مُنـذُ الَـأزَل²

362 43 107
                                    

السَـابِعَة والنِصـف مَسَـاءاً

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

السَـابِعَة والنِصـف مَسَـاءاً

صَحَوتَ بَعَـد رُقـودِي لِسَـاعـَاتٍ طَـويِلَة،

لَـم أبغَـى النُهُـوضَ قَـط فَالـألَـمُ مَـا زَال يتمَلـَّكُنِي،
لا بَـل لَم يَبـرَحنِي مُنـذُ الـوِلَـادَة..

إِنهُ ذَاتُ المَـرضُ الذِي سَلَـب حَيَاةَ أُمِي
، وَهَـا أَنَـا أَرتَشِـفُ مِـن نفسِ كَـأسِهـا جُرعَةٌ بَجُرعة ..

أُمـي..إنّ قَـدرانَـا تَشـاطَـرَا طِبـق السِمَاتِ وَكَـأنَّهُمـا صَخرَةٌ اِنفَـلَقَـت نِصـفَين لَـا تَسـتَحِيلُ وَلَـا تَتزَحزَحُ وَلَـا تَتغَيَّـر ولَـا تَـرتَّدُ وَلَـا تَنـقَلِب..

مَسـحتُ وجهِـي بِيـدي أُحاوِل إِبـعَاد طَيفِها الـذِي أَمسَـى وبَـات مَلَـاذِي الَـوحِيد ،

عَينَـاها التِـي اقتبَست سِحـرَ المَجرَّةِ أَصبَحَـت فَقـط مُـجرَّد حلمٍ يُراوِدُنِـي فِي أحـلامِ يَقظتي،

صَـوتُها ، مَلَامِحها، يديـهِا ، قَلبـها، رُوحـها، وكُلًَّها من رأسِها حتـى أخمصِ قدميها؛"
" اِشتقـتُ لَها.. "
تمسَّكت يَداي بآخِرِ أثِـرٍ لها، تِلـك القِلـادة التِي لم أنزعها مِن سنِيـن، تِلك التِي غَدتِ الشيءَ الوحِيـد الذِي يُثبِتُ أَن أحلَـامَ يقَظتِي كانت جُزءاً مِـن الواقِع فِـي يومٍ ما..

دَخَلَـت وصيِفَتِي الحُجـرة سَاحِبَةً إِيَّاي لِـوَاقِعي
"سيدي اِستَيقَظـت"

اِبتسَـامةٌ صَغيرَةٌ طَفَـت على شفَتَيـهَـا بَعـدَ إيمائي لَهَـا، لِتعـدُو المَـسَافَة التِي تَفصِـلُ بَيـن سـريِري وبَـينهَـا

سكَبَت لِي قِـدحَ مَـاءٍ مُتأنِّـية تَحتَ ناظِـري وَقَدَّمَتهُ لِـي،

هَـذِهِ الهَدباءُ
إِنَّـهَـا آجِي وصيفتِـي الـوَحيدة مُنـذُ طُفُولَـتِي فَأبِـي لـا يَسـمحُ لِبَقِـيَّة الخَـدمِ بِخـدمَتِي وَهُـم يَحمُـدُونَ خَالِقَـهُم عَـلى بُعدِهـم عنَّي

  بـُـزُوغُ اَلفَـجـرِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن