أصدَاءُ الآفـل

46 7 7
                                    

͙•⠀••• ═───── • • ─────═ ••

أصداءٌ لـَم أسـتطع تحدِيد صَـاحِبها
ضوضَـاءٌ صاخِبـة.. والكثِيـرُ مِن الصُـراخ

أفتحُ عينَاي عسَاي أحددُ أين أنَـا،
ولكِـن كُل شـيءٍ مُبهم .

تتوارى ظِلـالٌ لِأشخاصٍ كثِـيرين حولِي لكن لا شيءَ واضح
لَـم أسـتطع حتَـى التفكِير.

وكأننِي روحٌ مُقيدة بِجسدٍ فَـانِي..

فتحتُ عيناي فِي المـرةِ الثـانِية،

كانت قد اختفـتِ الضوضاءُ وابتـلعَ الصمتُ الصَخّب،

لكِن هَل مُت؟ فلَا أشعُر بأنِي أملكُ جثماناً حتى.

وفِي المرةِ الثالِثة كانَت لحظَة عودَتِي لِرُشدِي
فَرائِحـةُ المَشفى قد لامَست حاسّة أنفِـي

ويَال أُلفتِها "،
لِشخـصٍ مُبتَلى بِالسقَـمِ مِثلِي..

بِسقمٍ تخلِّت عنـهُ أنواعُ السَّقـمِ فتَبنَّـاهُ جسـدِي شفقةً به.

حرَّكتُ جَسـدِي أودُّ أن أنهضَ فلَا يتوسَطُ نَظِـري سِوى لوح أبيض تُعانِقهُ بعضُ الأضواء

لـكِن لم يُـجدِي ذلِـكَ نفعــاً
ولَـم ألبث حتَـى شعرتُ بِـيدٍ تُعـانِقُ يِـدِي.

رعشَـةٌ شقَّت طريقهَا بأنحاءِ جسدِي
لِتفاجُئِي مِن التي قِبلتِي

حركـتُ شِفاهِي
أردتُّ التحـَدُّثَ ، أردته بِحق..

"بمقيو.. أنَا آسِفة لِنسيانِك "

لكن اكتفيت بالنظرَ إليهِا فقط

وينتر
ردتُّهـا بِـباطِني أُنعِشُ بِها قلبِـي و ذاكِرتِي وهي أكملت.

"لَقـد بِـتُّ أذكُـر كُـلَّ شـيءٍ ..

كُل شـيءٍ مِـن بِدايَـةِ طفُولتِنا ؛
كُنـت تهتم بِي كأختك الحقِيقية رُغم أننـي مجردُ مُتبنّـاة..

وببلُوغِـنا؛
كَـان الشِـعر قد أسر قلوبَـنا وعُصورُ الموسيقى استهوت على رُوحِنا فكَان جــلّ ما يجُوبُ لُبَّـنا التغزل بِبعضنا.

وكَأّن الكَـون صُنِع لِأجلِنـا

أُمِّـي وأبِي أعطيَانَـا كُلّ أنواعِ الحُب

لَقـد كُنتُ سعيِدة بِرفقتِك كُنتُ
كَـمـن سَقـطُ مِـن الجحِـيمِ فِي جناتِ النَعيم"،

كُنتُ هائِمٌة حالِمة ومترقبٌّة لَك ..
لَم يُكن ذَلِك جيداً فقد أعمتنِي أنانَّتِي

فضلتُك على اُمِّنا ..اردتُّ أن تتعالج انت قبلها فالعْلاجُ لَم يكُن يكفي سوى لشخص.

غضِب أبِي لِسماعِي وعانقتنِي أُمي وانت كُنت تبكِي
اخبرتني انكَ بخير.

لكِنك لم تكن كذلِك..

لَولا كلِماتِي لم اشتَاط الأبُ غضبَاً وفِي الآنِ ذاته مَا كنا لنهوِي بالسيارةِ لعمـقِ الجبلِ. "

أمسكتُ بيدِها ، وضعتُ جبيني على خاصتها وأغلقت عيناي ببطئ مستشعراً الراحة بعد زمن آنف..

كُل ما نبثَت بِهِ كان ماض أدهم.
لكن تشاطر ذكرياتي المؤلمة معها يخفِف عن كاهِلي عبئاً .

الآن
أستطيِع النوم براحة .

يتبع ..

  بـُـزُوغُ اَلفَـجـرِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن