معاك بس برضو هاجر صغيره ومش فاهمة
أردف كامل وهو ينهض: يبقى نفهمها أحنا
في غرفتها هي وهاجر.
مي: أنتِ ليه بتعملي كدا أنا من حقي أعرف؟
أردفت بهذا القول وهي لا تعلم كلماتها ستفرحها أم ستبكيها وتجعل من قلبها فُتات.
هاجر:....
؁؁؁؁؁؁؁؁؁؁؁
أزيكم زي ما وعدتكم أني هرجع بشغل جديد وشديد فحابه أشوف دعمكم ليا، وهنزل بأذن الله كُل أسبوع هنزل بارتين  بحيث أدي كِل بارت حقهُ، وأن شاء الله تعجبكم لو حابين أكمل أعملوا فوت للبارت دا هيشجعني، واكتبوا كومنت حلو يفرحني، ولو حابين نتتاقش في اي شيء في النوفيلا ياريت تكتبوا أي سؤال وهجاوب عليه.

لستُ بشعة هكذا. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن