في ممر ذاك المشفى يجتمع مجموعة من الناس أمام غرفة الفحص و القلق يغزو ملامحهم
و يبدو أن ذاك الرجل الجالس على الأرض بكل يأس هو أكثرهم قلقا و رعباتقدم زيك من ايرين ثم جلس امامه و هو ينظر له بجدية
زيك : ايرين قف على قدميك ليس وقت اليأس الان
ايرين بيأس : كم تبقى لانتهاء المهلة يا اخي
لم يرد زيك عليه ...نعم لقد مرت الايام بسرعة و ساءت حال ليفاي و هو الآن في غرفة الفحص تحت رحمة الأطباء للتكفل بحالته
و اخيرا فتح باب غرفة الفحص و خرج الدكتور المسؤول عن حالة ليفاي و هو يلقي التعليمات على الممرضة بجانبه
ايرين بلهفة : كيف حاله يا دكتور
الدكتور بقلة حيلة : ان لم نعجل في العملية لن يعيش طويلا
زيك بحزن : الا يوجد اي حل اخر
الدكتور : أنها مسألة عضو حي لا يمكننا فعل شيء له
و ابتعد الطبيب عنهم و تركهم في موجة من الاحباط و الحزن و لكن صوته جعلهم ينظرون له بصدمة
ايرين بجدية : ليس امامي خيار آخر سأتواصل مع مافيا الاعضاء
ارمين بصدمة : لابد انك تمزح
ايرين بغضب : هل ابدو لك في وضع يسمح لي بالمزاح
ارمين بغضب اخر : هل انت مجنون تريد أن تسلب حياة شخص بريء
ايرين بجنون : و هل تريدني أن أترك ابني يموت يا هذا !
زيك بعقلانية : و هل تظن أن ليفاي سيقبل بهذا
ايرين بحزن عميق : لن أخبره لا اريد أن يلومني و لكني لا اريده أن يتركني
يلينا : حسنا يا جماعة التعب يجعلكم لا تفكرون بهدوء و حكمة انصحكم بالراحة الان
نظر لهم ايرين بإحباط ثم غادرهم بسرعة نحو حديقة المشفى ...يريد أن يأخذ هواء عميقا حتى يتسنى له التفكير في حل
جلس على إحدى الكراسي و هو ينظر إلى الغروب بهدوء شديد ...لم يعلم كم مر من الوقت عليه و هو يراقب الغروب و لكنه احس بشخص يجلس بجانبه
...ظن أنه زيك أو ارمين لذا لم يكلف نفسه عناء الالتفات و لكن صوتا رخيما حنونا جعله ينظر للشخص بجانبه باستغراب
العجوز بحنان : تبدو متعبا يا بني ما الأمر
ايرين بهدوء : انا بخير لا تقلق يا عماه
العجوز : ليس هذا ما يظهر في وجهك و عيناك
اخذ ايرين نفسا عميقا و لم يرد ..يكفيه الصراع الذي في داخله و لا يريد أن يبوح بألمه لشخص غريب
العجوز بحكمة : صدقني أن تتكلم مع شخص غريب قد يكون فعالا أكثر من التكلم مع اقرب الناس لك ...لأن الشخص المقرب منك سيعطيك نصائح نابعة من حبه لك و لكن الشخص الغريب سيعطيك نصائح حيادية غير متأثرا بأي عاطفة
ايرين بحزن : ماذا أخبرك يا عم ...هل أخبرك اني سأخسر ابني الوحيد بعد أن وجدت الراحة بجانبه اخيرا ...هل أخبرك اني ضيعت سنوات من حياتي بعيدا عن ابني اجمع المال و في النهاية عندما استقررت و قررت البدء بحياة جديدة معه يأتي المرض و يخطفه مني ...انا متعب جدا من التفكير في أنه سيتركني بهذه السرعة و الندم يأكل قلبي لاني ضيعت وقتي في اشياء فارغة من دون معنى و حرمت نفسي من لذة البقاء مع عائلتي و فلذة كبدي ...حتى أمه و التي لا تستحق أن اناديها بهذا اللقب رفضت حتى أن تأتي لرؤيته ...انا متعب بحق
العجوز بتفكير : اعذرني لسؤالي ، و لكن ماهو مرض ابنك
ايرين : يحتاج لعملية زراعة كبد جديدة و لكن لم اجد اي متبرع يناسبه
وقف العجوز و هو ينظر له بحكمة : لا تيأس و دع الحكم للنهاياتثم غادر بصمت مثل مجيئه ...أما ايرين فنظر له باستغراب من كلماته هي ليست بالجديدة عليه لطالما قالها له زيك و لكنه يشعر بأنها مختلفة قليلا من هذا العجوز ....نظر للشمس التي غربت و الجو الذي بدأ يزداد برودة و قرر العودة
دخل إلى غرفة ليفاي و وجده نائما بعمق على ذاك السرير الابيض و الأجهزة ترتبط بجسده الهزيل بدون رحمة ...وضع يده على جبهة ابنه الباردة و هو يتأمل ملامحه الشاحبة كالاموات و شفتاه التي ابيضت و الهالات السوداء تحت عينيه ...كان هذا المنظر اكبر من احتماله لذا اغمض عينيه مستسلما للنوم و هو متمسك بيد ابنه
.
.
.
.
.
مرة أخرى يجتمعون أمام غرفة الفحص بعد أن استدعاهم الطبيب على عجل ...التوتر يسود الأجواء و النظرات الحائرة تتقاذف بينهم
و اخيرا خرج الطبيب من الغرفة و وجهه جامد بطريقة غريبة ...نظر لهم بصمت
زيك : ما الأمر يا دكتور استدعيتنا على عجل و التوتر الان يقتلنا
نظر لهم الطبيب بصمت لدقائق بدت كالقرون و ثم ابتسم له براحة
الدكتور براحة : مبارك لكم وجدنا متبرعا متوافقا مع الصبي
لحظات و هم يحاولون ترجمة ما قاله الطبيب في عقولهم و عندما استوعبوا اخيرا امتلأت وجوههم بالراحة و السعادة
احتضن زيك يلينا بفرحة و هو يحاول كبح دموعه من أن تفضحه ...اما ارمين فقد صافح الطبيب بحرارة و عبارات التهاني تتبادل بينهما ...و الطرف الاهم هنا و هو ايرين احس بقدميه يخذلانه فجلس على ركبتيه براحة كبيرة و هو يبتسم بهدوء و نظرته تعبر عن ما في داخله ...قد.لا نحتاج للكلمات للتعبير عن مشاعرنا احيانا ..مجرد نظرات صادقة تكفيبعد وقت قصير
زيك بتساؤل : صحيح من هو المتبرع يا دكتور
خرج رجل من غرفة الفحص و عندما رآه الطبيب ابتسم له ثم نظر لهم
الطبيب : اقدم لكم المتبرع
نظر ايرين بصدمة للرجل و هو يعرفه حق المعرفة ..أنه ذاك العجوز الذي تكلم معه منذ يومين
ايرين بصدمة : يا عم
العجوز بحنان : أردت أن اساعدك بعد أن سمعت قصتك و جربت حظي و انظر للقدر من بين كل الناس انا من تطابق مع ابنك
ايرين : و لكن لماذا تساعد شخصا غريبا و تتخلى عن جزء منك لاجله
العجوز : انا ايضا فقدت ابني الوحيد بعد أن أصيب بمرض عضال ...اعرف تماما هذا الشعور و صدقني لم ارد لاي اب اخر أن يجربه
زيك بشكر : شكرا لك يا سيد ...
العجوز : اسمي ماغاث يا بني
عانق ايرين العجوز بامتنان كبير و دموعه تخذله و هو يردد عبارات الشكر لهذا الرجل الذي ساعده و انقذ حياته و حياة ابنه ...و اخيرا
.
.
.
.
أنت تقرأ
نحن عائلة
Umorismoالقصة ابدا مو ياوي أو منحرفة لاني مسلمة و اخاف الله 👍🏻 _ انا فقط أردت أن أكون أبا جيدا له و لكن لماذا القدر مصر على أن يحرمني منه_